سياسية - اجتماعية - ثقافية - عامة، تأسست عام 2011

من القوة الخشنة إلى الناعمة لإنشاء إقليمٍ ناطقٍ باللغة التركيّة

رامان آزاد_

احتلت أنقرة مناطق في شمال سوريا عبر العدوان واستخدام القوى الخشنة، ما مكّنها من السيطرة على الأرض وإرهاب أهلها، وفور الاحتلال بدأ دور القوى الناعمة المتمثلة بالمنظمات والجمعيات وبناء المساجد وتعميم اللغة التركيّة، فلم تكتفِ بفرضِ اللغةِ التركيّة في المناهج المدرسيّة بل سعت في خلقِ الظروفِ لزيادة الطلب في تعلمها، لتفتتح على هذا الأساس معاهد ومراكز ثقافيّة، وتتطلع بالنتيجة إلى إنشاء إقليم ناطق باللغة التركيّة شمال سوريا.
بالنشيد التركيّ اُفتُتِح معهد يونس إمره
إمعاناً في ترسيخ اللغة التركيّة وجعلها متداولة في عفرين المحتلة تواصل سلطات الاحتلال افتتاح المعاهد التعليميّة خارج إطار المدارس والمناهج التعليميّة، ويأتي ذلك مقابل إجراءات تهميش اللغة الكرديّة وهي اللغة الأم لأهالي عفرين الأصلاء.
افتتح الخميس 31/8/20223 مركز ثقافيّ في معهد يونس إمره الثقافيّ في مدينة عفرين المحتلة، وذلك بحضور رئيس المعهد البرفسور شرف أتيش. ويهدفُ المعهد إلى تعليم اللغة التركيّة بالدرجة الأولى إلى جانب فنون أخرى بهدف الاستقطاب مثل الخط العربيّ والرسم والموسيقى وغيرها.
وسبق أن اُفتتحت مراكز ثقافيّة ولغويّة تركيّة في عفرين المحتلة، ففي 22/9/2021 اُفتتح فرع لمعهد “يونس إمره” الثقافيّ بحضور رئيس المركز البروفيسور “شرف آتيش” وشخصيات سياسيّة ومدنيّة. وخلال الافتتاح قال الأكاديميّ التركيّ جلال أرباي في تصريح إعلاميّ: “إعزاز لنا، عفرين لنا، بكينا عندما بكى الشعب السوريّ…”، وفي 28/1/2021 افتُتح مجلس عفرين المحليّ بالتعاون مع مديرية التربية والتعليم “مركز الأناضول الثقافيّ في عفرين”. علاوةً على مدارس إمام وخطيب التي تدرّس وفق المناهج التركيّة.
وفي مدينة الباب المحتلة اُفتتح معهد باسم “يونس إمره” الجمعة 25/8/2023، وقال رئيس المعهد شرف أتيش: “هدفنا الرئيسيّ هو تعليم اللغة التركيّة لـ300 ألف طفل في المنطقة في المقام الأول”، مشيراً إلى من حملة تعليم اللغة التركيّة للأطفال في الشمال السوريّ، “إدماجهم في الثقافة التركيّة”.. ويقول أتيش “استمراراً لنشر الثقافة وتعليم اللغة التركيّة سيتم افتتاح فرعين جديدين للمعهد في جرابلس وعفرين… بدأنا حملة تعبئة تركيّة في جميع أنحاء المنطقة”.
ويبدو من خلال العدد الكبير للأطفال المستهدفين بخطةِ تعليم اللغة التركيّة، أنّ أنقرة تعملُ على إيجادِ بيئةٍ ناطقةٍ باللغةِ التركيّةِ في المناطقِ التي تحتلها ما بين منطقتي جرابلس والباب. ومن المؤكد أنّ تعليمَ اللغة التركيّة يتضمن تمرير الثقافة والتاريخ التركيّين، وتمجيدَ التاريخ والرموز التركيّة، وسيكون لذلك آثار بعيدة المدى وبخاصةٍ مع التركيّز على تعليم الأطفال.
