نعمان عربو: استهداف المنشآت الحيوية يهدف إلى قطع شريان الحياة عن شعوب المنطقة

روناهي/ الدرباسية-

رأى الإداري في حزب الاتحاد الديمقراطي بالدرباسية، نعمان عربو، أن هدف دولة الاحتلال التركي في اعتداءاتها على المنشآت الحيوية في المنطقة هو قطع شريان الحياة عنهم وزرع الخوف وإفراغ المنطقة.

ضمن سلسلة هجماتها على مناطق شمال وشرق سوريا، جددت دولة الاحتلال التركي استهدافها للمدنيين، والبنى التحتية في شمال وشرق سوريا، حيث استهدفت طائرات دولة الاحتلال التركي مساء السبت-الأحد، 19-20 تشرين الثاني، كامل الشريط الحدودي بين روج آفا، وباكور كردستان، بدءًا من ديرك وصولا إلى كوباني، والعديد من المدن، والبلدات الواقعة ضمنهما.

خلفت هذه الاستهدافات شهداء وجرحى بين مدنيين وعسكريين، كما استهدفت دولة الاحتلال التركي بعض المنشآت الحيوية في هذه المناطق، كاستهدافها بقذيفتين لصوامع الحبوب في قرية ظهر العرب، الواقعة بين ناحية الدرباسية وبلدة زركان، تزامنا مع شنها قصفا بالطائرات المسيرة على مركز بلدة زركان.

وحول الهجمات الواسعة الأخيرة، التي تعرضت لها المنطقة على يد دولة الاحتلال التركي، التقت صحيفتنا مع “نعمان عربو” الإداري في حزب الاتحاد الديمقراطي بالدرباسية، حيث قال: “لا بدّ من العودة إلى الأسباب، التي دفعت دولة الاحتلال التركي لاستهداف شعوب شمال وشرق سوريا عامة، والشعب الكردي خاصة، هذا السبب هو ثورة روج آفا، حيث قررت شعوب المنطقة الانتفاض في وجه الظلم الممارس بحقها منذ قرون، وهذا ما لم يرق لدولة الاحتلال التركي، ما دفعها للتدخل في شؤون المنطقة، من خلال تأسيس التنظيمات الإرهابية كجبهة النصرة وداعش، وغيرهما من مسميات فصائل المرتزقة التي تأتمر بأمرة دولة الاحتلال التركي. وكذلك استهدافها شعوب المنطقة واحتلال العديد من الأراضي، بهدف إفراغ المنطقة من شعوبها وإحداث التغيير الديموغرافي”.

وأضاف عربو في إشارة إلى الوضع التركي المتأزم: “في الفترة الأخيرة، وبسبب الأزمة، التي يعيشها حزب أردوغان وحلفاؤه، على الصعد كافة، سواء الاقتصادية، أو السياسية، وكذلك قرب موعد إجراء الانتخابات الرئاسية هناك، ومن أجل حصد عدد أكبر من الناخبين، يلجأ أردوغان وحزبه إلى الكثير من الخطط والألاعيب، وإحدى هذه الخطط هي التفجير، الذي حصل في تقسيم بإسطنبول، والذي قامت به الاستخبارات التركية، بتعليمات مباشرة من أردوغان، لاتخاذه ذريعة لشرعنة هجماته الاحتلالية على مختلف أراضي كردستان، بدءًا من جبال قنديل، وصولا إلى ديرك. وذلك لاستبعاد حزب الشعوب الديمقراطي، الذي يمثل الشعب في باكور كردستان، واستبعاده من المنافسة السياسية، لإخلاء ساحة الانتخابات لحزب أردوغان دون أي منافس حقيقي”.

 من المستهدف؟ 

نعمان وحول الغاية من الهجمات، ومن هو المستهدف منها، قال: “إن الهجمات، التي تشنها دولة الاحتلال التركي على جغرافيا كردستان تحمل رسائل خارجية وأخرى داخلية، والرسائل الخارجية معروفة، وهي استهداف تواجد أي كردي على وجه الأرض، وخصوصا مشروع الإدارة الذاتية الديمقراطي في شمال وشرق سوريا، وكذلك اتخاذ تفجير إسطنبول ذريعة لمحاربة اللاجئين الموجودين في تركيا، وإعادتهم إلى المناطق، التي تحتلها دولة الاحتلال التركي ومرتزقتها.

أما الرسائل الداخلية، فهي موجهة لخصوم أردوغان السياسيين، وهي رسائل تهديد واضحة لهم، بحيث يجعلهم يخشون المشاركة في الانتخابات القادمة”.

نعمان عربو زاد بالقول: “إن وجود الدول الأجنبية في المنطقة لا يعدّ ضمانا لشعوب المنطقة، وخاصة بعد البيان، الذي أصدرته القنصلية الأمريكية في هولير، والذي يعدّ ضوءاً أخضر أمريكياً لدولة الاحتلال التركي، لشن هجماتها على المنطقة، لذلك فإن التعويل الأول والأخير هو على قواتنا العسكرية، التي تشكل درعا لنا في وجه دولة الاحتلال التركي، وغيرها من أعداء الشعوب، فشعبنا متمسك بأرضه حتى الرمق الأخير”.

استهداف المنشآت الحيوية

وحول استهداف دولة الاحتلال التركي لصوامع الحبوب في قرية ظهر العرب، قال عربو: “إن دولة الاحتلال التركي تتعمد استهداف المنشآت الحيوية في المنطقة، كمحطة علوك، التي تغذي أكثر من مليون نسمة في مقاطعة الحسكة بالماء، لقطع المياه عن سكان الحسكة، وكذلك استهداف الطواقم الطبية، وسيارات الإسعاف، وحتى المخابز والمطاحن لم تسلم من همجية دولة الاحتلال التركي، فرأينا كيف استهدفت صوامع الحبوب في قرية ظهر العرب، وهذا دليل على أن دولة الاحتلال التركي تهدف أولا إلى خلق حالة من الهلع بين الأهالي، وأيضا قطع شريان الحياة عنهم، من خلال حسر مياه نهر الفرات، وتستهدف محطات توليد وتوزيع الكهرباء، لقطع سبل العيش عن الأهالي في المنطقة بهدف تهجير الأهالي، حتى تجني الأرباح بواسطة شبكات تهريب الأشخاص، وكذلك تبتز دول الاتحاد الأوروبي في ملف فتح الحدود أمام اللاجئين للدخول إلى دول الاتحاد”.

الإداري في حزب الاتحاد الديمقراطي بالدرباسية، نعمان عربو، اختتم حديثه: “المطلوب اليوم من الشعب هو الانخراط في حرب الشعب الثورية، للوقوف في وجه دولة الاحتلال التركي، التي لن تتوقف هجماتها علينا، حتى إسقاط مشروع الإدارة الذاتية الديمقراطية في شمال وشرق سوريا، الأمر الذي سنتصدى له بكل أصرار