سياسية - اجتماعية - ثقافية - عامة، تأسست عام 2011

من حرقِ الحجابِ إلى إسقاطِ العمائم… الاحتجاج مستمر

رامان آزاد_

لم تكن الثورة ضد الشاه محمد رضا بهلويّ ذات سمات دينيّة مذهبيّة، بل ثورة الشعب الإيرانيّ بكلّ قومياته وتوجهاته ضد الظلم والقمع والقبضة الأمنيّة، ولكنّ مع تثبيت أركان الحكم في طهران وامتلاك القوة انقلبتِ الثورة واعتمدت الأسلوبَ الأمنيّ والقوة في مواجهةِ مطالب الكرد شركاء الثورة، ورغم أنّ إيران بأمسِّ الحاجة لترتيبِ البيت الداخليّ لمواجهةِ التناقضاتِ الدوليّةِ واضطراب علاقاتها الخارجيّة لكنها ترجّح الأسلوبَ الأمنيّ في مواجهة مواطنيها، لتنتقل مظاهر الاحتجاج من حرق النساء للحجاب إلى إسقاط عمائم عن رؤوس رجال الدين في الشوارع.
شراكة في الثورة ضد الشاه
يعدُّ الكردُ ثالث أكبر قوميّة من حيث الكتلة التعدديّة في إيران بعد الفرس والأذريين، ويتركز وجودهم في جبال زاغروس على امتدادِ الحدودِ مع تركيا والعراق، وهم يجاورون إخوتهم الكرد في هذين البلدين، ويتوزعون على عدة محافظات أكبرها كرمنشاه بتعداد 3 ملايين، إيلام، سنندج، أذربيجان الغربيّة “أورميا”، كردستان، لورستان، وتُقدّر بعض المصادر غير الكرديّة نسبتهم بحوالي 7-9% من إجمالي السكان الذين يتجاوز عددهم 84 مليون نسمة، ولكن المصادر الكرديّة تُقدّر نسبتهم بـ 11%، وبذلك يناهز تعدادهم 10 ملايين.
عاش الكرد حياة مريرة في ظل حكم الشاه محمد رضا بهلوي، وشاركوا معظم الشعب الإيرانيّ الحماسة للانقلاب على حكم الشاه الذي تجاهل كلّ تطلعاتهم للحريّة وتخفيف الضغوط عنهم، وحقيقة الثورة أنّها انطلقت من الجامعات وبريادة الشباب، ولكن سرعان ما قامت المؤسسة الدينيّة بالوصاية على الثورة ومصادرتها، وفي شباط أُعلن عن انتصار الثورة الشعبيّة الإسلاميّة بعودة “آية الله الخميني” إلى البلاد في شباط 1979، وتوقّع الكرد تحسين أوضاعهم العامة وتحصيل الحكم الذاتيّ، وهو أمرٌ رفضته السلطات الإيرانيّة بالمطلق، واعتبرت أنّ الطابع الدينيّ للدولة كفيلٌ بتحقيق ما تصبو إليه القوميّات الأخرى. في 3 /3/1979 عقد الحزب الديمقراطيّ الكردستانيّ (حدكا) مؤتمراً جماهيريّاً حاشداً في مهاباد، معلناً استئناف العمل السياسيّ، وحاول الحوار مع السلطة الجديدة لتحصيل حقوق الكرد.

انقلاب على شركاء الثورة
اجتاحت موجة الحراك الشعبيّ الوطنيّ شرق كردستان بعد سقوط حكم الشاه، ووقعت سلسلة من الثورات المضادة للثورة في مختلف أنحاء البلاد (خوزستان، بلوشستان)، لتبشر بثورة شاملة، وفي آذار 1979، بادر الحزب الديمقراطيّ الكردستانيّ الإيرانيّ بصياغة خطة من ثماني نقاط للاستقلال الكرديّ وأعلنها على الملأ. واندلعت الثورة في منتصف آذار 1979، وسيطر الكرد المحتجون على مراكز الشرطة ومقرات قيادة الجيش وأجزاء من ثكنات الجيش في سنندج، وفشلت قوات الجيش في تفريقهم، ونقلت وكالات أنباء غربيّة أنَّ الثورة بدأت وتغلب رجال القبائل الكرديّة على الجنود الإيرانيّين في مدينة باوه، ثم انتشر الاضطراب إلى مناطق أخرى يسيطر عليها الكرد بعد استيلاء الثوار على المدن وحاميات الجيش في مدن ديوان داره وسقز ومهاباد. واختبأ العديد من القيادات الكرديّة بعد أن أمر آية الله الخميني بإلقاء القبض عليهم، وصرّحت تقارير صحيفة إيرانية في هذه المرحلة أن عدد القتلى بلغ حوالي 600 قتيل.