بالمجمل تجاوزت أنقرة كلّ توصيفات الاحتلال العسكريّ في عفرين، إلى إعادةِ صياغةِ المجتمع، واستبداله بآخر جديدٍ، بهدف إيجادِ مجتمع ينطقُ باللغةِ التركيّةِ بصورةٍ طبيعيّة، وتحقيق هذا الهدف خطوةٌ تمهيديّة تنفتح على كثير من الاحتمالاتِ، وبخاصةٍ إذا أخذنا بالاعتبار أنّ المنطقةَ المستهدفة هي ما تعتبره أنقرة أراضي “الميثاق المليّ”.
صحيحٌ أنّ أنقرة فرضتِ التتريكَ وإجراءاتِ الربطِ الإداريّ والاقتصاديّ والأمنيّ، لكنّ ما يتعلقُ بالجانب التعليميّ أكثر عمقاً فهو يستهدفُ الناشئة، ولذلك كان تغييرُ المنهاجِ الدراسيّ أولى إجراءات الاحتلال، ومع تعليم اللغة تتسرب الثقافة التركيّة والعادات والخصوصيات والتاريخ والعقيدة، وتتطلع أن يتبنى الطلاب الرؤية التركيّة بالكامل. وفي آب/أغسطس 2020، قال موقع “ميركور” “الألماني إن القوات التركيّة في سوريا تقوم بممارسة التأثير الثقافي في سوريا، حيث يتم تدريس اللغة التركيّة في المدارس، ويتم تعليم الإسلام التركيّ وتستخدم الليرة التركيّة أيضاً كوسيلة للدفع”.
تجاوزت أنقرة تعليم اللغة التركيّة في المدارس إلى افتتاحِ المعاهد الخاصة لتعليم اللغة التركيّة، وأتاحت في هذه المراكز المجال لبعض الهوايات والفنون كالموسيقا والرسم، ولكنها لا تنفصل عن إطار التتريك العام والثقافة التركيّة. ولم يكن صدفة تزامنُ افتتاحِ فروع جديدة لمعهد “يونس إمره” الثقافيّ، مع السنويّة السابعة لأولِ عدوانٍ تركيّ على شمال سوريا واحتلال مدينة جرابلس في 24/8/2016. وهي الهجمات الاحتلالية التي التي أُريد بها كسرُ جسرِ التواصل الجغرافيّ بين مناطق شمال سوريا.
خلقُ الظروف للإقبال على تعلّم التركيّة
يتحدث الإعلام التركيّ عن زيادةٍ ملحوظةٍ بعدد الطلبة في مدن وبلدات ريفي حلب الشماليّ والشرقيّ، الذي يتبعون دورات تعليميّة عامة ومعاهد خاصة لتعليم اللغة التركيّة، وتزعم بوجود إقبالٍ كبيرٍ على اللغة التركيّة، والحقيقة أنّ سلطاتِ الاحتلال التركيّ خلقتِ الظروفَ التي تدفع بالطلاب وعامة الناس لتعلمِ اللغة التركيّة، ليس من قبيلِ الرغبةِ، بل الحاجة كأمر واقع، والمسألة لا تنحصرُ بالظروف الحالية، بل بضبابيّة المشهد السياسيّ وعدم وضوح الرؤية بالنسبة لمستقبلِ الأزمةِ السوريّةِ.
من جملةِ الإجراءات المتخذة، رفعُ مديريات التربية التابعة للاحتلال عدد الحصص الأسبوعيّة لمادة اللغة التركيّة في مراحل التعليم الثلاث (الابتدائي والإعداديّ والثانويّ)، ما زاد عدد الشواغر للمعلمين بالمدارس، ويخضع معظم المعلمين لدورات إضافيّة باللغة التركيّة بعد توظيفهم.
معظم المهتمين بدراسة اللغة التركيّة سواءً في المعاهد الخاصة والعامة والجامعات، يرون ضرورة تعلم اللغةِ التركيّة بسببِ خضوع مناطقهم للسيطرة التركيّة، وكذلك للحصول على فرصةِ عمل. فقد ألزمت أنقرة المؤسسات التابعة لما تسمّى “الحكومة السوريّة المؤقتة”، بتوظيفِ من يتقن اللغة التركيّة حصراً، كما تستدعي الحاجة لتعلم التركيّة في سياق الحياة اليوميّة والتواصل مع الموظفين الأتراك الذين يديرون مختلف المؤسسات في المنطقة وانتشار الشرطة التركيّة.
