ناشط سياسي: مقاومة “قسد” والرفض الدولي أفشلا مخططات المحتل التركي

روناهي/ الدرباسية –

قال الناشط السياسي الكردي أنور سليمان: إن أنقرة تحاول الاستفادة من الوضع الدولي الراهن، والذي استجد على خلفية الحرب الروسية الأوكرانية، وأكد: أن الرفض الدولي، ومقاومة قوات سوريا الديمقراطية حالا دون تحقيق تركيا أهدافها.

تتسارع وتيرة الأحداث، التي تعصف بالمنطقة وبالعالم، حيث بتنا نسمع بين الخبر العاجل، وخبر آخر عاجلٌ أيضاً، هذا التسارع غير المسبوق، جاء كأحد مفرزات الحرب الروسية الأوكرانية، والتي دخلت شهرها الرابع، حيث لا أمل في إيقافها على المدى المنظور، فالأطراف كلها، حتى الأطراف غير المشاركة في هذه الحرب، تسعى إلى تحقيق مكاسب سياسية، وعسكرية، كانت عاجزة عن تحقيقها قبل الحرب المذكورة.

ومثل باقي الأطراف تسعى دولة الاحتلال التركي، بشكل محموم؛ لتغيير الخارطة العسكرية في المنطقة، وفرض قواعد اشتباك جديدة، إلا إن هذه المحاولات لا تزال تُمنى بالفشل، في محاولاتها كلها.

وآخر حلقات المسلسل التركي الاحتلالي، كانت تصريحات رأس النظام التركي الفاشي، التي قال فيها: إن أنقرة عازمة على استكمال مخططها الاحتلالي في الأراضي السورية، وكان ذلك خلال تصريح أدلى به رأس النظام التركي يوم الاثنين، المصادف في الثالث والعشرين من شهر أيار الجاري.

التصريحات التركية قوبلت برفض دولي

وللحديث أكثر عن التصريحات الأخيرة للنظام التركي، وإمكانية تحقيق الأهداف، التي يصبو إليها، التقت صحيفتنا مع الناشط السياسي الكردي، أنور سليمان، الذي تحدث: “إن محاولات دولة الاحتلال التركي في تغيير قواعد الاشتباك في المنطقة، ليست بجديدة، وكانت أولى خطواتها في هذا الاتجاه احتلال عفرين، وما تلاها من احتلالات لسرى كانيه، وكري سبي، هذه المحاولات نجحت تارة من خلال احتلال المناطق، التي ذكرناها وبضوء أخضر دولي، وفشلت تارة أخرة بفضل مقاومة قوات سوريا الديمقراطية، وشعوب المنطقة، كما أن رفض القوى الدولية المنتشرة في المنطقة إعطاء الضوء الأخضر للأتراك؛ حال دون وصول أنقرة إلى مبتغاها”.

وأضاف سليمان: “مع ظهور بعض المستجدات السياسية، والعسكرية على الساحة الدولية، ولا سيما الحرب الروسية الأوكرانية، بدأت دولة الاحتلال التركي بمحاولة الاستفادة من الفراغ الناشئ دوليا، والذي جاء نتيجة انشغال العالم بتلك الحرب، وبناءً عليه، فقد أطلق أردوغان تصريحاته الأخيرة، وتهديده بهجوم جديد، واحتلال مناطق جديدة”.

وتابع سليمان حديثه بالقول: “على الرغم من انشغال العالم بالحرب الروسية الأوكرانية، إلا إن تصريحات أردوغان، وتهديداته الأخيرة حيال شمال وشرق سوريا، قُوبلت برفض دولي واسع، وهذا إن دل على شيء، فإنه يدل على أن أردوغان لا يستطيع لوحده إصدار قرار الحرب؛ لأن القوى الدولية، التي تسيطر على المشهد، هي التي تقرر بشأن أي هجوم تركي من عدمه، أي أنه ما لم يحصل المحتل التركي على ضوء أخضر دولي، لن يكون هناك أي هجوم جديد”.

تركيا افتعلت المشاكل مع الجميع

واستطرد سليمان قائلا: “إن الفيتو التركي لانضمام فلندا، والسويد إلى حلف شمال الأطلسي، قابله رفض أمريكي لأي ما تسمى بعملية عسكرية تركية في شمال وشرق سوريا، وعلى الضفة الأخرى، فإن الموقف التركي الضبابي، حتى الآن، حيال ما يحصل في أوكرانيا، وعدم اتخاذ انقرة أي موقف واضح من هذه القضية، أدى إلى رفض روسي لأي عملية تركية في شمال وشرق سوريا، لا سيما، وأن موسكو كانت على شبه قناعة بأن تركيا، ستقف إلى جانبها بشكل واضح، في حربها مع أوكرانيا، ولكن حسابات القوى الدولية جاءت بنتائج معاكسة لما كان متوقعا، لذلك، فإن محاولة القيام بأي عملية عسكرية جديدة في شمال وشرق سوريا، ستواجه بالكثير من العراقيل”.

واختتم الناشط السياسي أنور سليمان حديثه: “يجب أن نكون على دراية، بأن ما بعد حرب أوكرانيا، ليس كما قبلها، لذلك فإن نتائج الحرب الأوكرانية، ستنعكس على المواقف الدولية كافة، ومحاولة أردوغان اللعب على حبل التناقضات الدولية، أدت إلى غضب دولي عام، ونتيجة هذا الغضب الدولي، وأيضا مقاومة قوات سوريا الديمقراطية، وشعوب شمال وشرق سوريا، فلن تتمكن دولة الاحتلال التركي من شن أي هجمات احتلالية جديدة على مناطق شمال وشرق سوريا”.