اعتداءات تركيا على مزار الشهداء بتوثيقات وتواريخ محددة

تعتبر انتهاكات تركيا بحق مزار الشهداء وصمة عار على جبين الإنسانية وعملاً لا أخلاقياً يدخل في قائمة الأعمال الإجرامية التي تقوم بها، وقد استعرضت وكالة ROJNEWS توثيقات بتواريخ مفصلة بهذا الشأن.

في تقرير موسع سلطت الوكالة الضوء على انتهاكات تركيا اللاإنسانية واللاأخلاقية بحق الشهداء في ثلاثة أجزاء من كردستان، وجاء فيه:

تستهدف الدولة التركية إلى جانب هجماتها مزار الشهداء في باكور وباشور وروج آفا كردستان، وقد تم توثيق عمليات نبش نفذها الاحتلال التركي ومرتزقته وتدمير عشرات مقابر شهداء الشعب الكردي في تلك المناطق.

قنبلة تركيا انفجرت بيدها

بعدما دمر الاحتلال التركي العشرات من مزار الشهداء في باشور وباكور كردستان، تعمد تدمير مزار الشهداء في عفرين ونقل رفاة الشهداء إلى مكان آخر، حيث نشرت وكالة الأنباء التركية الرسمية، الأناضول، مؤخراً خبراً زعمت فيه أن المرتزقة التابعين لتركيا عثرت على مقبرة جماعية في وسط عفرين وأنها كانت مقبرة لضحايا مجزرة ارتكبتها قوات YPG-YPJ.

الصور ومقاطع الفيديو التي تم نشرها أثناء هجمات الاحتلال التركي على عفرين توضح أنه مزار شهداء كانت قد بني خلال “مقاومة العصر” بسبب ظروف الحرب القاسية خلف مشفى عفرين، ويظهر في الصور أن الجثث المدفونة قد أخرجت من المزار بعدما قام المرتزقة وعناصر الجيش التركي المحتل بتخريب وهدم المزار أثناء احتلالهم للمنطقة.

كما نقل المرتزقة رفاة الشهداء إلى مزار “زيارة حنان” في كفرجنة الواقعة على طريق عفرين، الأمر الذي سبب استياء لدى الشعب الكردي، حيث أثبت قادة من قوات سوريا الديمقراطية ومؤسسة عوائل شهداء في عفرين جرائم الدولة التركية من خلال أدلة ووثائق تم تصويرها، وبعد ذلك ذكرت بعض الوكالات الدولية ووسائل الإعلام أن “قنبلة الدولة التركية التي صنعتها قد انفجرت في يدها”، بمعنى آخر أنها كشفت بالجرم المشهود.

من المهم إلقاء نظرة على التاريخ الذي يوضح هجمات الدولة التركية الفاشية على الأضرحة الكردية، الأخبار التي نشرتها وكالة أنباء الفرات ANF ووكالة Rojnews ووكالة مزوبوتاميا وإعلام قوات سوريا الديمقراطية ضمن المجريات والأحداث التي مرت عبر سنوات، وكذلك التقارير التي أعددتها جمعية حقوق الإنسان (IHD) ومؤسسة عوائل شهداء عفرين، تكشف حقيقة الدولة التركية في باكور وباشور وروج آفا كردستان من جرائم وقتل وارتكاب مجازر واستخدام الأسلحة الكيميائية ضد الشعب الكردي.

47 اعتداء خلال خمس سنوات

بحسب المعلومات المنشورة في وكالة موزبوتاميا؛ شهدت السنوات الخمس الماضية (2015-2020) 47 اعتداء على مقابر الشهداء في باكور كردستان، وإن المزارات التي دُفنت فيها جثث المقاتلين والمقاتلات الذين قاوموا هجمات الاحتلال للدفاع عن أرضهم وكرامتهم في أجزاء كردستان تم قصفها بواسطة المروحيات التركية واستخدام الجرافات لتدمير المزارات بشكل كامل.

وقعت معظم الاعتداءات على المزارات في المناطق الجبلية لمدن آمد ومردين وشرناخ ووان وبتليس وسيرت وإيلح وهكاري وأورفا وملاطية في باكور كردستان، تقع معظم المزارات في ليجه التابعة لآمد وناحية كفر في هكاري، وتم دفن جثامين 282 من شهداء حزب العمال الكردستاني (PKK) في مزار خرزان في بيدليس، حيث قامت الدولة التركية بإخراج رفاة الشهداء ونقل أضرحتهم إلى سفح منطقة كيليوس في إسطنبول.

