سياسية - اجتماعية - ثقافية - عامة، تأسست عام 2011

نزيف المستقبل مَنْ يُسعِفه؟

عبد الرحمن ربوع_

لا يمكن تقدير خسارة سوريا والسوريين بشريًا وماليًا منذ اندلعت الثورة في 2011 حتى اليوم، وكل ما يُحكى عن أرقام أو يقدّر من نِسب محض مقاربات تحاول الإضاءة على فداحة النتائج، والتنبيه إلى خطورة الواقع، ففيما يشيبُ العالم، وتشعر العديد من الدول الغنية في شرق العالم وغربه بالقلق من الانهيار دون وجود عدد كافٍ من الأيدي العاملة، على الأقل، لدعم سكانها المسنين؛ فإن العديد من الدول الأكثر شبابًا، ومنها سوريا، حيث يبلغ متوسط العمر 18 عامًا تقع على الضفة الأخرى برصيد هائل من الشباب القادرين على تعزيز النمو الاقتصادي والتأثير العالمي، ولكنه بدلًا من ذلك توّاقين للهجرة بحثًا عن حياة كريمة.
وهنا لا نتكلم عن ظاهرة هجرة الشباب في إدلب أو دير الزور أو إعزاز.. بل في دمشق نفسها، حيث شعارات الانتصار والأمل والعمل تسد عين الشمس، والمساعدات الدولية المجانية تصل البلد عبر جسور جوية وبرية وبحرية من كلِّ حدبٍ وصوب. وإن كانت الظاهرة موجودة في بقية المناطق وإنْ بنسبة أقل، فـ 90% من السوريين يعيشون منذ عام 2020 تحت خط الفقر، وفق ما تشير تقارير الأمم المتحدة، فيما يعاني 13 مليون سوري من انعدام الأمن الغذائي.
بطبيعة الحال؛ فإن الأمر لا يقتصر على سوريا، فقد بيّنت دراسات استطلاعية عدة، أن أكثر من 25% من الشباب في كل الدول العربية يرغبون في الهجرة الدائمة من بلادهم. وترتفع هذه النسبة إلى أكثر من 90% في دول مثل سوريا. وتنخفض إلى أقل من/5 %/ في دول أخرى مثل دول الخليج، وهذا يدل على أن الأسباب المحرّضة والدافعة لهذا الخيار هي أسباب اقتصادية ومعيشية بالدرجة الأولى. فضلاً عن كونها أسباب تتعلق برسوخ الحكم الرشيد والحوكمة والنزاهة ولا علاقة لها بأسباب هامشية مثل الخدمة العسكرية الإلزامية أو الحصول على جنسية أخرى.
وتتلخّص الأسباب العلمية لهذه الظاهرة في البحث عن الأمن والأمان والعيش في ظل مجتمع يحترم القانون ويطبقه بعدالة ومساواة، والهروب من بيئة فاسدة يسودها الابتزاز والرشوة والتسلط، في ظل حكومة فاسدة، والبحث عن فرصة عيش كريم متضمن وظيفة أو فرصة عمل مستقر.
والأسباب الأخرى مثل الخوف من التجنيد.. موجودة، ولكنه ليس السبب الحقيقي؛ بل هو قشرة تُخبئ مخاوف أخرى ضمنية، هي الخوف من تضييع عشر سنوات من العمر في حرب عبثية، ليست ضد قوى الاحتلال، بقدر ما هي ضد ولاد البلد في المناطق الأخرى، والخوف من أن تضيع أفضل سنين العمر في طوابير الخبز والغاز ووسائل النقل، بدلًا من استغلالها في الدراسة، وتكوين وظيفة ومكانة اجتماعية.
لكن لماذا تسمح وتشجع السلطات في دمشق بخروج آلاف الشباب السوريين يوميًا من سوريا؟ السبب باختصار ووضوح الرغبة في حصاد جنى تعبهم وما يرسلونه من أموال سائلة إلى ذويهم في سوريا، بالإضافة إلى سبب رئيسي وجوهري هو تفريغ سوريا من “طاقات التغيير”، فالتغيير “إن تم” سيتم بجرأة وشجاعة الشباب وسيقوم على أكتاف الشباب. الشباب الذي لم يتلوث بالفساد، الشباب التواق للحرية والعيش الكريم.
