سياسية - اجتماعية - ثقافية - عامة، تأسست عام 2011

منطلقاتُ وتوجّهاتُ واشنطن بالشرقِ الأوسط

تحقيق/ رامان آزاد –

نصف قرنٍ من التناقضِ الأيديولوجيّ بين معسكرين كلاهما وليدُ ثورةٍ، فالرأسماليّةُ جاءت نتاجَ الثورةِ الصناعيّةِ بعد عصر التنوير الأوروبيّ، فيما كانت الشيوعيّة الابنَ البار للثورة البلشفيّة 1917، ومرّت مراحل من التنافسِ وسباقِ التسلحِ بين المعسكرين، حتى عام 1991 ومشروع البيروسترويكا أو إعادة البناء وهيكلةِ الدولةِ، وسقوط الاتحاد السوفيتيّ ما أدّى إلى تصاعدِ الأيديولوجيا الليبراليّةِ وتنامي صورتِها الرأسماليّةِ المتوحّشةِ واندفاعِها بالشكلِ الذي مثلته العولمةُ التي تعتبرُ ظاهرةً اقتصاديّةُ وامتداداً طبيعيّاً لمنطقِ الرأسماليّةِ الغربيّةِ لفرضِ توجهاتها على العالم والتبشير بالليبراليّة المطلقة. واحتفل المعسكر الغربيّ بانحسارِ الشيوعيّةِ واعتبره انتصاراً له، وانتقل العالم إلى مرحلة القطبيّة الأحاديّة.
تصوّرٌ أمريكيّ استباقيّ للسياسةِ العالميّةِ

عام 1997صاغ غلاةُ التيارِ المحافظ (الصقور) في الولايات المتحدة الأمريكيّة، وثيقة (‏PNAC) The Project of New American Century  الشهيرة وهو مشروعُ القرن الأمريكيّ الجديد، متضمناً المحافظة على النفوذِ الأمريكيّ وبسطِ السيطرة على كلِّ العالم، ووصفتِ الوثيقة مهمة القوات المسلحة الأمريكيّة بأربع نقاط هي: (تخوض، تحسمُ النصرَ في حروبٍ كبيرةٍ متزامنةٍ، تتخذُ الإجراءاتِ الواجبةِ، وتعيدُ التركيب لتوفير الأمن بالمناطق المتوترة) ومهندسو الوثيقة هم ديك تشيني نائب الرئيس، دونالد رامسفيلد وزير الدفاع، ريتشارد بيرل رئيس سابق للجنة الدفاع، وآخرون، ومضت واشنطن في سياستها الخارجيّةِ بوحي هذه الوثيقةِ.
ومع بدايةِ الألفية الثالثة؛ تلقّت الولاياتُ المتحدةُ ضربةً موجعةً في عقر دارها عبر أحداث 11 أيلول 2001 وانهيار برجي التجارة العالميّ، فاُتخذ قرارُ التدخلِ العسكريّ بأفغانستان ومن بعده العراق، وخاضت واشنطن وقتها تجاربَ مضنيةٍ وتحمّلت خسائرَ كبيرةً، ولم يعدِ البيتُ الأبيضُ يحتملُ فاتورةَ الحربِ وقتل جنودِه، فتعزّزتِ القناعةُ لدى منظرين وسياسيّين أمريكيين كُثر بتغيّرِ الأوضاعِ والوقائعِ السياسيّةِ حولَ العالمِ.
أشار ريتشارد هاس رئيسُ مجلس العلاقات الخارجيّة الأمريكيّة، في كتابه “الفرصة” إلى أنّ على الأمريكيّين نخبةُ وعواماً، بضرورةِ ملحّةٍ وحاجةٍ يقينيّةٍ لتحقيقِ التعاونِ والتكاملِ الدوليّين، ورأى أنّ فرضيّةِ القوةِ المفرطة لدى واشنطن ستبقى قوةُ ناقصةُ إن مضت بمفردِها حولَ العالمِ، فالمجابهاتُ الدوليّةُ تحتاجُ شراكاتٍ وقوى مجتمعيّةٍ للتغلبِ على الحوادث. وذهب “هاس” إلى أنّه لا ينبغي على الأمريكيّين انتظارُ حدوثِ الأزمةِ القادمةِ، بل عليهم الانفتاحُ على قوى العالم الكبرى كالصين وروسيا وأوروبا واليابان ودول الاقتصاديات الناهضة كالهند والبرازيل وإندونيسيا وجنوب أفريقيا للتشاور، وتحديدِ قواعد عملٍ مشتركةٍ للتعاملِ مع المتغيرات الدوليّة.
