نازح ستيني بالطبقة يتحدى الظروف المعيشية الصعبة بميراث والده

الطبقة/ عمر الفارس-

لم يستسلم للنزوح وللظروف الاقتصادية، التي مرت بهِ، واستطاع أن يقاوم الوضع الصحي الذي يمر بهِ، سعيد المحمد مواطن ستيني يقطن مدينة الطبقة، يعمل في مدّ الشبكات الكهربائية وصيانة الإلكترونيات، والأجهزة الكهربائية كمصدر رزق في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة التي تمر بها المنطقة.

قصص ومآسٍ عدة، ولدتها الأزمة السورية في جميع بقاع الأراضي السورية، إلا إن الشعب السوري أثبتَ أنه شعب يتحدى المصاعب، ويمتلك إرادة قوية يواجه بها الصعوبات كافة، من تلك القصص قصة مواطن من سكان مدينة حلب نازح في مدينة الطبقة، منذ أكثر من عشرة سنوات يعمل في تصليح الإلكترونيات لأكثر من خمسة وعشرين عاماً، حيث اتخذ من محل متواضع يعمل فيهِ في سوق الطبقة مصدر رزق له ولعائلته.

توارث المهن مفيد 

ورث الستيني سعيد المحمد مهنته من والده، لتكون له عوناً في الظروف المعيشية الصعبة، التي زادت عليه عبئاً لدى نزوحه “أنا من أهالي مدينة حلب نزحنا إلى مدينة الطبقة منذ أكثر من عشر سنوات، لم يكن لدي أي مصدر رزق إلا مهنتي القديمة التي تعلمتها من أبي في تصليح الإلكترونيات، والأجهزة الكهربائية، حيث اتخذت من محل تجاري صغير استأجرتهُ في السوق الرئيسي في مدينة الطبقة كجبهة عمل عبر تصليح وصيانة الأجهزة ومد الشبكات الكهربائية للمنازل، ومن المعروف أن منطقة الطبقة تقع في منطقة صناعية كهربائية ضخمة بالقرب من سد الفرات، لذلك عملت في هذه المهنة وعلمتها لأبنائي أيضاً”.

 وعن آليه عمله في هذه المهنة وخطورتها أفاد المحمد “المهني الكهربائي مطلوب في كل الأوقات، لذلك يتطلب منهُ أن يكون على أُهبة الاستعداد، وتحمل ضغط العمل الطويل فقد يحتاج مد شبكة المنزل أو المحل التجاري إلى أكثر من عشر ساعات أحياناً، كما أنها تعد إحدى المهن الخطرة، فهي تتطلب الحذر في كل خطوة والأخذ بعين الاعتبار إجراءات السلامة قبل البدء في تركيب أي شبكة كهربائية”.

بالإصرار يتحدى الصعاب

رغم تقدمه في السن، فهو لا يزال يبحث، ويتعلم في المجال المهني الكهربائي، فالإصرار والإرادة القوية كانا كفيلين في بعث القوة بداخله للاستمرار بالحياة متحدياً الصعاب “رغم النزوح والعبء الكبير، الذي أُلقي على عاتقي في الهجرة، لازلت أعمل في المجال الكهربائي، وأكتسب الجديد في هذا المجال، فلا يقتصر عملي فقط على توصيل الشبكات الكهربائية، بل بإمكاني اليوم إصلاح وصيانة كافة الأجهزة الكهربائية والإلكترونية الكبيرة والصغيرة أيضاً التي تتطلب الصبر والتدقيق في كل خطوة لرصد ومعرفة موقع العطل وإصلاحهُ”.

توفير الدعم

ويذكر أن العم سعيد المحمد يعاني من وضع صحي حيث يعاني من العديد من الأمراض المزمنة مثل السكر والضغط، فهو بحاجة ماسة للراحة والمتابعة الصحية الدائمة.

وفي الختام طالب العم سعيد المحمد المنظمات الإنسانية، التي تدعم المشاريع المهنية للنازحين في تأمين محل تجاري بسيط يعمل فيهِ هو وأولادهُ، بالإضافة إلى توفير المواد الأساسية والأدوات اللازمة لأي عامل مهني كهربائي، والتي يصعب تأمينها نتيجة غلاء سعرها.