نساء منبج في ذكرى التحرير.. من كينونة الاستعباد إلى الانفتاح للمستقبل

روناهي/ منبج ـ

عدّت الناطقة باسم مكتب تجمع نساء زنوبيا في مدينة منبج وريفها نسرين العلي، بأن واقع المرأة في ظل فترة مرتزقة داعش كان مزرياً، مشيرة إلى أن تحرير منبج ساهم في تغيير ذهنيتها لتصحيح الأمور الخاطئة في شخصيتها ومجتمعها، لافتة إلى أن مشروع الأمة الديمقراطية وحده، الذي يكفل تحقيق مكانتها وإظهار شخصيتها الحقيقية.

ويصادف يوم الخامس عشر من شهر آب الذكرى السادسة لتحرير مدينة منبج من مرتزقة داعش، والذي شكل علامة فارقة سوداء في تاريخ المرأة بمدينة منبج، بعدما مارس بحقها أشكال العبودية والعنف والسلطة، إلا أن ذلك لم يدم طويلاً حيث استطاعت الانقلاب على السواد بالانفتاح، والثورة التي حققت لها ما تريد من حقوق وكرامة، بيد أن الطريق أمامها محفوف بالعقبات، لذا فهي تناضل حتى الآن من أجل تحقيق طموحها وأهدافها.

وفي هذا الصدد، التقت صحيفتنا “روناهي”، الناطقة باسم مكتب تجمع نساء زنوبيا في مدينة منبج وريفها، نسرين العلي، والتي حدثتنا عن واقع المرأة في ظل سيطرة مرتزقة داعش وبين الوقت الراهن، إلى جانب أهم الأمور التي استفادت منها حين منحت لها الفرصة الحقيقية في ظل تجربة مشروع الأمة الديمقراطية، فضلاً إلى العقبات وطموح المرأة المنبجية في المستقبل.

تصفية حسابات مع المرأة

وحول واقع المرأة المنبجية في ظل سيطرة مرتزقة داعش، ذكرت الناطقة باسم مكتب تجمع نساء زنوبيا في مدينة منبج وريفها، نسرين العلي: “وضع المرأة خلال ثلاث سنوات في ظل سيطرة مرتزقة داعش كان مأساوياً رأينا أفعال داعش تحت اسم الدين الإسلامي، وهو بعيد كل البعد عن الدين فحاربوا كل شعوب منبج، وحاربوا بشكل خاص المرأة”، واصفة بأن المرأة استعبدت وانعدمت الحياة بالنسبة لها، شارحة بأن المرأة ـ وفق منظورهم – مجرد خادمة وعبدة ومستعبدة لدى الفكر الظلامي، فتعرضت للظلم، والعنف، والقتل والاغتصاب، وللزواج القسري وللرجم وللجلد، وإلزامها بعدم الخروج من البيت وإلزامها باللباس الشرعي، معلقة بأن داعش يدرك أن المرأة أساس بناء المجتمعات، فحاول قتل أي دور وظيفي لها سواء داخل العائلة أم المجتمع.

نقلة نوعية

ومع بدء التحرير، اختلف واقع المرأة بشكل جذري، حسب “نسرين”، فهي حاربت بكل قوة وشجاعة في الجبهات كلها أمام أعظم إرهاب وهم مرتزقة داعش، وعبر تكاتف كل الشعوب مع بعضهم، مضيفة بأن شمس الحرية أشرقت من جديد بولادة جديدة للمرأة، إذ مثّل التحرير خلاص النساء من ظلم وأفعال داعش تحت اسم الدين: “نحن نعلم بأن الدين الإسلامي كرّم المرأة وأعطى لها كافة حقوقها لأنه يدعو للسلام والمحبة والأمان”، موضحة بأن المرأة أخذت تعتمد على نفسها كي تثبت وجودها ضمن المجتمع، واستطاعت العمل في كافة المجالات السياسية والعسكرية، والاقتصادية والثقافية، ودليل ذلك ثورة 19 تموز، التي كانت المرأة فيها قيادية وريادية، إلى جانب قيامها بفتح مراكز خاصة تعنى بحالات المرأة المختلفة وبالأخص المجال التوعوي وتمكين دورها في المجتمع”، مبدية بأن ما حدث يمكن وصفه بنقلة نوعية في مدينة منبج بعد التحرير.

صراع على الذهنية والاحتكار

وعن الصعوبات التي تحول دون تحقيق المرأة لأهدافها، أشارت “نسرين” إلى أن المرأة تواجه صعوبات وعقبات في مسيرتها النضالية مثل، العادات والتقاليد وذهنية المجتمع التي لا تؤمن بحرية المرأة والمساواة بين المرأة والرجل، معتبرة بأن المرأة تخوض حرباً شرسة لنيل حريتها وحقوقها ومساواتها، وسط صراع مع ذهنية المجتمع، عدا عن هجمات الدولة التركية المحتلة أو الدول التي تريد تشويه صورة المرأة الحقيقية، والعمل على القضاء على المرأة، وعدم خروجها من القوقعة المغلقة، مشيرة إلى أن هناك نمطية في ذهنية المجتمع، الذي لا يزال يحتكر عملها في المجالين العسكري والسياسي، حيث شاركت كقيادية في التحرير وفي الأحزاب السياسية، وتمكنت من كسر حاجز الخوف وتعاملت بمثالية مع المفهوم الخاطئ للمجتمع، الذي يقول بأن لا قدرة لها إلا ضمن المنزل.

هدف منشود

ووفقاً لـ “نسرين”، فإن طموح المرأة المنبجية لا حدود له، فهي تقابل العقبات بالنضال والكفاح وبكل إصرار، حتى تحقيق حريتها وكرامتها وسط مجتمع حر وأخلاقي وسياسي، لافتة أن أهم ما في الأمر إدراك المرأة لوعيها وضرورة نيل حقوقها، وخاصة أن مشروع الأمة الديمقراطية يتيح للمرأة أن تكون القيادية والريادية، من أجل بناء مجتمع ديمقراطي أخلاقي حر وواعٍ، بغض النظر عن كل ما تقدم من تعرضها للعنف، مختتمة حديثها بأن نساء منبج يدركن بأن الأمة الديمقراطية مفتاح الحل للأزمة السورية، لذا سيكملن مسيرتهن النضالية حتى بناء سوريا المستقبل، التي يعم فيها الأمن والسلام والمحبة، وتكون المرأة فيها متحررة وتسود العدالة والمساواة المجتمع.