سياسية - اجتماعية - ثقافية - عامة، تأسست عام 2011

لا يمكن معاداة حقوق الشعوب في الحرية والديمقراطية

فوزي سليمان-

الكم الهائل من التطورات والتغييرات التي طرأت وتطرأ على العالم والمنطقة تضع الجميع بلا استثناء أمام حقائق لا مفر منها، وأولها أن المنظومة الفكرية القائمة والتي تعتمد على السيطرة الفظة والتحكم بمقدرات الشعوب لم تعد ناجعة لا سابقا ولا في العصر الذي نعيش فيه ولن تكون كذلك في المستقبل، بل على العكس أضحت وبالاً على أصحابها ووضعتهم في مصاف كل الدول التي دفعت أثماناً باهظة، ولا تزال تدفع نتيجة تلك السياسات، وألمانيا النازية خير مثال على ذلك.
واعتراف الولايات المتحدة الأمريكية مؤخراً بالمجازر المرتكبة بحق الشعب الارمني في بدايات القرن المنصرم على أيدي السلاطين العثمانيين هو تأكيد على أن العالم المتمدن لم ولن يفسح المجال أمام هكذا جرائم، وخطاب نانسي بيلوسي الجريء والتلميح بأن الشعب الكردي تعرض ويتعرض للجرائم ذاتها على أيدي السلاطين العثمانيين الجدد لن يمر مرور الكرام، فما بين استخدام ذلك لغايات معروفة والاعتراف بها تعد خطوة تاريخية واعتراف كبير، وتذكر الجميع أن قواعد اللعبة في العالم تغيرت وخصوصاً في الشرق الأوسط.
 فالظروف والمعادلات بعد الحربين الأولى والثانية لم تعد قائمة، وبالتالي فإننا أمام تغييرات في العديد من المجالات وعلى رأسها التحالفات، فصديق البارحة أضحى غير موثوق به، والعكس صحيح، وما استمرار الأنظمة الاستبدادية في أساليبها القديمة المعتمدة على الفتن والعنف والقتل إلا بمثابة التسريع في زوالها. والعدوان الأخير للدولة التركية على مناطق زاب ومتينا وآفاشين وكذلك الفتنة المفتعلة في قامشلو وفي شنكال ما هي إلا تأكيد على ما تقدم، وعليه فإن معادات تطلعات الشعوب في الحرية والديمقراطية عفا عليها الزمن، بالنتيجة ولى زمن تحقيق المكاسب على حساب الشعب الكردي وولى زمن الأنظمة الاستبدادية.