ولا تُعتبر اللغةُ التركيّة لغة أساسيّة للسوريين، باستثناء التركمان الموجودين بالمنطقة، ولذلك تُواصل المجالس المحليّة التابعة للاحتلال تشجيع الناس على تعلمها، وتسهّل افتتاح المعاهد الخاصة بها، إلى جانب المراكز الثقافيّة التعليميّة التي افتتحتها السلطات التركيّة في المنطقة.
وعلى سبيل المثال تدرس معاهد التعليم الثانويّ الخاصة في بلدة مارع مدينة، تدرس “منهج إسطنبول” لطلابها، و”منهج يونس إمرة” للغة التركيّة. أما في مدينة الباب، فيدرس الطلاب في “مركز الأناضول” و”معهد يونس إمره” التابعين لوزارة التربية التركيّة، فضلا عن “مؤسسة التركماني”.
إطلاقُ أسماء تركيّة
السؤال المطروح يدور حول استراتيجية أنقرة لتعزيز وجودها العسكريّ والثقافيّ والإداريّ في المنطقة ذات الغالبية الكردية الكائنة بين جرابلس وعفرين وأريافها، وإدامة هذا البقاء عبر تأثير اللغة. تشير الدلالات الأولية إلى مواصلة تركيا نشر ثقافتها ولغتها في المدن السوريّة الخاضعة لنفوذها العسكريّ، منها اللافتات باللغة التركيّة على أبواب الدوائر الرسميّة، ورفع العلم التركيّ، ونشر عبارة ليس للتآخي حدود باللغتين العربيّة والتركيّة، على جدران المدارس، ومداخل المدن، علاوة على وجود موظفي استعلامات وإداريين أتراك في مستشفيات مارع والراعي وإعزاز والباب، وداخل الدوائر الرسمية، وفي الأقسام الأمنيّة. وكل ذلك فرض على السوريين، وإن بصورة غير مباشرة، تعلم اللغة التركيّة، لتسهيل التعامل مع الموظفين والمسؤولين الأتراك الذين يديرون العمل في قطاعات الصحة والتعليم وخدمات البريد والصرافة والكهرباء والمياه والهاتف، إضافة للمسؤولين الأمنيين والعسكريين.
عمدت المجالس المحليّة، التابعة لما يسمى “الحكومة السوريّة المؤقتة” إلى استبدال الأسماء العربيّة لبعض الشوارع والأماكن العامة، كالحدائق، فضلاً عن المستشفيات، بأسماء تركيّة. وقام المجلس المحلي في إعزاز، في 15/8/2023 بإطلاق اسم النائب الأول لوالي محافظة كليس التركيّة عمر يلماز على حديقة وسط المدينة، ما أثار ردود فعلٍ غاضبة ودعوات للاحتجاج ووُجهت الانتقادات إلى المسؤولين السوريين في المجالس المحليّة.
في مدينة الباب أطلقت مديرية التربية التابعة للاحتلال اسم ضابط تركيّ قُتل في سوريا ويدعى دوران كسكين على إحدى المدارس، ولم تأخذ بالاعتبار اسم المدرسة السابق “آمنة بنت وهب”، وما لهذا الاسم من اعتبارات دينيّة فهي أم النبي محمد “ص”، وقام أحد النشطاء بإزالة الاسم التركيّ، إلا أنّه تعرّض للاعتقال.
في يوم 12/1/2020 تم الاحتفال بإطلاق اسم الوالي التركيّ “أحمد تورغاي إمام غيلار” على مدرسة ثانوية في مدينة جرابلس، وذلك في ذكرى وفاته وكان إمام غيلار توفي في جرابلس قبل نحو عام إثر سكتة قلبيّة.

إضعافٌ متعمدٌ للغةِ الكرديّة
نشرت منظمة سوريون من أجل الحقيقة والعدالة يوم الخميس 16/3/2023 تقريراً مطولاً حول واقع المناهج التعليمية في إقليم عفرين المحتل، وسياسة فرض التتريك مقابل فرض التضييق على اللغة الكرديّة. واستشهد التقرير بالمادة 47 من اتفاقية جنيف الرابعة التي تحظر قوة الاحتلال من القيام بتغييرات جوهرية في المؤسسات والقوانين القائمة في المناطق المحتلة استناداً إلى روح المادة 43 من لائحة لاهاي لعام 1907.