وعلى الرغم من قيام عوائل الشهداء بإعادة ترميم المزارات عشرات المرات إلا أنها تعرضت للتخريب والتدمير بشكل متكرر، حتى أن الدولة التركية قامت بالضغط على عوائل الشهداء لإزالة شواهد المزارات، فبادرت العوائل على المناوبة في فيها لعدم السماح بتدمير هذه الأضرحة.

وبناء على ذلك، فمن تشرين الأول 2015 إلى تموز 2020، تم تنفيذ 47 اعتداء على مزارات الشهداء في باكور كردستان فقط، واعتدت الدولة الفاشية على مزارين للشهداء في باشور كردستان.

توثيقات توضح صورة تركيا الإجرامية

وفيما يلي بعض الهجمات التي تم توثيقها:

1ـ تدمير “مزار الشهداء عكيد سروج” في جبل باكوك 2015.

2ـ مزار الشهداء “دكتور باران وبسيه” الذي بني في 27 تشرين الأول 2014 في قرية آلاجيك في ديرسم ودفن فيها 99 من كريلا HPG-YJA-Star وخمسة من مقاتلي TIKKO / TKPML، و38 شخص قد قتل ضمن مجزرة في ديرسم، في تشرين الأول 2015 تم قصف المزار بالمروحيات ونتيجة القصف، دمر أضرحة الشهداء.

3ـ في 17 تشرين الأول 2015؛ دمر جنود الاحتلال التركي “مزار الشهيد جمعة والشهيدة بنفش” في منطقة جبل جودي.

4ـ في 18 تشرين الأول 2015؛ قصف بالطيران على مزار الشهداء “سونا جيجك ودكتور باران” في قرية زاكي في ديرسم، حيث دفنت فيها جثامين قوات الكريلا ورفاة الذين استشهدوا في مجزرة ديرسم الـ 38، كما تم تدمير مسجد المزار.

5ـ بتاريخ 18 تشرين الأول 2015؛ تدمير مزار “شهيد آمد والشهيدة هيفيدار” بقرية سيسه التابعة للجه في آمد.

6ـ بتاريخ 22 تشرين الأول 2015؛ دمرت مزار الشهداء “ماوايه” بالجرافات في مثلث سيرت وماردين وايلحه.

7ـ في 4 تشرين الثاني 2015؛ قصف المزار في حي بيريجمان التابع لناحية بيران في آمد وقصف المسجد وبيت الضيافة في المزار.

8ـ في 12 تشرين الثاني 2015؛ قصف مزار الشهيد كرتاي فراشين بساحة كوليا بمنطقة بشيبابا التابعة لشرناخ.

9ـ بتاريخ 22 تشرين الثاني 2015؛ دمرت “مزار الشهيد هارون” في لجه التابعة لآمد بواسطة المدرعات العسكرية، وخلال الهجوم تم تدمير المسجد وقاعة الاستراحة والمكتبة أيضاً، ودمر 78 مزار من أصل 140 مزار لشهداء حزب العمال الكردستاني.

10ـ في 1 أيار 2016؛ قامت قوات الشرطة بتدمير شواهد مزارات الكريلا في مزار ينيكوي في آمد.

11ـ في 16 شباط 2017؛ تم تغيير شواهد 23 مزار في مزار إيكيزتبه في ايلحه بأمر من المدعي العام والبلدية في المنطقة.

12ـ بتاريخ 21 شباط 2017؛ تم تخريب مزار ييني محله في منطقة طريق أرموشه في وان، وكتب على عدة شواهد المزارات عبارة “T.C” أي “الجمهورية التركية”.

13ـ في 7 نيسان 2017؛ بناء على تعليمات الوالي والحاكم عثمان كايماك، دمر الجنود الأتراك مزارات الكريلا سانكار بولوتش وباران تشيتنكايا في قرية سوريك بناحية مازكرت في ديرسم.

14ـ وفي 28 نيسان 2017؛ دُمر المزار في حي أورمان في منطقة كفر التابعة لجولومرك وكتبت الشرطة عبارة “leş” على شواهد المزارات.

