أهالي منبج: المحتل التركي يمارس الإبادة بحق شعوب المنطقة كافة

منبج/ آزاد كردي ـ

أكد أهالي مدينة منبج، وريفها، أن مظاهر الإبادة على الشعوب، لا تزال مستمرة على يد الاحتلال التركي، مشيرين إلى أن إرادتهم لن تكسر، مهما انتهجت دولة الاحتلال التركي من أساليب الإبادة، مطالبين الشعوب في المنطقة الوقوف جنباً إلى جنب؛ للحفاظ على مشروع الإدارة الذاتية، والمكتسبات التي تحققت بفضل تضحيات الشهداء.

تشن دولة الاحتلال التركي هجمات إبادة جديدة على مناطق الإدارة الذاتية، ومناطق الدفاع المشروع، بمشاركة الحزب الديمقراطي الكردستاني، منذ السابع عشر من نيسان المنصرم، عقب هجمات الإبادة، والاحتلال التي شنتها في 23 من شهر نيسان العام الفائت، ضد قوات الدفاع الشعبي في مناطق الدفاع المشروع، وتكبدت فيها خسائر فادحة، رغم استخدامها أنواع الأسلحة كافة الثقيلة، والكيمياوية، والمحرّمة دولياً.

التعايش صفتنا مع شعوب المنطقة 

حول هذا الموضوع، استنكر أهالي مدينة منبج، الانتهاكات المتواصلة للاحتلال التركي على مناطق شمال وشرق سوريا كافة، ومدينة منبج على وجه الخصوص، وفي البداية تحدث المواطن التركماني جمعة حيدر وقال: “التركمان كأحد الشعوب في مدينة منبج، وريفها يتعايشون سلميا مع الشعوب الأخرى كأخوة، واندمجوا في الحياة الاجتماعية مع العرب، والكرد، والشركس، والأرمن”.

وتابع حيدر: “الكل يعلم: أن كل شعب من هذه الشعوب، له جذور متينة بأواصر قديمة في هذه المنطقة، وله ثقافته، وعاداته، ولغته، التي يتحدث بها، والتركمان تعرضوا إلى عمليات الصهر، والإبادة، التي مورست عليهم، وهم يعانون من الأزمات، كغيرهم من الشعوب الأخرى”.

وأوضح حيدر: بأن “الغالبية من التركمان، فقدوا لغتهم الأم، واندثر جزء كبير من ثقافتهم، وعاداتهم، إلا أنه في الوقت الراهن نجد بأن هناك دعماً؛ لإحياء هذه الثقافات، والعادات، والأعراف، لشعوب هذه المنطقة كافة”.

عمليات الإبادة تطال الشعوب 

بدوره ندد المواطن العربي، حسين بكاري بعمليات الإبادة، التي حدثت منذ أكثر من مائة سنة في المنطقة، وأشار بالقول: “عمليات الإبادة كثيرة، ولا تختزل شعباً بعينه، وإنما تعرضت شعوب المنطقة للإبادة عبر التاريخ”.

وبيّن بكاري: بأن “الشركس تعرضوا للإبادة منذ فترة تزيد عن 150 عاماً، على أيدي الروس، الذين قاموا بإجلائهم عن أرضهم، وتعريضهم للشتات في أنحاء العالم كافة، وكذلك الشعب الكردي، الذي تعرض للإبادة قديماً وحديثاً على يد الدولة العثمانية”.

واختتم حسين بكاري حديثه: “الوسائل التي تتم بها عمليات الإبادة من عصر إلى آخر تختلف، لكنها بلا شك تلتقي في مصب واحد، وهو فناء مجموعة بشرية ما، مهما كلف الثمن”.

زرع الفتن والحروب لتحقيق أهدافها

ومن جهته، قال المواطن الكردي عادل محمد: بأن “الدولة العثمانية اتبعت عمليات الإبادة بحق الشعوب جميعاً، والشعب الكردي بشكل خاص، من خلال خلق نزاعات، وفتن، وحروب بين الشعوب؛ لتحقيق أهدافها”.

وأوضح محمد: “الدولة العثمانية تقوم على الاستمرار بعمليات الإبادة ضد الكرد؛ بهدف منعهم من القيام والمطالبة بحقوقهم، وإقامة دولة كردية مشروعة، أو كيان كردي، والأساليب، التي تتبعها تركيا تنوعت من تهميش إلى إنكار، وفناء وإقصاء، وصهر وتهجير قسري، وإبادة مستمرة، حتى الآن بالحروب المباشرة، أو عن طريق المناهج، وغيرها تحت ذرائع واهية؛ للحفاظ على الأمن القومي”.

الإدارة الذاتية وطن للجميع

من جانبه تحدث المواطن الشركسي سامر حباق قائلاً: إن: “الشركس تعرضوا لإبادة، كغيرهم من الشعوب الموجودة على الأرض، من قتل، وتشريد، وتهجير، وغيرها”.

وتابع حباق: “الشركس أصحاب أرض في القوقاز، تعرضوا إلى إبادة من قبل قياصرة الروس، وبالتحالف مع دول مثل: فرنسا، وبريطانيا، والدولة العثمانية، بهدف إخلاء منطقة شمال القوقاز من الشركس”.

وأوضح حباق: “الدول الاستعمارية تحاول بفعل الإبادة السيطرة على مقدرات الشعوب وخيراتها، وكان لا بدّ إفراغها من الشعب المقاوم، والمقاتل من أجل حقوقه، الشركس حاربوا القياصرة مائة عام؛ دفاعاً عن أنفسهم وأرضهم”.

واختتم سامر حباق حديثه: “الآن في ظل الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا، الأمر مختلف حيث بات بمقدور أي شعب التعبير عن تراثه، وموروثه، والتحدث بلغته، دون مضايقات”.