في يومهنَّ العالمي.. للقابلات دور هام وأساسي في المراكز الصحية

الحسكة/ آية محمد ـ

هنأت إدارة مستوصف تل حجر الصحي في الحسكة عموم القابلات بيومهن العالمي، مؤكدةً أهمية دور القابلات، لأنهنَّ اللبنة الأساسية في المرافق الصحية العامة والخاصة.

 يصادف الخامس من شهر أيار كل سنة اليوم العالمي للقابلات، وهو تاريخ ليس للذكرى فحسب، وإنما لبيان جهد عاملات الصحة، الذي هو جهد عظيم لما يقدمنه في سبيل الصحة العامة، فئة اختارت أنبل المهن، وأكثرها تضحية عبر الأزمنة والعصور، لن هذه المهنة تقتضي كثيراً من الانضباط والصرامة والمسؤولية، وخاصة حينما يتعلق الأمر الصحي بالمرأة الحامل، وما تعاني من  مخاطر تستوجب الرعاية، ورصد الأعراض الشائعة لتفادي الأسوأ، وكذلك التعامل الجيد مع المخاض الطبيعي والولادة مروراً بتقييم حالة الجنين إلى رعاية الأم، وطفلها ضماناً لحمل سليم وولادة آمنة.

الدور الفعال للقابلات

وبمناسبة اليوم العالمي للقابلات كان لصحيفتنا “روناهي”، حديث خاص مع القابلة القانونية في مستوصف تل حجر الصحي “عيشانة عزيز“، فبينت أهمية عمل القابلة ودورها الفعال، موضحةً، أن دور القابلة هو مرافقة الأم خلال مختلف مراحل الحمل والولادة، لتقديم الرعاية اللازمة في مرحلة ما قبل الولادة وبعدها.

وتابعت: “كما ويمكن للقابلة القانونية إجراء الولادات الطبيعية غير المعقدة، ومتابعة حالات الحمل والولادة، التي تتمتع فيها الأم والجنين بوضع صحي خال من أي تعقيدات، أو مضاعفات”.

ونوهت عيشانة: “تظهر الحاجة إلى طبيب مختص بالتوليد عندما يتم الكشف عن مشكلات صحية، أو مضاعفات لدى الأم، أو الجنين خلال فترة الحمل، ومنها ما يطرأ عند الولادة، الشيء الذي يستدعي تدخلاً طبياً إضافياً، كعمليات الولادة القيصرية الخارجة عن نطاق عمل القابلات”.

الفائدة من الاستعانة بالقابلات

وبينت العديد من الإثباتات أن استمرار الحصول على الرعاية، التي تقدمها القابلات القانونيات بشكل أساسي يرفع نسبة رضا الأمهات، ويساعد على تفادي الولادات المبكرة بنسبة 24 في المائة، ونوهت عيشانة إلى أهمية الخدمات الطبية، التي تقدمها القابلات القانونية عموما: “تهدف الاستعانة بقابلة إلى خفض الكلفة الطبية، التي تتطلبها خدمات الصحة الإنجابية، والعمل على تقليص عدد عمليات الولادة القيصرية، ما سيخفض بدوره من مضاعفات هذه العمليات لدى الأمهات، كما يسمح بتلقي رعاية عالية الجودة من خلال رفع نسبة الرضاعة، وتحسين نتائج الولادة على الصحة النفسية وتقليل عدد العمليات القيصرية غير الضرورية وزيادة قدرة الوصول إلى خدمات تنظيم الأسرة”.

القابلة والطبيب تعاون وتكامل 

وبناءً على خبرة القابلة القانونية وكفاءتها، فإنها قادرة على استشعار أي تعقيدات خلال الولادة، وعندما يحدث ذلك؛ فإنها تقوم بما يلزم لضمان سلامة الأم والجنين في الوقت، الذي تقوم باستدعاء الطبيب للتعامل مع الحالة.

ولفتت عيشانة، إلى أن توفر أطباء توليد وخدمات استثنائية للحالات الطارئة، هي عوامل ضرورية لتنفيذ نموذج القبالة، والذي تشرف فيه القابلة القانونية على حالات الحمل، والولادة الطبيعية غير المعقدة بينما تتم إحالة بعض الحالات المعقدة إلى الخدمات المشددة.

شريان الحياة

وبدوره قال الإداري في مستوصف تل حجر الصحي أحمد حسين: “في هذا اليوم لا يسعنا إلا أن نوجه تحية للقابلات السوريات، والأمهات الرؤوفات، اللاتي يعملن لإنقاذ حياة النساء والفتيات والأطفال حديثي الولادة، في ظل ظروف صعبة للغاية”.

وأضاف حسين: “ويوفر لنا هذا الحدث فرصة للتفكير في العمل المهم الذي تقوم به القابلات في بلدنا وحول العالم، فالقبالة مهنة هامة تمت ممارستها لقرون، حيث توفر الدعم الحيوي للمرأة وعائلتها أثناء الحمل والولادة وفترة ما بعد الولادة.

ولفت حسين، لا يمكن المبالغة في القيمة المضافة للقبالة، فالقابلات لسن خبراء في مجال صحة الأم والطفل فحسب، بل يقدمن أيضاُ رعاية شاملة، بما في ذلك الدعم العاطفي والنفسي للنساء وأسرهن.

وأردف: “بالتدريب الجيد الذي يملكنه وبالخبرة، عملن في المجتمعات المحلية لتقديم الرعاية الرحيمة باحترام وحساسية عالية لما تحتاج المرأة أثناء الحمل والولادة، ولما يحتاجه الطفل حديث الولادة خلال الشهر الأول الحاسم من حياته”.

وبيّن، أن أهمية القابلات تكمن في أنهن يوفرن للحامل الخدمة في منزلها ومجتمعها، مما يمكّن من الوقاية من وفيات الأمهات والمواليد، لذلك ازدياد عدد القابلات في أي بلد، ما هو إلا دلالة حرص البلد على نسائه، وبناته وأطفاله.

واختتم إداري مستوصف تل حجر الصحي أحمد حسين: “القابلات هن العمود الفقري لصحة النساء والفتيات والأطفال، دعمهن هو دعم لنسائنا وأطفالنا المتربعين في قلوب القابلات الكبيرة”.

والجدير ذكره، احتفل باليوم العالمي للقابلات لأول مرة في الخامس من أيار عام 1991 واعترفت به أكثر من خمسين دولة حول العالم، فكرة تخصيص يوم الاعتراف بالقابلات وتكريمهن خرجت من مؤتمر الاتحاد العالمي للقابلات عام 1987 في هولندا، عام 2014 تم الاحتفال به في إيران ونيوزيلندا، وأيضاً في دول أخرى.

كما أن جائحة كوفيد-19 علمتنا أن الأنظمة الصحية القوية عالية الجودة يجب أن تصل إلى الجميع، وكانت القبالة هي أحد أهم مفاتيح هذا التقدم.