قام آية الله محمود طالقانيّ بمبادرة ولقاء الكرد وطلب منهم تحديد مطالبهم لتوجيهها للحكومة، فيما استمرتِ الاشتباكاتُ حول سنندج واستخدم الجيش الإيرانيّ الطيران لقصف المواقع التي يتحصن بها الكرد، في 23/3/1979 تم التوصل لاتفاق لوقف إطلاق النار في سنندج، وقال طالقاني أنَّ نوعاً من الحكم الذاتيّ سيُمنح للكرد خاصةً من الجانب الثقافي بتعلم اللغة والثقافة. وفي 25/3/1979 عمَّ الهدوء على سنندج، فيما كان الكرد بانتظار أن تتحقق الوعود المقدمة على لسان الطالقاني.
يُذكر أنّ آية الله طالقاني عارض علناً التصفية السياسيّة للمعارضين من التوجهات الليبراليّة واليساريّة، وأبدى تخوّفه من عودة القمع إلى البلاد بصورة جديدة، فسُجن على الفور ولداه، ما أفضى به إلى اعتزال العمل العام وإغلاق مكتبه، وتوفي في ظروفٍ غامضة في أيلول 1979.
وفي 28/3/ 1979 توجّه وفدٌ كرديٌّ إلى مدينة قم برئاسة الدكتور عبد الرحمن قاسملو (عضو مجلس الخبراء الذي شكلته الثورة الإسلامية، نائباً عن كردستان)، لعرض المطالب الكرديّة على الخميني، ولكن الوفد فُوجِئ برفضه الاعترافَ بالحكم الذاتيّ للأكراد، في نطاق الجمهورية الإسلاميّة الإيرانيّة، وأكّدتِ السلطة أن الطابع الدينيّ للجمهورية الإسلاميّة كفيل بتحقيق ما تصبو إليه القوميّات، فالخمينيّ كان يسعى إلى إضعاف حركات اليسار الإيرانيّ من خلال سحق القوى الكرديّة، فقد كانت هذه القوى -كما الحال في العراق وتركيا وسورياـ ملجأ تقليديّاً لكلّ فروع الحركات اليساريّة والماركسيّة.
في 1/4/1979 جرى استفتاء في إيران حول إعلان الجمهورية الإسلاميّة في إيران وقاطع الكرد والأذريون الاستفتاء، وفي 27 نيسان خرجت مظاهرات سلمية ضخمة في مهاباد رافقت تشييع جثامين الشهداء ولا وجود لأي مظهر من مظاهر السلطة فيها.

نموذجٌ أتاتوركيّ
ما حدث بعد الثورة يُعيد للأذهان الانقلاب الأتاتوركيّ على كرد باكور لجهة التنكر للحقوق عام 1923، مع فارق بسيط هو شعار العلمانيّة الكماليّة، والدينيّة المذهبيّة الخمينيّة، وكان الانقلاب سريعاً وصار يُنظر للكرد نظرة تخوين، وأنّهم سبب زعزعة استقرار “الجمهوريّة الإسلاميّة” حديثة العهد، فيما امتنع الكرد السُّنة عن التصويت لقيام النظام الإسلاميّ في نيسان 1979 في الاستفتاء الذي أخذ شكل الأمر الواقع وأُغلق الباب أمام فرصة الحكم الذاتيّ، وتعمّقت الأزمة بعد الحرمان المتعمد للكرد ممثلين بالدكتور عبد الرحمن قاسلمو من المشاركة في اجتماع مجلس الخبراء عام 1979، والذي كُلف بمهمة صياغة الدستور، وكان السبب مذهبيّاً في أحد جوانبه، أدّى رفض الخمينيّ منحَ الكرد نوعاً من الاستقلال إلى تدهور الوضع في كردستان، وكان ردّ فعل الكرد المباشر أن طردوا القوات الإيرانيّة من مدنٍ كرديّةٍ، وفي نيسان 1979اندلعتِ الاشتباكاتُ بين قوات الحرس الثوريّ وقوات البشمركة الكرديّة الإيرانيّة في المقام الأول الحزب الديمقراطي الكردستاني الإيرانيّ KDPI وكومله اليسارية (منظمة ثوريّة من كادحي كردستان).
