قامشلو/ علي خضير – تواجه عملية إنتاج مادة الخبز، وتأمينها، في جل مناطق شمال وشرق سوريا معوّقات عدة، من حيث توالي أعوام الجفاف، التي أدّت إلى قلّة مادة الدقيق اللازمة للخبز، وغيرها من الصعوبات في السنوات الماضية، غير أنَّ الجهات المعنية في الإدارة الذاتية تعمل على تكوين آليات تطبيقية، لتحسين جودة الإنتاج، وضبط توزيعه على المواطنين.
وبما أنَّ موسم إنتاج القمح كان جيداً للعام الحالي 2023، ألقت الإدارة الذاتية على عاتقها مسؤولية الاهتمام بموضوع مادة الخبز، من حيث زيادة الكمية وتحسين الجودة وتغيير الآلية، لسد حاجات تكفي أهالي شمال وشرق سوريا، في ظل وفود أعداد كبيرة من الأهالي وتهجيرهم إلى مناطق الإدارة الذاتية.
الاستراتيجية الجديدة… زيادة مخصصات الخبز
وحول هذا الموضوع تحدثت صحيفتنا “روناهي” مع الرئيس المشترك لمكتب الأفران في شمال وشرق سوريا “كديم العيدان”، وبيّن الاستراتيجية المُتبعة في سبيل تحسين آلية توزيع مادة الخبز: “بدايةً نحن وضعنا خطة عمل وبتوجيه إلى المجالس التنفيذية في المقاطعات كلها، للعمل على إحصاء جديد، كونه هناك وافدين جُدد إلى المنطقة، ومن واجبنا تأمين مخصصاتهم من مادة الخبز، ونحن الآن بصدد هذا الإحصاء وبانتظار الرد من المجالس بموجب كتاب رسمي، لنرفع الطلب إلى شركة التطوير الزراعي، لتأمين مخصصات المواطنين من مادة الخبز”.
سبب تقليل أيام التوزيع
في ظل إعلان صدور هذه الخطة لتطوير عمل آلية توزيع مادة الخبز وزيادة كميته للمواطنين، اشتكى الأهالي في مناطق شمال وشرق سوريا، من عكس ما كانوا يطمحون إليه، حيث قلّت أيام توزيع مادة الخبز في الكومينات، حيث أصبح التوزيع ثلاثة أيام في الأسبوع، والذي كان قبل ذلك خمسة أيام في الأسبوع، بحسب ما ذكر الأهالي.
وبخصوص ذلك أوضح العيدان: “بخصوص تقليل أيام تسليم مادة الخبز للمواطنين، نقوم بدراسة الموضوع ونحن بصدد تنفيذها، وستتم معالجة هذا الأمر ريثما تصلنا جميع جداول الإحصاء، حينها سنقوم بتأمين مخصصات كل حي وكومين ومجلس في مناطق شمال وشرق سوريا”.
رغم التكلفة الإدارة الذاتية تسعى لتوفير الخبز للمواطن
كما لوحِظ في الفترة الأخيرة زيادة سعر ربطة الخبز التي يتقاضاها المواطن من الكومين، فقد أصبح سعرها الجديد 1000 ليرة سوريّة، في حين كان سعرها 500 ليرة، ونوه العيدان أنه بسبب الانخفاض الكبير لليرة السوريّة مقارنةً مع سعر صرف الدولار وقال: “نظراً لارتفاع سعر قيمة الدولار وانخفاض قيمة الليرة السوريّة، وبما أن شركة التطوير الزراعي قد اشترت المحاصيل من الفلاحين بعملة الدولار دعماً وتشجيعاً لهم، فقد تمت زيادة سعر ربطة الخبز من هذا المنطلق، وبما يتماشى مع الوضع المادي مع المواطن”.
وأضاف على ذلك: “هناك عملية حسابية اقتصادية قانونية، بأنَّ كل واحد طن من الطحين تبلغ تكلفته ستة ملايين وثلاث مائة وإحدى عشر ألفاً، وثلاث مائة وستة وعشرين ليرة سوريّة (6311326)، أي أن سعر ربطة الخبز بسعر التكلفة يبلغ ستة آلاف وستمائة وخمسة وسبعين ليرة سورية”.
وبالرغم من كل هذه التكلفة لربطة الخبز الواحدة، إلا أنَّ الإدارة الذاتية تسعى لإيصال المادة ليد المواطن وإلى بيته، وبأقل المصاريف الممكنة بما يتناسب مع وضعه المادي، بالمقابل أنها لا تسد ما يتم نفقته على تلك الربطة بفرق شاسع، وعن ذلك قال العيدان: “لذلك حرصاً منا وتأكيداً على تأمين قوت شعبنا في شمال وشرق سوريا، أصبح وزن ربطة الخبز واحد كيلو ومائة غرام، بتسعة أرغفة، ومخصصات كل شخص ثلاثة أرغفة، وتأمينها ليد المستهلك وإلى بيته وحيّه بسعر 1000 ليرة سوريّة”.
والجدير بالذكر أنَّ المجلس التنفيذي في الإدارة الذاتية، عقد اجتماعه الدوري يوم الأربعاء 9/6/2023، وتمت فيه مناقشة جميع التطورات السياسية والأمنية في المنطقة، إلى جانب مناقشة الجوانب الخدمية ومنها (الخبز)، على مستوى كافة الإدارات الذاتية والمدنية في شمال وشرق سوريا، ووضعه ضمن أولويات موازنة العام القادم 2024.