مضت إدارةَ جورج بوش الابن وراءَ الهواجسِ العقائديّةِ المفبركة أو المبالغ فيها، والتي انطوت على الإصغاءِ للشخصياتِ النافذةِ قادةِ المجمعِ الصناعيّ العسكريّ الأمريكيّ، باعتبارهم من يحكمون الولاياتِ المتحدة فعلاً، لتنتهيَ ولاية بوش الابن الثانية، بإصرارٍ على انفرادِ واشنطن والتأكيد على أحاديّة القطبيّة، ما كلّف الإمبراطورية الأمريكيّة الجامحة بطموحاتِها باهظاً أو ما يمكن أن نسمّيه وفق مصطلحاتِ الاقتصاد “تكلفة الفرصة البديلة أو الضائعة”، وترتبت جرّاء ذلك نتائج عدّة، منها:
ــ أنَّ القرن الحادي والعشرون لن يكون قرناً أمريكيّاً بامتياز، كما حلم “المحافظون الصقور”، ولا قرناً أحاديَّ القطب، بل عصر تعددِ الأقطابِ الذي يطيحُ بالنظامِ العالميّ الجديدِ، الذي بشّر به جورج بوش الأب غداة انهيار الاتحاد السوفييتيّ عام 1991.
ــ انحسار النفوذِ الأمريكيّ بمنطقةِ الشرقِ الأوسط، ولكن ستسعى واشنطن للمحافظة ما أمكنها على مصالحها، رغم عدم الانفراد بنفوذها بالمنطقةِ كما كانت، وسيعتلي المسرح لاعبون جدد ينافسون واشنطن الدورَ، وهو ما يتجلى اليوم بالدورِ روسيا المتنامي واقعاً، وكذلك الدور الصينيّ الملتحفِ بمشاريع واتفاقياتِ التعاونِ الاقتصاديّ.
ــ الفراغ القائمُ بين الحكومات والأنظمة القائمة بالشرق الأوسط وغيابُ الديمقراطيّة وسوءُ الحالةِ المعيشيّة عاملٌ مساعدٌ على الحراك الشعبيّ وهو الذي قاد إلى ظهورِ الإسلام السياسيّ الذي يقوم بسدِّ الفراغِ الثقافيّ والسياسيّ السائد بالمنطقة تدريجيّاً، ويحاول تأسيسَ تنظيماتٍ تستقطبُ مزيداً من الأفرادِ لأسبابٍ عقائديّةٍ وفكريّةٍ وبسببِ الفقرِ والبطالةِ، ولتصبحَ القوميّة العربيّة والاشتراكيّة من قصص الماضي ومعها القضيةُ الفلسطينيّة، وفي مواجهة مواجهات الإرهاب وفساد الأداء الإداريّ سترتفعُ الدعواتُ للديمقراطيّةُ من أجل مستقبل المنطقة.
ــ ستواصلُ الحكوماتُ الوراثيّةُ دفع أموال طائلة في معركةِ الحفاظ على البقاء، وستُقبِلُ على صفقاتِ سلاحٍ ضخمةٍ لن تستخدم في أيّة مواجهة مع إسرائيل، وستعملُ على استثمارِ الأموال بحروب داخليّة ودعم تنظيمات الإسلام السياسيّ.
من أوباما إلى ترامب والمتغيّر بسياسة واشنطن
يقدّم هاس في كتابٍ آخر عنونه باسم “عالم تكتنفه الفوضى: السياسة الخارجيّة الأمريكيّة وأزمة النظام القديم”، رؤيةً مخيفةُ عن عالم يهتزُ فيه وضعُ الولاياتِ المتحدة، مع تداعياتِ ونتائجِ هذا الاهتزاز على نواحي الحياة الدوليّة كافة، ويُلخص تصوره بقوله: “لم يعد النظام العالميّ الذي تقودُه الولاياتُ المتحدة قابلاً للاستمرارِ بعد انهيار أركانه الأساسيّة”، ما يعني أنَّ البنية الهيكليّة للسياسات الدوليّة ما بعد الحربِ العالمية الثانية، وطوال عقودِ الحربِ الباردةِ، قد أُسدل الستار عليها، فالعالمُ يعيشُ اليوم ما يُطلق عليه “عصر الفوضى” الذي تسودُه التهديداتُ والتحوّلاتُ السريعةُ وغير المتوقعةِ.