15ـ في تشرين الثاني 2017 تم تدمير مزار الشهداء “كورتايا فراشين” مرة أخرى، كما تم بناء قاعدة عسكرية بجانبها.

16ـ بتاريخ 12 حزيران 2017؛ تم تخريب النصب التذكاري لشهيدة ساكينة جانسس في ديرسم، التي استشهدت في 9 كانون الثاني 2013 في باريس مع الشهيدة فيدان دوغان وليلى شيلمز.

17ـ بتاريخ 26 حزيران 2017؛ دمر الجنود الأتراك “مزار الشهداء الشهيد آمد والشهيدة هيفيدار” بقرية سيسه في لجه التابعة لآمد، كما تم تدمير مركزين يستخدمان كبيت ضيافة.

18ـ بتاريخ 14 أيلول 2017؛ هاجمت مجموعة من العنصريين مزار خاتون توغلوك (والدة آيسل توغلوك)، ونقل الجثمان من المزار ودفن في ديرسم.

19ـ في 29 تشرين الأول 2017؛ دمرت الشرطة التركية أضرحة في مزار ينيكوي في منطقة رزان بآمد.

20ـ في 1 تشرين الثاني 2017؛ تم تدمير “مزار الشهيد رسول والشهيدة عزيمة” في منطقة هيركول في سيرت.

21ـ في 19 كانون الأول 2017، تم تدمير مزار خرزان في قرية أوليكا جور في بدليس ونقل 282 جثة إلى المزار في إسطنبول، ثم دفنت الجثث تحت ممر مشاة بجوار مزار كيليوس، وبحسب المعلومات تم تسليم 22 جثة منهم إلى عائلاتهم، ولم يتم تسليم الجثث الأخرى بعد.

22ـ بتاريخ 26 كانون الأول 2017؛ تعرض مزار ينيكوي في منطقة رزان التابعة لآمد مرة أخرى للتدمير، ثم تم تدمير شواهد المزارات بواسطة الجرافات.

23ـ في 5 نيسان 2017؛ قصف مزار “محمد قراسونكور” في منطقة قنديل لشهداء حزب العمال الكردستاني، كما تم تدمير كل من المتحف والمقبرة بالكامل عبر الطائرات الحربية التركية، لكن الكريلا قاموا ببنائها مرة أخرى.

24ـ في 31 آذار 2018؛ قامت الطائرات الحربية التركية بقصف موقع مزار الشهداء “الشهيد سمكو والشهيدة كولان” في منطقة الشهيد هارون بمنطقة قنديل بقرية سوركول، ما أدى إلى تدمير المزار بشكل كبير.

25ـ بتاريخ 29 آذار 2019؛ في قرية حاجيا كوردا في بيسميل في آمد، دمر الجنود الأتراك أضرحة مقاتلي وحدات حماية الشعب وقوات حماية الشعب.

26ـ في 4 حزيران 2019؛ تعرض مزار “الشهيد آمد والشهيدة هيفيدار” بقرية سيسه في لجه بآمد، لأضرار من جديد.

27ـ وفي 30 أيلول 2019؛ تعرض مزار محمود الينباي في بيران بآمد للمرة السادسة للتخريب.

28ـ بتاريخ 4 نيسان 2020؛ في قرية هسبيس في منطقة هزخ في شرناخ، هدم الجنود أضرحة 6 من كريلا حزب العمال الكردستاني، كما هدم الجنود نفس المزار في عام 2016، وبعد الهدم أعاد الأهالي بناءه.

29ـ بتاريخ 17 نيسان 2020؛ تحطيم شواهد أضرحة كريلا HPG في بعض قرى مازكيرت في موش والمركز.

30ـ في 18 نيسان 2020؛ طالبت القوات التركية من عائلة المقاتل في صفوف الكريلا الشهيد زماني تشكماك، الذي استشهد أثناء حظر التجول في كاني رش في تشولكي إزالة المزار.

31ـ بتاريخ 24 نيسان 2020؛ استدعت قيادة درك فارقين العائلات الذين فقدوا أبناءهم في الحرب وطلبوا منهم كسر شواهد الأضرحة وإزالة أحرف الأبجدية الكردية X ،W ، Q.

