قامشلو/ دعاء يوسف –
مهرجان فن وأدب المرأة الثامن مقصد النساء الأديبات، والفنانات، وبوابة أحلام للمرأة الخلاقة، فيعود اليوم بحلته الجديدة دعماً لمواهبها ومشجعاً لها على الإبداع والتألق، وكل ذلك لإيلاء الاهتمام بالجهود، التي تبذلها المرأة المُثقفة والأديبة المُبدعة.
افتتحت هيئة الثقافة والفن بإقليم الجزيرة الأربعاء 1/3/2021 مهرجان أدب وفن المرأة الثامن تحت شعار “بثقافة المرأة، الحياة، الحرية، سنجسد فن المرأة”، بحضور جماهيري كبير وذلك بمركز محمد شيخو للثقافة والفن في مدينة قامشلو، والذي سيستمر لمدة يومين على التوالي.
هذا ويندرج المهرجان ضمن فعاليات اليوم العالمي للمرأة، والذي يتضمن العديد من الفقرات الأدبية كالشعر والقصص والمقالات، والفقرات الثقافية والفنية كأداء الأغاني وعروض للمسرحيات من قبل المُشاركات من مختلف شعوب المنطقة، بالإضافة لأعمال يدوية وفن تشكيلي، وعرض للزي الكُردي الفلكلوري وصور فوتوغرافية تم تصويرها من قبل النساء.
وبغية إبراز لون، وصوت، وثقافة المرأة المتألقة، المفعمة بروح النضال والمقاومة، ومدى التلاحم بين كافة الشعوب، وإظهار مدى إبداعها وإتقانها الفن والثقافة بكل أنواعها، وتحفيزها على التطور بشكل أكبرٍ من خلال تبادل الخبرات، والإنتاجات الفنية المتنوعة، وإعطاء الصورة المُتكاملة المتفردة للمرأة المُثقفة والأديبة والفنانة، وما أعطى رونقاً وبهاءً جميلاً للمهرجان هو وجود لغات وثقافات متعددة تمثلها شعوب المنطقة.
تعانق فن وأدب الشعوب في المهرجان
إن المرأة في تمثيلها للفن وللثقافة، وفي ارتباطها الوثيق بالتراث وعراقته، تعطي بذلك القيمة المثلى لوجودها في الساحة الثقافية، وتكون الحافظ الأهم للتراث وللثقافة المجتمعية من الاندثار، وتحفظها من السياسة السلطوية والرأسمالية التي تطبق عليها.
وهذا المهرجان القائم والذي احتضن الكثير من الفعاليات بيوميه الأول، وقد بدأ المهرجان مع فرقة سردم النحاسية، ومن برنامج المهرجان لاحظنا غياب الفرق الغنائية، واقتصار المهرجان على الفقرات الأدبية والعروض المسرحية، تلا العرض الغنائي لفرقة سردم كلمة من الإدارة الذاتية والتي ألقيت من قبل الرئيسة المشتركة لهيئة الطاقة والاتصالات في إقليم الجزيرة “آهين سويد” التي بدورها أشادت بدور المرأة الهام في المجتمع، وأهمية نتجاها في المجتمع من أعمال فنية وثقافية، وحيّت ثورة المرأة بختام حديثها.
وكان لنا لقاءً مع عضوة اللجنة التحضيرية في المهرجان “بوطان هوشي” والتي بدأت: “كل سنة في هذا الوقت نقيم مهرجان فن وأدب المرأة في قامشلو، ولكن هذه السنة كان هناك اختلاف في المهرجان حيث ألغينا جميع أشكال الاحتفال من غناء ورقص حداداً على أرواح ضحايا الزلزال، ركزنا على القسم الأدبي والفني، من شعر ورسم وصور، وأعمال يدوية، والمشاركات هذه السنة كثيرات، والعدد يزداد، حيث من جميع الاقسام تشارك حوالي 100 مرأة في المهرجان، وفي اليوم الأخير سيكون هناك توزيع جوائز معنوية للفائزات فقط بالقسم الأدبي”.
مُشاركة سريانية قليلة
والجدير بالذكر أن النساء المشاركات في المهرجان من مناطق مختلفة من شمال وشرق سوريا، وهذا ما جعل اللجنة التحضيرية تستقبل الأعمال الأدبية بالأقسام الثلاثة “العربية ـ الكردية ـ السريانية”، وفي هذا الصدد أشارت بوطان إلى قلة أو عدم مشاركة المرأة السريانية في المنطقة بهذه الفعاليات فعلى الرغم من تخصيص قسم للغة السريانية إلا أنه لم تشارك أي سريانية بشعرها أو أدبها وفنها في المهرجان، فقط أقتصر حضورها في مجال الأعمال اليدوية.
وقد كان للشعر دور كبير في المهرجان، فقد ألقيت فيه عدة قصائد من قبل العديد من الشاعرات باللغتين العربية والكردية، فأبرزت كل منهن ثقافتها مميزة بلونها الخاص، ما أضفى لجو المهرجان طابعاً وسحراً مميزاً من الجمال والألفة، غياب الشعب السرياني عن أجواء المهرجان، فلم تكن للمرأة السريانية أية عروض أو أعمال أدبية، وعلاوةً على ذلك فقد قدمت فرقة دراسين عرضاً مسرحياً.
كما عرضت عدة أعمال يدوية وفلكلورية تراثية، عبّرت عن ثقافة المنطقة، وكان الزي التراثي للشعوب كافة عنوان رونق جمالي تزينت به المشاركات، وزين المهرجان العديد من اللوحات الفنية التي أبرزت دور المرأة الفنانة في عرضها للفلكلور الموروث.
هذا وتحدثت لنا مشاركة بكتابٍ لها معلمة الأدب “لمعة علي” التي طُبِع كتابها “الشعري” في باكور كردستان، وأفادت: “من 2018 أحضر مهرجانات المرأة ولكن هذه المرأة الأولى التي أشارك بعملٍ أدبي لي ضمن المهرجان، وأنه إحساس جميل جداً أن تُحاط المرأة بأعمالها اليدوية وشعرها وفنها وأدبها ضمن مهرجانٍ خاصٍ بها، وأتمنى أن تبقى المرأة بقوتها حاضرة في جميع نواحي الحياة”.
والجدير بالذكر أنه نُظم مهرجان أدب وفن المرأة الأول في مدينة قامشلو في الثاني من آذار 2016 تحت شعار “بفن المرأة سَنُزينُ الحياة من جديد”.