هناك نظرياتٌ تقولُ إنّ سياسةَ الرؤساء بعد بوش الأب قادت للوصول إلى هذا المصير السوداويّ للعالم من خلال الحروب الخارجيّة، وأنَّ سياسةَ الرئيس أوباما كانت مموّهةً إلى حدٍّ كبيرٍ، وبُولغ بعقدِ الأمل عليه، وأنّه هيأ المقدماتِ الأولى لعصرِ الفوضى إذ تبنّى سياسةَ أحجم بمقتضاها عن التدخلِ في مواقعَ كانت تتطلب إقداماً، وعمل بنظرية القيادةِ من خلفِ الكواليس، وتركَ ثغراتٍ كثيرة ليملأها فلاديمير بوتين، وكذلك دورُه بإحداثِ إرباكٍ دوليّ بتحالفاته العلنيّة والسريّة مع جماعات الإسلام السياسيّ خلال سنوات ما عُرف بـ”الربيع العربيّ في تونس ومصر، ما أوصل الإخوان المسلمين للحكم.
من أوباما إلى ترامب الشخصيّة المثيرة للجدل ورجلِ الأعمال المخضرم, والذي ركّز على الاقتصاد في حملته الانتخابيّة، لدرجة لم يُستشف منها أنّه رجلُ سياسة، واستطاع عبر خطابه الشعبويّ كسبَ الناخبِ الأمريكيّ بصيغةٍ أقربَ للصفقةِ، فهو يعلمُ طموحاتِ المجتمعِ الأمريكيّ والمواطنين، فركّز على البرنامج الاقتصاديّ لمكافحةِ البطالةِ ومنحِ آمالٍ عريضة بتحسينِ الوضع المعيشيّ. ولعل الظروف ساعدت بسطوع نجمه، فقد كانتِ الولايات المتحدة تعيشُ مرحلة اقتصاديّة صعبة بسبب الطغمة الاقتصاديّة الحاكمة، وتراجع هيبتها عالميّاً مع المتغيراتِ الدوليّة وتعددِ الأقطاب.
استهلَّ ترامب عهدَه بشعارِ “أمريكا أولاً”، ليؤكّد للأمريكيين الحرصّ على مصالحهم وأن لا مزيدَ من الحروبِ، فاعتقد الأمريكيون أنَّه قادرٌ على قيادةِ عمليةِ التغييرِ والإصلاحاتِ، دون مزيدٍ من الحروب. ولكنه؛ بدون تمهيد أو تبريرٍ مسبقٍ كاد أن يجرُّ بلاده إلى مواجهاتٍ ساخنة من أدنى الأرض إلى أقصاها، بعد مرحلةٍ من الهدوءِ والتريث بداية عهده الرئاسيّ، فانقلبَ على سياسةِ سلفه ليطيحَ بالاتفاقِ النوويّ مع إيران ويفرضَ العقوباتِ عليها ويحشدَ دول الخليج لمعاداتها. وبعد حديث عن انسحاب من سوريا، تراجع وذهب إلى تعزيزِ الوجودِ الأمريكيّ فيها بسقفٍ زمنيّ غير واضح المعالم ثم ليغرّد بعكس ذلك ويفوّض تركيا بمحاربة بقايا مرتزقة داعش.
ترامب شخصيّة جدليّة في كلّ الأمور، سواءٌ بأسلوب مكافحة الإرهاب وعدم القبولِ بحماية مجانية للأصدقاءِ، والعلاقة مع تركيا وحلف الناتو، واستخدام العقوبات الاقتصاديّة سلاحاً للضغط ضدَّ المناوئين، وجملة من التغييرات بالعلاقات الخارجيّة منها الانفتاح على موسكو لدرجة أنّه متهم رجلُ موسكو. وبالمجمل ظهر ترامب كنموذجِ شخصية متمردة على السياسة الأمريكيّة المألوفة.
