نوروز 2024 وتحضيرات الأهالي لاستقباله

جل آغا/ أمل محمد –

يستعد الأهالي في إقليم شمال وشرق سوريا لاستقبال عيد نوروز القومي للاحتفال به كما في كل عام.

يعد عيد نوروز عيداً قومياً يحتفل به الكرد في 21 من شهر آذار، وللاستعداد لهذا العيد خصوصية مميزة لدى الكرد الذين يعدونه رمزاً للثقافة الكردية، والذي يؤكد على الأصول المتجذرة للكرد في التاريخ. ومع اقتراب قدوم عيد نوروز؛ تجولت صحيفتنا “روناهي” في سوق كركي لكي، ورصدت حركة البيع والشراء وآراء الأهالي حول ذلك.

 وفي الصدد حدثتنا الشابة ريفا مراد: “نستعد لاستقبال هذا اليوم بكل بهجة وفرح، عيد نوروز، هو اليوم الذي تُصوب إليه أنظار العالم بأسره، هو تاريخنا وثقافتنا، نحن باحتفالنا على أرضنا نوجه رسالة للجميع وبالذات للأعداء، الذين يتربصون بنا بأننا لن نتخلى عن أرضنا وثقافتنا وعيدنا، وإننا في كل عام نحتفل هنا على أرضنا، وهو رد على القوى المعادية لنا”.

الزي الكردي ثقافة وأصالة

وتهتم النساء والفتيات، وكذلك الرجال بالزي الكردي القومي، والذي يعد إرثاً تناقلته الثقافة الكردية من جيل لجيل وعن هذا استرسلت ريفا: “قمنا بتجهيز الزي الكردي قبيل شهر من اليوم للاحتفال بهذا العيد، الذي يرتبط بشكل وثيق بالزي الكردي، هذا الزي دلالة على أصالتنا وهويتنا، ورسالتنا، ونحن بارتدائه نحافظ عليه وعلى تاريخنا”.

وتتزين واجهة المحال التجارية بالأقمشة الكردية والزي الكردي، حيث قال البائع في محل للأقمشة ماجد سليم: “حركة البيع هذا العام قليلة بالنسبة للأعوام السابقة، ولم نشهد ذاك الإقبال الكبير، وهذا يعود لارتفاع سعر الأقمشة، في كل عام هناك نوع جديد من الأقمشة ذات الألوان البراقة تُطرح في الأسواق، لكن يحرص الجميع على المحافظة على الزي الفلكلوري الكردي لما يحمله من رمزية”.

وبدوره نوه الخياط معصوم حسين: “مع قرب اقتراب عيد نوروز يزداد الطلب على تفصيل وتجهيز الزي الكردي، الملابس الكردية التراثية لها طابع تقليدي ولكن في كل عام ونتيجة التطور نضيف بعض اللمسات البسيطة عليها، لكي تواكب الموضة والمحافظة على أصالتنا في الوقت ذاته”.

وتشتهر مناطق إقليم شمال وشرق سوريا بالتنوع العرقي والديني، وكما بات معهوداً لعادات وتقاليد هذا الإقليم، فإن التشاركية من أبرز السمات التي تجمع الأهالي مع بعضهم البعض، وعن هذا

 أكدت “كريمة محمد” من الشعب العربي: “عيد نوروز هو عيد قومي بامتياز للكرد، ولكن على خلاف جميع المناطق التي تحتفل بهذا العيد فإن مناطقنا أكدت على روح المحبة والعيش المشترك بين مكوناته وشعوبه، نبارك ونتبادل التهاني في كل عام مع الجيران والأصدقاء الكرد، ننظر لهذا اليوم على أنه عيد للجميع وليس فقط للكرد هو عيد المحبة والعيش الحر والإنسانية”.

وتتنشط حركة الأسواق مع قرب عيد نوروز، ويكثر الإقبال على شراء اللحوم والخضار وكذلك الفاكهة حدثنا بائع الخضروات محمدعبده: “يزداد الطلب على الخضار والفاكهة بقدوم العيد، وكذلك اللحوم لأن شواءها مرتبط بشكل وثيق بالعيد منذ الأزل”.

وتابع: “بالرغم من أن عيد نوروز يتزامن مع شهر رمضان المبارك إلا أن حركة البيع كانت جيدة، والإقبال لا بأس به”.

عيد نوروز وشهر رمضان المبارك

وبصدد تزامن عيد نوروز مع شهر رمضان المبارك؛ حدثتنا المواطنة الستينية سكينة عثمان: “ربما جيلنا هذا لم يسبق وإن شاهد تزامن عيد نوروز مع شهر رمضان، ولكن قبيل أعوام طويلة شهدنا ذلك، بالرغم من أننا كنا نقوم بفريضة الصوم ولكننا كنا نحتفل بالعيد في آن واحد”.

هذا وتمنت المواطنة “سكينة عثمان” في ختام حديثها، أن يكون قدوم نوروز مع شهر رمضان المبارك بداية خير لجميع الشعوب: “نتمنى أن يعم السلام مناطقنا، وأن تتحرر أراضينا المحتلة ويعم السلام جميع دول العالم، وأن نحتفل في كل عام بعيدنا على أرضنا ونصدر للجميع ثقافتنا وتاريخنا وأننا أبناء السلام والأخوة”.