نساء من جنسيات مختلفة يعظّمنَ المرأة في إقليم شمال وشرق سوريا

جل آغا/ أمل محمد –

بينت نساء من جنسيات غير سورية، أن النساء في إقليم شمال وشرق سوريا، بدأنَ بالثورة النسائية، التي كان لها صدىً واسع، في أنحاء العالم كلها، وقد نجحن في ذلك، ليس في الجانب المحلي، بل في الشرق الأوسط والعالم، وأنهنَّ مستمرات في المقاومة والصمود، والكفاح بالرغم من التحديات، والصعوبات، التي تواجههنَّ.

خلقت النساء في إقليم شمال وشرق سوريا بعد ثورة التاسع عشر من تموز حالة مميزة وفريدة لم يكن لها سابق قبيل ذلك، وقد كان للمرأة فيها مشاركة واسعة في مختلف مجالات الحياة، التي كانت في السابق حكراً على الرجال، وتجردت المرأة من مخاوفها، وتخلت عن قيودها، التي كانت تأسرها وتجردها من حقوقها، والمرأة في إقليم شمال وشرق سوريا، وبعد ما قدمته من تضحيات ومقاومة وصمود أصبحت اليوم أسطورة يتغنى بها الجميع، ورمزاً من رموز الثورة النسائية في العالم.

وفي هذا السياق استطاعت صحيفتنا “روناهي” أخذ بعض الآراء النسوية من جنسيات غير سورية للحديث عن تجربة المرأة في إقليم شمال وشرق سوريا، الدكتورة المتخصصة في الشؤون السياسية “فرناز عطية” من مصر حدثتنا: “الأفكار، التي قامت عليها ثورة المرأة في إقليم شمال وشرق سوريا، هي أفكار تهدف إلى تأسيس الأمة الديمقراطية، ومشروع الأمة الديمقراطية لم يوجد فقط للكرد، بل اتسع فضمَّ الأعراق والديانات داخل المجتمع الحر والأمة الحرة، ويمكن لهذا المشروع الديمقراطي أن يكرر التجربة نفسها، ويطبقها في مجتمعات أخرى، إن آمن بالأفكار الأساسية، التي تقوم عليها هذه الأمة”.

كانت المرأة الكردية من أوائل النسوة اللواتي شاركنَّ بشكل مباشر في جبهات القتال، وهذا ما شاهدناه حينما تقدمت المرأة في الصفوف الأولى لمحاربة مرتزقة داعش، وقد قدمت المنطقة آلاف الشهيدات، وهنَّ يحاربنَ هذا العدو، وليس هذا فحسب، بل كان لها حضور ملفت في المجال السياسي، وعلى المنابر الدولية.

تجربة فريدة تمهد لخلق ثورة في العالم 

وأضافت فرناز: “تجربة نساء إقليم شمال وشرق سوريا هي تجربة مميزة بالفعل، استمدت وتولدت من أفكار وفلسفة القائد عبد الله أوجلان، هذه الفلسفة، التي آمنت بقدرة المرأة على التغيير، وكيف يمكن تحريرها من العبودية ومن الديمقراطية الزائفة، فما قامت به نساء إقليم شمال وشرق سوريا تجربة رائدة، تكاتفت فيها وتلاحمت الأعراق، والديانات المختلفة في المنطقة، وجدنا فيها كيفية العيش الحر والمشترك”.

المرأة في إقليم شمال وشرق سوريا تحولت من كيان مجرد من حقوقه إلى شخص فعال في المجتمع، له مكانته، وبصمته، وتحولت الآلاف من النساء إلى شخصيات قومية تجسد معنى الصمود والمقاومة، واليوم وبعد الإنجازات التي تمكنت المرأة من تحقيقها في المنطقة ذاع صيتها، وغدت نموذجاً يُحتذى به.

المرأة الكردية رمز المقاومة والنضال النسوي

ونكمل في السياق ذاته مع الألمانية “كيم دورفير“، والتي تطرقت من خلال حديثها إلى المرأة الكردية، التي أصبحت أيقونة للنضال: “بعد الأزمة السورية وثورة المرأة في إقليم شمال وشرق سوريا سمعنا وشاهدنا مدى قوة المرأة في تلك المنطقة، وكيف يمكن لنساء وشابات يافعات من الانخراط في المجال العسكري وخوض المعارك، في السابق تشارك المرأة في المجال العسكري ولكن بشكل غير مباشر، ولكن ما لمسناه من ثورة المرأة في إقليم شمال وشرق سوريا، أن النسوة يشاركن في المجال العسكري، ويواجهنَّ العدو وجهاً لوجه”.

وتتابع كيم: “ثورة روج آفا فتحت الآفاق للمرأة في الحياة السياسية، والعسكرية، والاقتصادية، احتلت المرأة مكانة مرموقة في مختلف الجوانب التي شاركت فيها”.

كما وأكدت كيم، أن النظرة التي كانت تُنظر للمرأة في دول الشرق الأوسط من الدول الأوروبية قد غيرتها المرأة في إقليم شمال وشرق سوريا: “نظرتنا للنساء في الشرق الأوسط قد تغيرت تماماً، كنا ننظر إليهنَّ وفق الفكرة، التي قدموها لنا، ولكن بعد ما شاهدناه من الإنجازات التي قدمتها المرأة في الحرب وبالذات المرأة الكردية؛ تغيرت نظرتنا بل على العكس أصبحنا ننظر إليهنَّ على أنهنَّ رمز من رموز المقاومة والنضال”.

وفي نموذج مغاير للصورة السائدة في الشرق الأوسط والدول العربية فقد أصبح للمرأة في الإدارة الذاتية حضور بارز في المؤسسات والمجتمع، هذا وقد استطاعت وحدات حماية المرأة، وبعد الانتصارات العظيمة ضد مرتزقة داعش من جعل المرأة الأساس، الذي لا يمكن أن يقوم المجتمع بدونه، فقد تم تأسيس لجان وهيئات نسوية بامتياز، وتطبيق نظام الرئاسة المشتركة في المؤسسات، وتمثيل المرأة بنسبة 50 بالمائة، كانت التجربة النسوية في إقليم شمال وشرق سوريا تجربة فريدة وناجحة ومستمرة إلى اليوم، وقد تأثرت دول عديدة بهذه التجربة، وتعمل على تطبيقها.