وقبل نهابة نيسان اندلع قتال طائفيّ أيضاً بين الفصائل الكرديّة والآذريّة في المنطقة، ما أسفر عن سقوط مئات الضحايا بمدينة نقده، التي يقطنها الكرد والآذريون، وقام الحزب الديمقراطيّ الكردستانيّ بتعبئة الجماهير، بينما بدأت حملة عسكريّة حكوميّة بعد فتوى للخميني يوم 17 آب 1979 دعا فيها إلى “الجهاد ضدّ الكفرة في كردستان” استمرّت الحملة العسكريّة ثلاثة أسابيع بهدف سحق الكرد في معاقلهم سقز ومهاباد بشكلٍ أساسيّ. واشتدت المصادمات وتصاعدت فصرّح الخمينيّ: “إنّ ما نواجهه ليس قضية كرديّة إنّما قضية شيوعيّة”.
بدأ الجيش الإيرانيّ حصار مهاباد في 20/8/1979 واندلعت اشتباكات عنيفة بين قوات البيشمركة المدافعين في مدن مهاباد، بانة، وسقز، والجيش الإيرانيّ مدعوماً بقواتِ الحرسِ الثوريّ الذي أرسل تعزيزات ضخمة والطائرات تقصف المدن بوحشيّة بالغة، فيما أرسل الحزب الديموقراطي الكردستاني – إيران رسالة مفتوحة إلى الخميني مطالباً التركيز على هدفين رئيسيين: الإطاحة بالنظام الشاهنشاهي وإقامة نظام حكم ديمقراطي يتمتع فيه الشعب الكرديّ بحقوقه في ظل حكم ذاتي أو اتحاد فيدراليّ.
في 23/8/1979 أمر آية الله الخمينيّ بسحق الثورة الكردية بكافة الوسائل، فيما كانت القوات الكردية مسيطرة على كل المدن الكرديّة، وتم الإعلان عن إنشاء جبهة موحدة في كردستان.
ومع استمرار المعارك حول مدينة سقز أرسل الكرد في 25/8/1979 وفداً إلى طهران للتفاوض، وكان رد الخمينيّ إنَّ القرآن يأمر بقتل مثل هؤلاء الخونة، وقبل 30 آب، تم تطويق المدينة بالكامل، وانتهت ثلاثة أيام من المفاوضات إلى الفشل، ودخلت القوات الإيرانيّة المدينة يوم 3 من أيلول تدعمها مقاتلات F-4 وأكثر من 100 دبابة، وبغطاء مدفعيّ، تمكنوا من السيطرة على المدينة بعد عدّة ساعات من القتال. كان الانكسار العسكريّ في مهاباد خسارة كبرى للثوار، وواصلت القوات الإيرانيّة الزحف إلى مدينة بانه، وخلال الحصار قتلت أكثر من 500 شخص.
كان الانكسار العسكريّ للثوار نتيجة القوة الفائقة للهجوم الإيرانيّ، واستخدام المدفعية الثقيلة والدبابات والغطاء الجويّ، ولكن المقاومة كانت قوية، ورغم الخسائر الفادحة، هرب الجزء الأكبر من البيشمركة الكرديّة من الاعتقال وتراجعوا إلى الجبال، واستأنف الكرد هجومهم بعد ستة أسابيع، عائدين إلى مهاباد ومقاتلين بفعاليّة القوات الإيرانيّة المدرعة بقنابل المولوتوف والقذائف الصاروخيّة، وفي نهاية تشرين الثاني هاجموا أيضاً سنندج وسقز وغيرها من المدن والبلدات الكرديّة، واستمرت المبادرة الكرديّة الفاعلة، فيما شهدت أزمة رهائن السفارة الأمريكيّة في طهران مزيداً من التصعيد.
