سياسية - اجتماعية - ثقافية - عامة، تأسست عام 2011

واقع المثقف في شمال سوريا

تحقيق/ فيروشاه أحمد –
لطالما شكل مصطلح المثقف جدلاً عقيماً في الأوساط السياسية والاجتماعية، كون صاحب الشأن لا يحظى بأي استقرار نفسي واجتماعي، ككل المجتمعات يتميز المجتمع الكردي أيضاً بهذه الشريحة وبخاصة في روج آفا وشمال سوريا، لأنهم منذ البدايات كان لهم الدور البارز في مجتمعهم وبشكل ملفت وإيجابي، وفي المجالين السياسي والاجتماعي.
لكن بكل الأحوال ما زال دورهم يتأرجح بين الأوساط المهتمة بين النفي أو القبول بالدور الريادي لهم، فتارة يحظون بالتمجيد وتارة عكس ذلك، لأن عملهم التوجيهي والثقافي غير مستقر وثابت، فضمن تعزيز دورهم في المجال الاجتماعي قد نجدهم انتهازيين في المجال السياسي، وفي السياق ذاته تتوزع مهامهم في كثير من الأحيان بدور القيادي أو الموجه في بناء ثقافة جديدة وبخاصة في المجال السياسي.
تعريفات المصطلح
المثقف.. الانتلجنسيا باللاتينية ıntellegenıa
للمثقف أكثر من نوع، ولا يمكن إعطائه تعريفاً واحداً، بل يتصف بأكثر من تعريف، لأنه متوسع ومتبحر في الثقافة والمطالعة.
تعريفه لغوياً: المثقف مثل الثقافة، مشتقان من (ثقف) وله معان أخرى مثل الحذق، وسرعة الفهم، والفطنة والذكاء، وهو بنفس الوقت ذاك الناقد الاجتماعي والذي تنحصر مهمته في التحليل والتحديد من أجل تجاوز كل العوائق، لأن مهمته تنحصر أيضاً كونه ممثلاً حقيقياً عن المجتمع، وهو بنفس الوقت القوة المحركة اجتماعياً، كونه يمتلك قوة وقدراً كبيرين على تطوير نفسه وتطوير مجتمعه وتطوير أفكاره ومفاهيمه، إلى جانب ذلك يمتلك ذخراً هائلاً من الثقافة يؤهله على أن ينتقد ويكشف كل ما هو جديد في عالم المجتمع والسياسة.
عرض تاريخي
المثقف تاريخياً يتميز عن غيره من المهتمين بجانب واحد من التعليم أو التعلم، فهو ليس متعلماً ولا شاعراً ولا أديباً، ولا هو من يحمل شهادة علمية أو أدبية، أو مختص في جانب واحد كالدين أو القومية، بل هو من يفهم ويلم بلغات عديدة (الرموز والإشارات) ويفهم المعنى الحقيقي والبعيد للكلمة.
ولأن كلمة المثقف لها أكثر من مدلول وتعريف لا وضوح فيه ولا تبلور فيه حتى الآن، وهو دائماً يطرح اشكاليات أساسية في المجتمع والدولة مثل الحرية والديمقراطية والعدالة وغيرها، لهذا نجد المثقف أكثر الناس قرباً لفهم المعاني الحقيقية لأي صراع سياسي أو تحول اجتماعي، وهو في أكثر الأحيان يتبنى هذه التغييرات وأن كان في كثير من المرات يختبئ خلف واجبه وتنفك الشراكة بينه وبين مجتمعه.وهذا الاختباء والانزواء للمثقف يولد بعداً وعزلة بين المثقف والدين والايديولوجيا والتيارات السياسية، لأنه يسعى ويعمل من أجل التغيير من أعلى الهرم، وهذا بالضبط ما نراه في واقع الكرد والمنطقة بكاملها، من هنا نجد المثقف ككيان يترنح بين الاخفاق والنجاح، وتبقى للتحولات التاريخية والسياسية والاجتماعية دورها البارز والواضح في اكتشاف حقيقة المثقف ومدى ترجمته لثقافته وانتمائه في سبيل مجتمعه ووطنه.
المثقف بين الوهم والطموح
المثقف بطبيعة الحال لسان حال مجتمعه ويتبنى قضاياه ويدافع عنها، وفي كثير من المواقف لا يتخلى عنها، وقد يموت من أجل مواقفه، وفي أحيانٍ أخرى يختبئ في زوايا منسية من التقاعس والانتهازية، ولا يمكن أن يحظى بثقة ومحبة المجتمع إلا إذا ضحى بالغالي والنفيس من أجل شعبه الذي ينتمي إليه، لأن القضايا المصيرية لا يهتم بها إلا كل مثقف وغيور على وطنه.
من هذا المنطلق حاول هشام شرابي أن يميز ويوضح لنا بأن للمثقف نماذج عدة، وهذه النماذج ليست كلها بسوية واحدة من الانتماء، فمنهم الملتزم الذي يتوافق عمله وفكره بشكل جيد لأنه يسخر جل حياته في تحقيق هذه المهمة، وتتوفر في البعض منهم روح التضحية بحياتهم من أجل قضايا مصيرية الوطنية منها والاجتماعية وربما هذا النوع هو الأقل.وكي ندرك ما هي طموح هذا المثقف، من الأجدى أن نعرف إلى أي شريحة أو طبقة ينتمي (الوسطى أم الصغيرة) لأن لكل طبقة صفات وتركيبة مختلفة ودوافع ذاتية تختلف عن الأخرى، كون أغلب هذه الصفات غير ثابتة بل تتميز بالتذبذب وعدم الاستقرار، لأنه غير مستقر نفسياً واجتماعياً، ونجده يستسلم في أغلب المواقف، أو يركن إلى المساومة، ويستخدم لغة خاصة به يبرر موقفه وموقعه، وهذه الصفة تساعده على التمويه والاختباء.والبعض يتصف بالدفاع عن نفسه كلما تعرض للنقد، ولديه القدرة أن يعيش حياته في هذا التناقض، وفي أحيانٍ كثيرة يقف حجرة عثرة أمام أي محاولة للتغيير أو التصحيح، بل يعمل جاهداً بالدفاع عن شريحته ووضعه الشخصي.لكن غرامشي أكد وحدد بأن المثقف لا يتمحور حول نسق الفصاحة والإثارة السطحية والآنية، بل يشارك مباشرة في العملية كبان ومنظم ومقنع دائماً، وقد لخص صفة ومهمة المثقف بـ (المثقف الذي لا يتحسس آلام شعبه لا يستحق لقب المثقف) وتنحصر مهمة ووظيفة المثقف في التحقيق من رؤى العالم وتبني ثقافة مجتمعية يرتبط فيها وتصبح هذه الثقافة وتتطور بشكل موضوعي، إلى جانب الإيمان بالنقد كوظيفة للارتقاء بهذه المهمة كي تصبح الأفكار مناسبة لكل الشرائح والطبقات، ولا يمكن تحقيق ذلك إلا من خلال حصول المثقف على خصوصية واستقلالية لآرائه.
المثقف في شمال سوريا