32ـ في 26 نيسان 2020؛ تم تخريب المزار في حي الأورمان في كفر بهكاري للمرة السادسة، كما تضرر مزار سليمان أكسو، الذي استشهد في هجوم لداعش في برسوس مع 32 من أصدقائه.

33ـ بتاريخ 22 أيار 2020؛ تم تخريب المزار في قرية سيسه في لجه بآمد، كما تم تكسير الشاهد الذي كتب عليها أسماء الذين استشهدوا، ووقع خمسة اعتداءات على المزار وتم حرقها مرة واحدة، ثم أعاد الأهالي بناء أضرحة أبنائهم قائلين “أبنائنا ليسوا أيتاماً”.

34ـ بتاريخ 25 أيار 2020؛ تعرض المزار في قرية شمسه في حسكيف مرة أخرى للتخريب، وتم تعليق العلم التركي على أشجار المزار.

35ـ بتاريخ 8 حزيران 2020؛ تم إزالة صورة مراسل أوزغور جوندم حافظ أكدمير من شاهد مزاره، واستشهد أكدمير في هجوم مسلح عام 1992.

36ـ في 10 حزيران 2020؛ تم تخريب المزار في قرية سيسه في لجه بآمد.

37ـ في 12 حزيران 2020؛ تم تخريب أضرحة شهداء HPG ريدفان موتلو ومحمد موتلو في مزيكا كوتشخار في قرية بالنجه التابة للجه بآمد.

38ـ في قره كوبري في ويرانشهر في برسوس التابعة لمنطقة رحا تم تدمير أضرحة كريلا HPG ومقابر الذين استشهدوا في مذبحة برسوس.

39ـ تحطيم مزار فولكان بورا في حي أولوكلو في ملاطية.

40ـ دمرت أضرحة العديد من كريلا HPG في منطقة ارديش في وان.

41ـ استشهد كريلا HPG عكيد إيبك في 23 أيار2017 في ديرسم، وأرادت عائلته استلام جثمانه، لكن على الرغم من كل الجهود التي بذلتها عائلة الشهيد، لم يتم تسليم الجثمان حتى عام 2020، تنقلت والدة عكيد أيبك، هاليسه أكسوي، بين ديرسم وملاطية وإسطنبول لمدة عامين وثلاثة أشهر لاستلام جثمان ابنها، وذكر أكسوي أنها أعطت عينة من دمها، لكن معهد الطب الشرعي في إسطنبول لم يستجب لها، وبعد جهد دؤوب من قبل العائلة، أرسلت الدولة التركية رفات عكيد إيبك إلى العائلة في نيسان 2020، وكانت مشاهد الجنازة على جدول الأعمال في وسائل الإعلام لأيام.

تكرار سيناريو الانتهاكات

لا توجد إحصائيات موثوقة متوفرة في عام 2021 عن شهداء باكور كردستان، لكن هدم مزارات الشهداء في عفرين عام 2021، التي احتلتها الدولة التركية عام 2018، يذكرنا مرة أخرى بجرائم الدولة التركية.

وبحسب المتحدث باسم YPG وحدات حماية الشعب، نوري محمود، فقد تم دفن 71 شهيداً في مزار الشهداء خلف مستشفى عفرين، “12 مقاتلاً من YPJ، و14 مقاتلاً من YPG، وخمسة أعضاء من قوات الأسايش، وثلاثة أعضاء من جبهة الأكراد، وواحد من قوات الدفاع الذاتي، وخمسة مدنيين، ولم تتضح هويات 31 شخصاً بسبب ظروف الحرب”.

وبحسب مؤسسة عوائل الشهداء في عفرين، فقد تم إخراج جثامين الشهداء من المزار ودفنهم كمجهولين في مزار حنان الواقعة على طريق عفرين في كفر جنة التابعة لناحية شران.

وبإفادة من مؤسسة عوائل شهداء عفرين وأهالي الشهداء، فقد تم تخريب مزار الشهداء “شهيد سيدو” في جبل قازقلي بناحية جندريسه في عفرين جراء القصف التركي، كما ألحق المرتزقة المحتلون التابعون للدولة التركية أضراراً بمزار الشهيد رفيق بقرية متينا في عفرين، وأفادت التقارير عن إقامة قاعدة عسكرية في المزار، كما تم افتتاح سوق في مزار الشهيد أفستا خابور.