فرضت تركيا بعد احتلال عفرين تعليم جميع المواد باللغة العربية وأعطت أهمية للمواد الدينية واللغة التركيّة، وافتتحت مدرسة ثانوية إسلامية تركية على غرار مدارس “إمام وخطيب”، وقام وقف الديانة التركيّ ممثلاً عن الرئاسة التركيّة ورئيس جامعة الزهراء بزيارة المنطقة لافتتاح مشاريع تعليمية دينية، وكذلك افتتاح دورات تعليمية وأنشطة عبر جمعيات ومدارس خاصة منها جمعية “شباب الهدى” التي تروّج لأفكار العثمانية الجديدة تحت مسمى التنوير والإرشاد لتصحيح “معتقدات الأهالي وأفكارهم”.
أصدرت وزارة التربية التركيّة قراراً بتخصيص أربع حصص أسبوعية لكل من اللغة التركيّة والكرديّة، إلا أنه تم تخفيض نصاب اللغة الكردية إلى حصتين عمداً لإضعاف اللغة والثقافة الكرديّة بحجة عدم توفر الكادر التدريسيّ، وأصبحت اللغة الكردية اختيارية، بدون امتحان نهائيّ، ويتم التقليل من شأنها ومحاولة حذفها من المنهاج، ولا تدرس اللغة الكردية نهائياً في بعض النواحي بالمقابل تحظى اللغة التر كية بأهمية أكبر ويخصص لها أربع حصص أسبوعياً، وهي إجبارية وتدخل في المنهاج المقرر والنجاح والرسوب والمعدل العام وتمت زيادة حصص التربية الدينية الإسلامية لتصبح خمسة أسبوعياً، والاستمرار في استبعاد الكرد من المناصب الإداريّة في السلك التربويّ. ويرجع التقرير بحسب إحدى الشهادات ضعف الاهتمام والتقييد على اللغة الكردية إلى “الفراغ السياسيّ والإداريّ للقوى السياسيّة الكرديّة”.
أدخلت اللغة التركيّة إلى المدارس بطريقة ثانوية، وأنشئت مدرسة باللغة التركيّة في راجو، ومدرسة إسلامية شبيهة بمدارس “إمام وخطيب”، إضافة إلى مدارس أخرى تمولها تركيا. وكان حظر اللغة الكردية الخطوة الأخيرة في مسار محاولات تغيير التركيّبة السكانية في عفرين واضطر السكان المحليون لتعلّم اللغة التركيّة، ويحتوي كتاب تعلم اللغة التركيّة الإشارات والرموز القومية التركيّة.
يتم الحديث في مادة اللغة التركيّة عن النشيد القوميّ والعلم التركيّ والثقافة التركيّة، وفي الجامعة تُلقى محاضرات لكتاب وأدباء أتراك. وتقوم العديد من المنظمات العاملة بالمنطقة والمراكز التي تدعمها تركيا بافتتاح دورات تعليم اللغة التركيّة في عفرين، وتولي اهتماماً بالغاً باللغة التركيّة مثل مركز “يونس إمرة”، وتستقطب دورات اللغة التركيّة فالشباب بشكلٍ خاصٍ، إضافة للكوادر التدريسية، وتقدّم مبالغ مالية تحت مسمى “بدل حضور” يقدر بنحو 15 دولار عن كل يوم حضور وكذلك تنشط منظمة “الرواد”.
ربط المصير مع السياسة التركيّة
في سعيها لتحقيقِ أهدافها التوسّعية، تتبنى أنقرة سياسةَ تتريكٍ مَنهجيّة في المناطق الخاضعة لسيطرتها في شمال سوريا. وتطبق خطتها بصورٍ عديدةٍ أولها التغيير الديمغرافيّ بترحيلِ أهالي المنطقة الأصلاء بالعدوان وعرقلة عودتهم، وكذلك باستقدام مستوطنين من باقي المناطق السوريّة من العرب والتركمان، وإيجاد مجتمع بديل، ومن بعدها سلسلة إجراءات إداريّة وربط المناطق المحتلة بالولايات التركيّة المقابلة والاقتصاديّ والأمنيّ والقضائيّ والتعليميّ، وتستكمل جملة التغييرات بتغيير هوية المنطقة التاريخيّة بإمحاءِ كلّ التلال الأثريّة وإبادة البيئة وتحويل الغابات الحراجيّة إلى يباب والجبال إلى جرود. كما تتضمن خطةُ التتريك، التسويقَ لادعاءاتٍ تاريخيّة وتغيير أسماء القرى والساحات العامة، وكتابة اللافتات باللغة التركيّة، لإدراجِ الرموزِ والأسماء التركيّة في الحياة العامة.