فتوى الخمينيّ وتكفير الكُرد
وفي خطاب ألقاه الخميني في 17/12/1979، نادى فيه بمفهوم تعارض الأقليات العرقيّة مع المذاهب الإسلاميّة، واتّهم أيضاً أولئك الذين لا يرغبون في اتحاد الدول الإسلامية بخلق قضية القوميّة بين الأقليات، وقد تمّ تبادل وجهات نظره من قبل الكثيرين في القيادة الدينيّة ففتحت السلطة الإيرانيّة جبهاتِ حربٍ داخليّة ضدّ الكرد.
في هذه الأثناء تولّى أبو الحسن بني صدر الرئاسة الإيرانيّة الجديدة. في أواخر كانون الثاني 1980، ولم تنجح وحدات الحرس الثوري والكرد المناصرون للحكومة في قمع الثوار في المنطقة، ما أدى إلى استمرار الأزمة حتى الربيع. استعادت قوات الحكومة معظم المدن الكرديّة من خلال حملة عسكريّة ضخمة، وإرسال الفرق العسكريّة المنظمة إلى المدن الكرديّة بما في ذلك سنندج وباوه ومريوان، ودمّرت قرى ومدن بأكملها لإجبار الكرد على الخضوع. وحكم آية الله خلخالي على الآلاف بالإعدام بعد محاكمات موجزة. وبحلول أيار 1980، كان الثوار الكرد لا يزالون يسيطرون على جزء كبير من طرق المنطقة وعلى المناطق الريفيّة وحرروا مرّة أخرى عاصمتهم مهاباد، واستمرّت سيطرتهم عليها مع توقف القتال في الصيف، وتعرضت مدينة سنندج للقصف الجوي بطائرات الفانتوم، في أيار 1980، فأُلحقت بالأهالي والمدينة خسائرُ كبير في حين زادت التوترات الإيرانيّة العراقيّة.
وبعد سقوط المدن والمعاقل الكرديّة في سقز ومهاباد وسنندج وسردشت في يد القوات الإيرانيّة انتقل المقاتلون الكرد إلى الجبال لتبدأ مرحلة حرب طويلة الأمد، حيث كانت الحوامات تغير على معاقلِ الكرد والقرى التي يأوي إليها البيشمركة، وشنَّتِ القواتُ الإيرانيّة هجوماً واسعاً في 17/8/1980، كما سار الحرس الثوريّ منتصف شهر آب، إلى باوه التي كان يسيطر عليها ثوار القبائل دون استعدادات كافية فوقع في كمين كبير. ودفعت هذه الهزيمة الخميني للاقتراب من رؤساء الجيش والحكومة، ولم تحتمل القيادة الإيرانيّة الإسلاميّة الجديدة المطالب الكرديّة واختارت الأسلوب العسكري لسحق الاضطرابات، وأعلن الخميني فتوى الجهاد (الحرب المقدّسة) ضدّ الكرد، واعتبر بعض الشخصيات القوميّة الكرديّة الرئيسية “أعداء للدولة”، وشن هجوماً على القرى والمدن الكرديّة بدأ من باوه في محافظة كرمنشاه، بذريعةِ ضرب النشاطات اليساريّة وصرّح مهدي بارزكان، أول رئيس وزراء إيرانيّ بعد الانقلاب على الشاه، قائلاً: “إنّ التعبئة العسكريّة ضد الكرد قد أمر بها الخمينيّ بصفته قائداً أعلى للقوات المسلّحة الإيرانيّة، وكانت مبنية على معلومات مغلوطة”.
