محمد القادري
نتحدث في هذه المقالة عن العمل بأنواعه وأشكاله ومعانيه من حيث فعاليته في المجتمع، لأن أي تقدم أو تطور أو تغيير في الواقع لا يحدث إلا عن أعمال يقوم بها الإنسان بشكلٍ فردي أو جماعي، وحتى العمل الفردي يعود تأثيره بالمحصلة على المجتمع، لذلك أكد الله سبحانه وتعالى على العمل وعدم الكسل والتكاسل والتواكل والاعتماد على الغير فقال: “وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله”، وفي آية أخرى أكد أن النبي صلى الله عليه واله وصحبه وسلم أيضاً عامل في مجتمعه بقوله تعالى: “يا قومي اعملوا إني عامل”، وإذا تتبعنا حياه المجتمعات وشعوبها نرى أن الشعوب المجتهدة النشيطة تقدمت وتطورت بالعلم والعمل، وهناك أمثلة كثيرة على بلدان وشعوب ودول أتى عليها الدمار والخراب ثم من خلال علمها وعملها ونشاطها عادت لتسبق كثيراً من الدول والأمم، مثال ذلك اليابان وفيتنام وألمانيا بعد الحرب العالمية الثانية، في مقابل ذلك نرى كيف زالت الخلافات الإسلامية وانهارت السلطنات والإمارات واندثرت ولم يبقَ لها أثر لأنها توقفت عن العلم والعمل، فإذا كان هناك علم ولم يكن عمل تخلّف المجتمع، وإذا كان هناك عمل بلا علم تدمر المجتمع بسبب الأخطاء الفادحة، واجتمع ذلك في نهايات الخلافة الأموية في الأندلس حينما كان أمراؤها غارقين باللهو والعبث والملذات تاركين العلم والعمل لأعدائهم الذين هاجموا بلادهم وطردوهم، وكذلك في نهاية السلطنة العثمانية حينما انفصل العلم عن العمل وتأخروا عن ركب الحضارة الإنسانية فكان نهايتهم الزوال، وحينما نفكر في الدول القائمة حالياً في الشرق الأوسط وغيره، وكذلك على مستوى الإدارات والأحزاب التي تقود المجتمعات نرى أن القوة دائماً ميزانها الأرجح يكون في أيدي القيادات التي تدعو إلى العلم والعمل، لذلك نراهم متفوقين وناجحين على جميع المستويات كقوله تعالى: “إن الله لا يضيع عمل منكم من ذكر أو انثى فمن يعمل صالحاً فلنفسه ومن أساء فعليها”، ونحن نرفع رأسنا هنا في إقليم شمال وشرق سوريا بعلمنا المتقدم الحضاري الإسلامي الإنساني وبجهود وعمل شعبنا العظيم.