نقل الصراع الامريكي الايراني إلى ساحة اقليم كردستان خطر جداً

كاوە نادر قادر _

 نقل الصراع الامريكي الايراني إلى ساحة اقليم كردستان, مؤشر خطر على مستقبل القضية الكردستانية وفي النتيجة يؤدي إلى تداعيات وانعكاسات مؤلمة والشعب الكردستاني في غنى عنها, خصوصاً في ظل الوجود الامريكي في ساحة الاقليم وإيران قريبة منه, وفي ظل تصعيد الصراع المذكور, حتماً ستحدث مناوشات كالتي جرت في الساعات الأولى (1,30صباحاً) من صباح يوم الأحد 13 آذار 2022 بسقوط 12 صاروخ قرب مبنى القنصلية الأمريكية والواقعة على طريق هاملتون الاستراتيجي (طريق دولي يربط إيران مع هولير عاصمة اقليم كردستان) الذي ما زال قيد الإنشاء. هذا الهجوم هو التاسع على هولير من قبل الجماعات الموالية لإيران, لكن هذا الهجوم يُعتبر الأول من حيث العدد بشكل مباشر بعد الهجوم الذي جرى على مطار هولير في شباط 2020 بصاروخين بعيدي المدى رداً على اغتيال قاسم سليماني في كانون الثاني 2020.

جرى هذا القصف أثناء

– احتدام الصراع الروسي الاوكراني قرب كييف العاصمة الاوكرانية والتي جعلت العالم ينقسم إلى محورين وإيران معروفة في صراع طويل الأمد مع أمريكا فهي حتماً ستكون متعاطفة مع روسيا أكثر.

–        قصف صاروخي لمواقع إيرانية على الأرض السورية على أشده تحت مسمى “جهة غير معلومة” لكنها معروفة لدى الكثرين فهي موجهة من جانب اسرائيل.

– زيارة رئيس الوزراء الاسرائيلي إلى أنقرة واجتماعه مع أردوغان وحسب ما جاء في الصحافة التركية فإن الرئيسان تباحثا حول جملة من القضايا من بينها التعاون الأمني فيما بينهم. إيران تخشى أن يكون هذا التعاون التركي الاسرائيلي موجه صوب ضربة إسرائيلية محتملة لمفاعلها النووي وتستعمل فيه مطارات وأراضي اقليم كردستان.

– العلاقات المتشنجة بين لجنة التنسيق الشيعي المؤيدة لإيران في العراق مع الحلف الثلاثي (بارزاني, مقتى الصدر, العرب السنة) المؤيدين لأمريكا والغرب وتركيا والامارات والسعودية….

– العلاقات الغير طبيعية بين  PDK و YNK   وخلافهم على المرشح الرئيسي الجديد لرئاسة الجمهورية بعد الانتخابات التي جرت في 10 تشرين الاول 2021 وعلاقات بغداد مع الاقليم.

مع كل هذا تقوم ايران في الساعات الأولى من صباح الأحد الفائت بقصف مجمع قريب من القنصلية الامريكية في هولير بعدة صواريخ بالستية إنما هدفه:

– ارسال رسائل إلى أمريكا والحلف الثلاثي بمضامين مختلفة لكل منهما.

– بداية جديدة لاستراتيجية ايرانية جديدة تعتمد منع استغلال المناطق المحيطة بها لضربه, أو استغلالها ومراقبتها من قبل امريكا واسرائيل.

خصوصاً بعد أن تلقت إيران بعض المعلومات حسب ما ذكرتها الصحافة وبيانات حزب العمال الكردستاني PKKبأن مطار حرير الذي لا يبعد عن حدودها سوى 80 كم يستعمله تركيا في تزويد طائراتها الحربية المغيرة على جبل قنديل بالقود وتُسيّر منه الطائرات بدون طيار (درون) إلى جانب وجود طائرات أمريكية فيه أيضاً. يبدوا أنها فقدت صبرها الاستراتيجي لمخاوفها من استعمالها من قبل اسرائيل في حال قررت القيام بهجوم محتمل على مفاعلها النووي!  بدأت بفتح جبهة موجه ضد اقليم كردستان أيضاً, ويجب على سلطات الاقليم ادراك ذلك جيداً والتوقف عن السماح لأمريكا باستخدام اراضيها في هذا الصراع, ولا داعي أن يتورط الاقليم في هذا الصراع خصوصاً في ظل المواقف الامريكية في افغانستان واوكرانيا كافية للاستنتاج بأن أمريكا غير مهتمة بأصدقائها في حالة تورطهم وهي توظفهم ضمن سياسة (الفوضى الخلاّقة) من أجل مصالحها الخاصة.