قامشلو/ رشا علي ـ
أكد الرئيس المشترك للجنة الصحة في دير الزور “محمد سالم” أنه بهدف تحسين القطاع الصحي، وتوفير الخدمة الطبية المجانية المُقدمة للمواطنين في منطقة ريف دير الزور الغربي، تعمل لجنة الصحة على إعادة تأهيل مشفى “الكسرة العام” الذي تعرّض للدمار من قبل مرتزقة داعش.
إن الحديث عن القطاع الصحي في سوريا عموماً وفي شمال وشرق سوريا خصوصاً، يستوجب بالضرورة الحديث عن مآلات الأزمة السورية، وتأثيراتها بشكلٍ مباشر على القطاع الصحي، الذي تعرض للنهب والسلب والإهمال، هذه المعطيات الجديدة تؤثر بشكلٍ كبير على المواطنين ومستوى الرعاية الصحية، بسبب التخريب الذي طال البنية التحتية للقطاع وتعرّض بعض مؤسساته للنهب والسلب، من قبل المجاميع المرتزقة وعلى رأسهم داعش.
تأثير الأزمة السوريّة على القطاع الصحي
إن تردي الواقع الصحي في مدينة دير الزور لا يخفى على أحد، حيث أثرت الحرب عليه بشكلٍ كبير، فبعد ما يزيد عن عشر سنوات من الحرب على المنطقة، وما تبعه من دمار واستهداف المشافي والبنية التحتية لقطاع الصحة في هذه المنطقة، تم إعادة تأهيل إحدى تلك المشافي التي استُهدِفت في الحرب وهي مشفى “الكسرة العام”.
بعد مطالبات شعبية بإعادة تأهيل مشفى الكسرة العام، الذي تعرض للدمار على يد مرتزقة داعش، ولتخلص الأهالي من الصعوبات التي كانوا يعانون منها، بسبب نقص في الرعاية الصحية وعدم توفير المراكز الصحية الخدمية لمسافة ممتدة لأكثر من ١٣٠ كيلو متر (من منطقة الكرامة إلى منطقة سبعة كيلو)، باشرت لجنة الصحة في الإدارة المدنية بدير الزور، بإعادة تأهيل مشفى الكسرة العام لخدمة المواطنين.
خطة لجنة الصحة
وحول إعادة تأهيل مشفى الكسرة العام والهدف منها تحدث لصحيفتنا “روناهي” الرئيس المشترك للجنة الصحة في دير الزور “محمد سالم” وأشار في حديثه إلى أن الهجمات التي تعرضت لها المنطقة أدت إلى دمار البنية التحتية للمراكز الصحية ومنها المشافي والمستوصفات، وبأن الهدف الأساسي من تأهيل مشفى الكسرة العام هو تحسين الواقع الصحي في تلك المنطقة.
من الآثار التي خلّفها الدمار والحرب في تلك المنطقة، عدم توفر المراكز الطبية بالشكل المطلوب فأكد سالم قائلاً: “بسبب الظروف التي مرت بها منطقتنا، تأثر قطاع الصحة كثيراً، وتم تدمير أغلب المشافي والمستوصفات، إن ريف دير الزور يعتبر منطقة شاسعة تمتد من 270 إلى 300 كيلو متر، أي من منطقة جزرات حتى الباغوز، وهذه المنطقة بحاجة لإعادة تأهيل المراكز الصحية التي تدمرت بفعل مرتزقة داعش”.
استهداف طابق واحد لإعادة تأهيله
إعادة ترميم مشفى الكسرة العام الكائن بمدينة دير الزور هو ضمن خطة لجنة الصحة لهذا العام، ذلك أن المشفى تعرّض لأكثر من قصف خلال العشر سنوات الماضية، حيث تم تخصيص مبلغ قدره 462 ألف دولار لإعادة ترميم وتأهيله”: “إن هذا المبلغ الذي خُصص لترميم مشفى الكسرة يعتبر قليلاً بالنسبة لمساحة المشفى الكبير، فمساحة الطابق الواحد تبلغ 1875 متر مربع، وحسب الدراسة التي تم إجراؤها، فإن هذا المبلغ قليل نوع ما، حيث ستبلغ تكلفة إعادة تأهيل المشفى حسب الدراسة مليون ومئتين ألف دولار، لذلك تم استهداف طابق واحد لإعادة تأهيله”.
وحول مدة العقد لانتهاء ترميم المشفى ذكر سالم: “مدة العقد 180 يوماً للانتهاء من ترميم المشفى تقريباً، أي يجب أن ينتهي بتاريخ 30/12/2022”.
وبيّن سالم في حديثه بأن الغاية هو أن يكون هناك مشفى مركزي في منطقة الكسرى لأجل خدمة المواطنين، ومنطقة الكرامة من ريف الرقة الشرقي حتى منطقة المعامل، على امتداد أكثر من 140 أو 150 كيلو متر، حيث لا يوجد مركز يقدم خدمات رعاية صحية.
توفير كافة الأقسام ومعاينة مجانيّة
وأضاف سالم بأن مشفى الكسرة العام هو عبارة عن مشفى مركزي، تتوفر فيه كافة الخدمات والاختصاصات الداخلية والجراحة العامة، الجراحة النسائية، بالإضافة إلى قسم الأطفال: “سيتوفر فيها جميع الأقسام: العمليات القيصرية وغرف خاصة من أجل الجراحة العامة وتخطيط القلب والحواضن، وقسم غسيل الكلى وقسم للمعالجة الفيزيائية ومعالجة الإعاقة والحروق والجروح وتكون المعاينة والدواء مجانية”.
وأشار إلى أن مبنى النفوس في ناحية الكسرة، تم إعادة تأهيله منذ أكثر من أربع سنوات ليصبح مشفى يقدم خدمات صحية ولكن بناؤه صغير لا يغطي الحالات الصحية في تلك المنطقة: “هناك منظمات تدعم المشفى والكادر بالأدوية ورواتب العاملين، أن ريف دير الزور منطقة كبيرة حيث تبلغ مساحتها ٣٠٠ كيلو متر، وحسب خطة لجنة الصحة يجب أن تكون المسافة بين مشفى ومشفى أخرى 40 كيلو متر، وبين المستوصفات عشرة كيلو متر”.
ونوّه الرئيس المشترك للجنة الصحة في دير الزور محمد سالم بأن منطقة ريف دير الزور بحاجة إلى ثلاثين مستوصف وعشرة مشاف من أجل تقديم الرعاية الصحية الثانوية والثالثية، واختتم حديثه بالقول: “من منطقة الكرامة لسبعة كيلو متر امتداد 130 كيلو متر ولا يوجد مشفى يقدم خدمات رعاية صحية وثانوية وجراحة نسائية، وكان من الضرورة أن تتم إعادة تأهيل هذا المشفى، إذا لم نستطع تأهيل ثلاثة طوابق بشكلٍ كامل فإننا نستهدف تأهيل طابق واحد، وبمجرد الانتهاء من التأهيل سيتم نقل الخدمات من مبنى النفوس القديم إلى مشفى الكسرة العام”.
