أهمية الوقت في الإسلام

 محمد القادري_

أكد الإسلام، على أهمية الوقت بشكل كبير، بحيث يكون الإنسان المسلم منتبهاً الى مرور الوقت في ساعات الليل والنهار، لذلك فرض عليه ركناً أساسياً لجعل المسلم يراقب مرور الوقت بشكل دقيق، وذلك من خلال محافظته على الصلوات، حيث يقول الله سبحانه وتعالى: “إِنَّ الصَّلَاةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَابًا مَّوْقُوتًا”، ونحن نعلم أن أوقات الصلاة تشمل جميع حالات المؤمن ليلاً ونهاراً، فيقول تعالى: “وَأَقِمِ الصَّلَاةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفًا مِّنَ اللَّيْلِ ۚ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ۚ ذَٰلِكَ ذِكْرَىٰ لِلذَّاكِرِينَ”، لذلك نرى أن المسلم مأمور في كل يوم أن يحافظ على وقته، وذلك بحفاظه على مواقيت الصلاة، ويقول عز وجل: “حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلاةِ الْوُسْطَى وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ فَإِنْ خِفْتُمْ فَرِجَالاً أَوْ رُكْبَانًا فَإِذَا أَمِنتُمْ فَاذْكُرُوا اللَّهَ كَمَا عَلَّمَكُمْ مَا لَمْ تَكُونُوا تَعْلَمُونَ”، كما أن الله نبه إلى ضرورة معرفة الشهور وقسمتها وتسميتها، فقال: “إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِندَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ۚ ذَٰلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ ۚ فَلَا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنفُسَكُمْ “، حيث يجب على المسلم أن يراقب الشهور لكي يعلم متى يدخل شهر رمضان المبارك فيصومه، وحين يأتي ذو الحجة يذهب إلى الحج، أي أن الوقت عند المسلم  بساعاته وأيامه وشهوره مرتبط بعباداته، فلا يمكنه أن يهمل منهم شيئاً، أو أن يغير من هذا النظام الذي فرضه الله سبحانه وتعالى عليه، وتر الإنسان المسلم الملتزم بإسلامه كيف يحافظ على الوقت في حياته، ويغتنم جميع الأوقات في الأعمال الصالحة، فقد وجه النبي محمد صلى الله عليه وسلم، أمته بقوله: “اغتنم خمسا قبل خمس: شبابك قبل هرمك، وصحتك قبل سقمك، وغناك قبل فقرك، وفراغك قبل شغلك، وحياتك قبل موتك”، هذا هو الاهتمام بالوقت في جميع مراحل العمر، وحياة الإنسان اليومية، وهذا اهتمام كبير ويقظة دائمة وتنبيه شديد للإنسان المسلم، كي لا يهدر الوقت عبثاً ولهواً، وفي أشياء لا خير له فيها لا في الدنيا ولا في الآخرة.