منذ سبع سنوات أي مع بداية الأزمة في سوريا، والمثقف في روج آفا وشمال سوريا يعيش صراعاً نفسياً، وكأنه يعيش مخاضاً لولادة فكر وثقافة جديدتين، كونه ما زال بعيداً عن مهمته الإنسانية والوطنية لأنه بعيد عن مفهوم آليات عمله تجاه شعبه وتجربته التاريخية والثقافية، طبعاً ليس كل مثقفي المنطقة بالسوية نفسها من اللاانتماء. ومتى عمل وناقش بدراسة وتحليل واقعه وواقع مجتمعه من وحي التجربة التاريخية، حينها يمكن أن يكون مثقفاً عضوياً في مجتمعه، ولا يمكن أن يخرج بنتائج إيجابية إلا من خلال تحليل عميق للمجتمع، ولن تكون هناك إدارة ذاتية صحيحة إلا باستقلالية البنى الفوقية من العلاقات المادية والإنتاجية، وهذه إشكالية وقعت فيها أغلب حركات التحرر في العالم.
من هنا لا يمكن إلغاء كافة المفاهيم التي سادت، ولا يمكن أيضاً اختزال كل الطبقات وصهرها في بوتقة ثقافة واحدة، بل يمكن العمل على إقناع المجتمع بذهنية مجتمعية تناسب تاريخها وثقافتها وتنعكس على واقعها الاقتصادي، بعد توفير قيم مهمة مثل الحرية والعدالة والديمقراطية، في ذات السياق تمنح الإدارة الذاتية الديمقراطية لكل مثقف مساحة من الحرية في الحوار والكتابة بغض النظر عن انتمائه السياسي والحزبي والقومي، كون الإدارة لا تعمل وفق رؤية طبقية أو قومية أو طائفية، بل وفق سياسة أخلاقية وثقافية مجتمعية تتساوى فيها كل الشعوب، من هنا يبرز دور المثقف العضوي والمتفاعل في مجتمعه.

الخلاصة

من كل ما تقدم يمكن القول: إن المثقف ومدى تفاعله في المشهدين السياسي والاجتماعي في سوريا بشكل عام وفي روج آفا بشكل خاص ليس بحجم الحدث السياسي والتغيير الاجتماعي الذي تعيشه المنطقة، فهو مازال سجين إشكاليات وصراعات نفسية، وقد لا يستطيع تجاوزها في كثير من الأحيان، كونه يترنح بين دعمه وتأييده لسلطة ما أو ايديولوجية ما أو البحث عن مكاسبه الشخصية، وكي لا نعمل على مبدأ إلغاء الكل ونكون أقرب للحقيقة، فمنذ بداية الأزمة السورية عمل الكثير من المثقفين الكرد في تبني خطٍ وطنيٍ واجتماعيٍ من خلال حوارات محدودة، والبعض عمل بشكل ميداني في بناء حالة مجتمعية بتقارب الأفكار ووحدتها بين كل المكونات والعمل على مبادئ مهمة مثل التعايش المشترك وأخوة الشعوب، وعلى الرغم من ذلك نجد البعض يعيش هواجس الخوف من تبني هذه القيم، وقد تتعارض هذه القيم ومصالحه الشخصية.
المراجع..
ـ مقدمة لدراسة المجتمع العربي……… هشام شرابي.
ـ المثقف العضوي……………. انطونيو غرامشي.
kitty core gangbang LetMeJerk tracer 3d porn jessica collins hot LetMeJerk katie cummings joi simply mindy walkthrough LetMeJerk german streets porn pornvideoshub LetMeJerk backroom casting couch lilly deutsche granny sau LetMeJerk latex lucy anal yudi pineda nackt LetMeJerk xshare con nicki minaj hentai LetMeJerk android 21 r34 hentaihaen LetMeJerk emily ratajkowski sex scene milapro1 LetMeJerk emy coligado nude isabella stuffer31 LetMeJerk widowmaker cosplay porn uncharted elena porn LetMeJerk sadkitcat nudes gay torrent ru LetMeJerk titless teen arlena afrodita LetMeJerk kether donohue nude sissy incest LetMeJerk jiggly girls league of legends leeanna vamp nude LetMeJerk fire emblem lucina nackt jessica nigri ass LetMeJerk sasha grey biqle