إن أي مسؤول في سوريا، في أي منطقة من مناطق النفوذ، يُدرك تمامًا أن الشباب يمكن أن يخرجوا في الشوارع ويسببوا مشاكل خطيرة عليه وعلى منصبه جراء الغضب من فساد مستشرٍ أو أخطاء متكررة ومتعمدة، لذلك يأتي الحل “الأمثل” بتسهيل التخلّص من هؤلاء الشباب برحيلهم عن البلد.
ومن بعض أكثر من يثير إحباط الشباب السوريين ويدفعهم للهجرة هو أن سوريا لديها أيضًا بعض أطول قادة وموظفي العالم في مناصبهم، والذين غالبًا ما يضعون مكاسبهم الشخصية وطول عمرهم السياسي فوق مصلحة بلدهم. ما ينعكس على المواطن بفقد الأمل في تحسن ظروف حياته ومعيشته. فالفساد وانعدام الحكم الرشيد لا يمكن أن يتعايشا في دولة مستقرة، والاستبداد والديمقراطية لا يمكن أن يتزاوجا في بلد محترمة.
ويشعر العديد من الشباب السوريين بأن مسؤوليهم فاسدون، ويطالبون بشيء يتجاوز مجرد ترقيع السياسة التقليدية بشعارات ولافتات جوفاء تُعلّق على أنقاض المباني المدمّرة منذ سنوات، ولا تملك الحكومة حتى نية تنكيسها وإزالة ركامها فضلاً عن إعادة إعمارها.
إنها ظاهرة مدمّرة من شأنها القضاء على مستقبل هذه البلد وهذا الشعب، ولا تستحق هذه البلد كما لا يستحق هذا الشعب هذا المصير، ولا حلول على الأرض أو في الأفق إلا ما هو موجود الآن، وما هو مأمول، هو الحل الداخلي بالعمل الفوري على حل الأزمة السياسية وإعادة بناء منظومة الحكم.
وفيما لا أحد يرغب أو يحبّذ العقوبات الدولية على بلده؛ إلا أن تأثير هذه العقوبات على إصدار جوازات السفر /التي باتت في أسفل سلم التصنيفات/ يعدُّ نعمة عظيمة على سوريا والسوريين، لأنها تقلل إلى حدٍ ما من نزيف الشباب الذي يعاني منه المجتمع السوري. خصوصًا خلال السنوات الخمسة الفائتة بعد أن أعلنت حكومة دمشق عن انتصارها على المعارضة وخروج فصائلها من دمشقّ!
وتشير تقارير صحفية تابعة لحكومة دمشق إلى أن العقوبات الأوروبية والأمريكية واحدة من العقبات التي تواجهها وزارة الداخلية فيما يتعلق باستصدار جوازات السفر، كون العقوبات تعرقل استيراد الورق والحبر، وهو ما يؤخر عملية طباعة جوازات ووثائق السفر!
ويبقى الحل الأمثل لهذه المشكلة وكل مشاكل سوريا الوصول إلى حلٍّ سياسي يضمن بيئة آمنة ومستدامة للعيش الكريم لكل السوريين. بما في ذلك العودة الطوعية الكريمة للنازحين واللاجئين، ووقف نزيف الهجرة، خصوصًا هجرة رؤوس الأموال وهجرة الشباب.
kitty core gangbang LetMeJerk tracer 3d porn jessica collins hot LetMeJerk katie cummings joi simply mindy walkthrough LetMeJerk german streets porn pornvideoshub LetMeJerk backroom casting couch lilly deutsche granny sau LetMeJerk latex lucy anal yudi pineda nackt LetMeJerk xshare con nicki minaj hentai LetMeJerk android 21 r34 hentaihaen LetMeJerk emily ratajkowski sex scene milapro1 LetMeJerk emy coligado nude isabella stuffer31 LetMeJerk widowmaker cosplay porn uncharted elena porn LetMeJerk sadkitcat nudes gay torrent ru LetMeJerk titless teen arlena afrodita LetMeJerk kether donohue nude sissy incest LetMeJerk jiggly girls league of legends leeanna vamp nude LetMeJerk fire emblem lucina nackt jessica nigri ass LetMeJerk sasha grey biqle