تشكّل مواجهةُ إيران حجر الزاوية في سياسةِ البيت الأبيض والقضية تتصل بضمان أمن إسرائيل، ولذلك يُركّز الجهدُ على إزاحةِ النفوذ الإيرانيّ من سوريا، وكان إبعادُ القواتِ الإيرانيّة مسافة 100كم عن الجبهاتِ الجنوبيّةِ شرط واشنطن لينفّذَ الجيشُ السوريّ العملية العسكريّة بمحافظة درعا، والتي كانت إشارةً واضحة من جانب واشنطن للمعارضة السوريّة برفعِ الغطاء عنها وعدمِ الاهتمام بمصيرها بالإطاحة بالنظام، وتدويرِ زوايا الخلاف مع موسكو، واعتبار أمن إسرائيل في مقدمة الأولويات.
اضطرابُ العلاقاتِ الأمريكيّة التركيّة يعودُ لأسبابٍ أعمقَ بكثير، إذ ليس بمقدورِ واشنطن مجاراةَ سياسةِ أردوغان المتهورة وطموحه الجامح بالمنطقة على حساب مصالحها، والتي تقومُ على الابتزازِ ودفع الولاياتِ المتحدةِ إلى ما لا تريد، والمرونةِ التي تُبديها واشنطن في صيغةِ تصريحاتٍ تعلن فيها “تفهمَها البراغماتيّ” لمخاوفِ أنقرة الأمنيّةِ فيما يتصل بالوجود العسكريّ لقوات سوريا الديمقراطيّة، هو ظاهرُ الأمر والحقيقة أنّ واشنطن تدافعُ عن استراتيجيتها بالمنطقة عبر المفصلِ السوريّ، وتدركُ أنّ الحوافز الروسيّة لأنقرة تصبُّ في مصلحةِ إيجاد اختراقٍ بحلف الناتو، وتحاولُ الاحتفاظ بدور تركيا لصالحها.
باختصار ما يحدث اليوم هو عودةٌ روسيّةٌ إلى صدارة العالم مقابل الأمريكيّ عبر البوابة السوريّة، فهل تُخلي واشنطن الميدان مجاناً لها؟ وهل يسمح جنرالات البنتاغون والسياسيون بمزيدٍ من العربدةِ التركيّةِ على الحدودِ؟
لا غورباتشوف أمريكيّ
يتطلع كثير من الأمريكيين إلى تصويبِ النظامِ السياسيّ لبلادهم بالنظرِ إلى الأخطاءِ التاريخيّةِ التي وقع فيها، ومدِّ جسورِ العلاقاتِ مع العالم؛ ذلك لأنّ علاقة البيت الأبيض قائمة على تصنيفِ العالم إلى حلفاء أو أعداء. كما أنّ النظام المجتمعيّ رغم كل التقدمِ قد تآكل بفعلِ حروب الإرهاب والأزماتِ الاقتصاديّة وتكنولوجيا المعلومات، وتلاشى ميراثُ الدروسِ والعبرِ التي تمّ تحصيلها بعد الحرب العالميّة الثانية والحرب الباردة.
على هذا النحو؛ فإنّ مجيء ترامب إلى سُدةِ الرئاسة ليس ثورةً طارئة، بل يعكسُ رغبة كامنة لدى المواطن الأمريكيّ دافع الضرائب، وهو المعوّل على إحداثِ تغييراتٍ حاسمةٍ في السياسةِ الأمريكيّةِ، والتي يمكنُ أن تكونَ صادمةُ للبعضِ حتى الأصدقاء، ورفعُ شعارِ “أمريكا أولاً” أخذ بألباب الأمريكيين إذ ينطوي على شيء من الانكفاء الأمريكيّ واعتبار المصالح الداخلية أولوية، بمعنى الانتقال من مرحلة النفوذ الجغرافيّ والعسكريّ إلى مرحلة النفوذ الاقتصاديّ, فالشارع الأمريكيّ كان يرى أن البلاد بحاجة إلى قادة اقتصاديين أكثر من قادة عسكريين وسياسيين يتسببون بعودة الجنود الأمريكيين محملين بنعوشٍ مع خسائر اقتصاديّة.
