أردوغان عدو النساء

 هيفيدار خالد-

قبل سنتين فقط كتبتُ في جريدتكم الموقرة، “جريدة روناهي” مقالاً تحت عنون: “أردوغان عدو المرأة”. في المقال الذي أسميته بذلك العنوان، تطرقتُ حينها لأبشع الانتهاكات التي يرتكبها النظامُ التركي ومرتزقته المأجورون بحق النساء في المناطق الكردية السورية المحتلة، ونوَّهت وقتَها وعلى وجه الخصوص إلى الانتهاكات والجرائم اللاإنسانية التي ترتكب بحق النساء الكرديات في مدينة عفرين السورية. واستشهدتُ بالعديد من الأمثلة والجرائم التي كانت وقتها حديثَ الساعة في وسائل الإعلام المحلية والعالمية.

في مقالي اليوم سأتطرق أيضاً لانتهاكات النظام التركي بحق النساء وتحت العنوان ذاته، لكن هذه المرة ليس في سوريا فقط بل في الداخل التركي.

انتهاكاتٌ متواصلة ومتكررة تتعرَّضُ لها المرأة في المناطق المحتلة وفي الداخل التركي، ضمن سلسلة من الجرائم، وخاصة ضد النساء المعارضات لسياسات أردوغان وقوانينه المجحفة بحقهن، الأمر الذي أكدته مراراً وتكراراً تقاريرُ لمنظمات ومؤسسات حقوقية تركية وأوروبية. فيوماً بعد يوم تزداد حالات العنف والقتل التي تتعرض لها النساء في المجتمع التركي دون أي رادع يذكر.

قبل أكثر من أسبوع تعرَّض مبنى حزب الشعوب الديمقراطي في مدينة إزمير بتركيا لهجوم مسلح، في هذا الهجوم المسلح والمخطط من قبل أردوغان ومرتزقته الذين اتخذوا من قتل النساء دائماً هدفاً أساسياً لهم، استُهدفتِ المناضلة الكردية دنيز بويراز عضوة حزب الشعوب الديمقراطي وتم قتلُها داخل المبنى.

هذه الجريمة القذرة لاقت ردودَ فعل غاضبةً من أوساط مختلفة في المنطقة والعالم أيضاً. نقابات بارزة في تركيا أدانت مقتلَ دنيز بويراز، ومن بينها نقابةُ المهندسين الأتراك التي أدانتِ الهجومَ المسلحَ الذي استهدفَ مقرّ حزب الشعوب الديمقراطي وأعربت عن تعازيها لأقاربِ الضحية التي فقدت حياتها، وكذلك لكل أنصار الحزب. كما استنكرَ حزبُ الشعوب الديمقراطي جريمةَ قتل دنيرز، وجاءت العديد من المنظمات النسائية في شمال وشرق سوريا وتركيا وإقليم كردستان؛ لتعاضد هذا الاستنكار.

فهذه الجريمة النكراء أوضحت للعالم عموماً معنى أن تناضل من أجل الحرية والعدالة والحياة الحرة والكريمة في بلد تحكمه قوانينُ وضعها مجرمون أمثال أردوغان وأعوانه الذين لن يتوانوا عن إبادة مَن يعارضهم، ويُخطئ مَن يظن أن استهدافَ دنيز كان صدفةً، فالنظام التركي له تاريخٌ حافل باستهداف النساء ومنعهن من مواصلة حركة نضالهنَّ.

لا تزال جريمة اغتيال القيادية الكردية السورية هفرين خلف وثلاث مناضلات كرديات في مدينة كوباني السورية، ماثلةً أمام العَيان لتدقَّ ناقوس الخطر من جرائمَ أخرى مقبلة بحق النساء من قبل النظام التركي الفاشي. وما تكرار سيناريو الاغتيالات المنظمة التي استهدفت المناضلة دنيز بويراز إلا دليلاً آخر على تباهي النظام الحاكم في تركيا في استهداف السياسيات المعارضات لنظامه وأحكامه.

إنهاءُ سيناريو قتل النساء واغتيالهنَّ في المناطق التي يحكمها أردوغان يمر من تصعيد النضال والتنظيم الثوري في كافة مجالات الحياة السياسية والاجتماعية والدبلوماسية.