في أواخر آب 1980، فشل الجيش الإيرانيّ في استعادة مهاباد، التي سيطر عليها الكرد بالفعل لمدة 10 أشهر. واستمروا في الاحتفاظ بها لمدة خمسة أشهر أخرى، كما أصبحت مقاطعة كردستان مسرحاً للحرب العراقيّة الإيرانيّة، ورغم أمر الرئيس بني صدر بوقف إطلاق النار على الكرد، في أعقاب الغزو العراقيّ، إلا أنّ الباسدران تجاهل ذلك واستمر بحملات مكافحة الانتفاضة.
وليبقى واقع كرد إيران يطويه الإقصاء والتهميش، ويشتعل من وقتٍ لآخر على خلفيّةِ حادثٍ أمنيّ، لتبادرَ السلطاتُ الأمنيّةُ لقمعه بالقوةِ، وصولاً إلى أحداث اليوم.

بعد حرق الحجاب إسقاط العمائم
بعد مشاهد حرق الحجاب الذي كان ذريعة مقتل الشهيدة جينا أميني، بات مشهد إسقاط العمائم عن رؤوس رجال الدين متداولاً في شوارع إيران، وذلك بالتزامن مع دخول الاحتجاجات أسبوعها الثامن، وانتشرت على مواقع التواصل الاجتماعيّ مقاطع مصوّرة تظهر تعرّض رجال دين إيرانيين للاستهزاء من الشباب والشابات. وهي ظاهرة تنطوي على جرأة كبيرةٍ في بلدٍ يحكمه رجال الدين منذ أكثر من أربعة عقود، في وقت يتصاعدُ الغضبُ في إيران.
 المظاهرات التي تجتاح إيران على خلفية مقتل الشابة الكرديّة جينا أمينيّ في 16/9/2022 في مركز لشرطة الأخلاق، كانت الشرارة لخروج الاحتجاجات في مدينة سقز مسقط رأسها، ثم لتجتاح مختلف المدن الإيرانيّة بما فيها العاصمة طهران ويشارك فيها مختلفِ مكونات الشعبِ الإيرانيّ، وكعادتها واجهت السلطات الإيرانيّة التظاهر بمزيد من القمعِ، وبررت ذلك بنظرية المؤامرة، ولا توجد إحصائية دقيقة لعدد الضحايا خلال الأحداث المستمرة حتى اليوم.
في حادث مماثل اندلعت مظاهرات بعد 15/5/2015، إثر مقتل امرأة كرديّة تُدعى فاريناز خسرواني في الخامسة والعشرين من العمر، سقطت من الطابق الرابع في فندق في مدينة مهاباد أثناء محاولتها الهرب من محاولة اعتداء ضابط إيرانيّ عليها، وعمّت موجات الاحتجاجات المدينة واندلعت اشتباكات واسعة في مدينتي مهاباد وبوكان وعموم كردستان إيران بين الشباب وأهالي المدينة من جهة وعناصر وزارة المخابرات ورجال الأمن “الباسيج” من جهة أخرى. الذين اقتحموا منازل المواطنين واعتقلوا 200 شخص من الأهالي جراء الاشتباكات، ولقيت أصداء داعمة من الكرد في تركيا وسوريا وباشور كردستان الذين نظموا احتجاجات مماثلة، وأُرسلت تعزيزات أمنيّة إلى مدن بوكان، مريوان، سقز وسنندج لمنع خروج هذه الاحتجاجات عن السيطرة.

kitty core gangbang LetMeJerk tracer 3d porn jessica collins hot LetMeJerk katie cummings joi simply mindy walkthrough LetMeJerk german streets porn pornvideoshub LetMeJerk backroom casting couch lilly deutsche granny sau LetMeJerk latex lucy anal yudi pineda nackt LetMeJerk xshare con nicki minaj hentai LetMeJerk android 21 r34 hentaihaen LetMeJerk emily ratajkowski sex scene milapro1 LetMeJerk emy coligado nude isabella stuffer31 LetMeJerk widowmaker cosplay porn uncharted elena porn LetMeJerk sadkitcat nudes gay torrent ru LetMeJerk titless teen arlena afrodita LetMeJerk kether donohue nude sissy incest LetMeJerk jiggly girls league of legends leeanna vamp nude LetMeJerk fire emblem lucina nackt jessica nigri ass LetMeJerk sasha grey biqle