لم يكن ترامب بحاجة لزمن طويل لتنفيذ سياساتٍ أثارت المزيد من الجدل، وخاصة ما يتعلق بالشرق الأوسط، فمن التهديد بتطبيق قانون جاستا بحق المسؤولين السعوديين إلى زيارة الرياض وعقد صفقة تاريخيّة معها بمئات مليارات الدولارات ومن ثم صفقة مع قطر، والقول علناً “لا حماية مجانية لأحد” واعتماد سياسة الدفع المسبق، والانقلاب على اتفاق السداسيّة الدولية مع طهران وإلغاء الاتفاق النوويّ من طرفٍ واحدٍ فيما تمسّك الشركاءُ الأوروبيون بالاتفاقِ، وأصدر على التوالي سلسلةَ عقوباتِ اقتصادية شملت ثلاثي أستانه ليبدو واضحاً أنّ المسألةَ تتصلُ بسوريا، ومؤخراً بعد تأكيدات متواصلة على تواجد القواتِ الأمريكيّة المديد شرق سوريا يغرّد ويقرّرُ بانسحابها، في وقت تحشدُ تركيا قواتها على الحدود لبدء عملية عسكريّة، وإذ كنا نؤمن بأنّ الدولَ الكبرى لا تعتمدُ في سياساتِها على مصداقيّةِ المواقفِ، بل القوةِ، فليس من المعقولِ أن تتركَ واشنطن الساحةَ أمام النفوذِ الاحتلال التركيّ أو النفوذ الإيرانيّ إلا أن تكون قد عقدت صفقة غير واضحة المعالمِ مع موسكو، وحصّلت ضماناتٍ أو قامت بمناورةٍ سياسيّةٍ.
الجدلُ السياسيُّ الكلاسيكيّ في واشنطن بين الجمهوريُ والديمقراطيّ ما زال قائماً، ويُضاف إليه اختلافٌ بين البنتاغون والبيتِ الأبيضِ حول قرارِ الانسحاب من سوريا أدّى إلى استقالةِ وزير الدفاع جميس ماتيس، ومن بعد بريت ماكغورك المبعوث الأمريكيّ لدى التحالف الدوليّ، ومن المرجّح أن ترتفعَ الأصواتُ المعارضة لخطة الرئيس فمن غير المسموحِ أمريكيّاً أن يكون هناك نموذجٌ لغورباتشوف.
منطقةَ الشرقِ الأوسطِ مركزُ الزلزال المُسمّى بالفوضى الخلاقة أو الربيع العربيّ وبسبب مركزيّة موقعِها باتت كلُّ الدولِ تحتسبُ للهزاتِ الارتداديّة التي قد تتجلى بعمليات إرهابيّة بأماكن مختلفة من العالم وبخاصة أوروبا. وفي غياب تعاون دوليّ قادر على ضبط أداء السياسات الدوليّة ومع اختلال القوى وظهور أقطابٍ جديدة والتحفّظ بإقحام الجيوش النظاميّة ستتواصل حالة الاستثمار الوقح للمجاميع الإرهابيّة ونموذج الحربِ بالوكالةِ وفوضى انتشارِ السلاح، وتفاقمُ مشاكل الهجرة واللاجئين واحتمال الأسوأ بالنسبة لأبناء المنطقة عبر سياسة أنقرة التي تحتل مناطق سوريّة والتهديد بمزيد من العدوان عبر تدوير استخدام المرتزقة الإرهابيين.
kitty core gangbang LetMeJerk tracer 3d porn jessica collins hot LetMeJerk katie cummings joi simply mindy walkthrough LetMeJerk german streets porn pornvideoshub LetMeJerk backroom casting couch lilly deutsche granny sau LetMeJerk latex lucy anal yudi pineda nackt LetMeJerk xshare con nicki minaj hentai LetMeJerk android 21 r34 hentaihaen LetMeJerk emily ratajkowski sex scene milapro1 LetMeJerk emy coligado nude isabella stuffer31 LetMeJerk widowmaker cosplay porn uncharted elena porn LetMeJerk sadkitcat nudes gay torrent ru LetMeJerk titless teen arlena afrodita LetMeJerk kether donohue nude sissy incest LetMeJerk jiggly girls league of legends leeanna vamp nude LetMeJerk fire emblem lucina nackt jessica nigri ass LetMeJerk sasha grey biqle