نشرُ العلم التركيّ وصور أردوغان بكلّ مكان عملٌ متعمدٌ مع إطلاقِ أسماء تركيّة على المرافق العامة، كي يعتادَ الناسُ حضورَ المفردات التركيّة في حياتهم اليوميّة. فالمطلوبُ ليس مجتمعاً تابعاً لتركيا، بل إيجادُ مجتمعٍ تركيّ بالكاملِ، وبتقاليد تركيّة! ولا ينفصل تدميرُ المواقع الأثريّة عن هذا السياق، والغاية محو الذاكرة المكانيّة بالكاملِ، وكأنّ التاريخ يبدأ منذ الحقبة العثمانيّة أو الاحتلال التركيّ للمنطقة، وإلغاء كل ما عداه.
التتريك خطوة تمهيديّة، تعمل عليه أنقرة بهدوء، ولنتصور أنّ أنقرة ستُرحّل مئات آلاف السوريين اللاجئين على الأراضي التركيّة، وهم بصورة طبيعية يتحدثون اللغة التركيّة وأبناؤهم يتفوقون عليهم في إتقانها.
المجتمع الذي أنشأته أنقرة في عفرين مثلاً لا يفتقر إلى عوامل التجانس والتآلف وحسب، وإنّما بغايةِ التناقضِ، وإذا كان انتماؤهم إلى بيئات مختلفة مولّداً للخلافات، فإنّ فوضى السلاح سيحوّل كلّ خلافٍ إلى صراعٍ مسلحٍ، وبالمطلق فإنّ هذا المجتمع الهجين عالة على المنطقةِ ويعتاش على خيراتها، وتُمارس أعمال السلب والنهب على نطاق واسع كما تفرض الإتاوات على أدق تفاصيل الحياة بما في ذلك إتاوة عبور الطرق العامة، وتُوجّه للمواطنين الكرد الاتهامات الملفقة لتحصيل الأموال منهم، وبذلك يفتقر هذا المجتمع لعوامل الاستقرار ويعتمد كليّاً على تركيا كأمر واقع. وهذا الاعتماد يتجاوز الحاجاتِ اليوميّة إلى حالةِ خضوعٍ وانصياع وانسلاخٍ عن الهوية الوطنيّة السوريّة، وربط المصير مع السياسةِ التركيّة.
بنهاية المطاف، تسعى أنقرة لفرضِ أمرٍ واقع، ربما يهدف إلى إعادةِ ترسيم الحدود في مرحلة لاحقةٍ بالمستقبل والذريعة وجود مجتمعٍ ناطق باللغة التركيّة. وسيكون صمت المجتمع الدوليّ عاملاً مشجعاً لأنقرة للمضي في سياستها.
kitty core gangbang LetMeJerk tracer 3d porn jessica collins hot LetMeJerk katie cummings joi simply mindy walkthrough LetMeJerk german streets porn pornvideoshub LetMeJerk backroom casting couch lilly deutsche granny sau LetMeJerk latex lucy anal yudi pineda nackt LetMeJerk xshare con nicki minaj hentai LetMeJerk android 21 r34 hentaihaen LetMeJerk emily ratajkowski sex scene milapro1 LetMeJerk emy coligado nude isabella stuffer31 LetMeJerk widowmaker cosplay porn uncharted elena porn LetMeJerk sadkitcat nudes gay torrent ru LetMeJerk titless teen arlena afrodita LetMeJerk kether donohue nude sissy incest LetMeJerk jiggly girls league of legends leeanna vamp nude LetMeJerk fire emblem lucina nackt jessica nigri ass LetMeJerk sasha grey biqle