صرّح عضو لجنة الرئاسة المشتركة في حزب الاتحاد الديمقراطي (PYD) صالح مسلم: إن الهجوم على الحسكة مشابه للهجوم على كوباني، والذي كان جزءاً من مخطط كبير لضرب الأمن، والاستقرار في المنطقة، وأكد أنه بفضل المقاومة البطولية فشل ذاك المخطط، وأشار إلى أن كوباني أصبحت رمزاً للانتصار والمقاومة..
ما أشبه اليوم بالأمس، وما أشبه ما جرى في الحسكة، بما جرى في كوباني عند الهجوم عليها من قبل مرتزقة “داعش”، وما أشبه ما خُطّط له في كوباني، بما حدث في الحسكة، وحتى يوم النصر النهائي على داعش، تزامن مع التاريخ نفسه لتحرير كوباني، فيا لخير النهايات، وخير بشارات النصر.
الهجومُ على سجنِ الحسكةِ هدفُه احتلالُ المنطقةِ
حول ذلك تحدث عضو لجنة الرئاسة المشتركة في حزب الاتحاد الديمقراطي، صالح مسلم في الذكرى السنوية لتحرير كوباني من رجس مرتزقة داعش الإرهابي، لوكالة فرات للأنباء، وعن سبب هجوم مرتزقة داعش على مدينة كوباني، قال مسلم: “حينما ينتبه المرء الى الخريطة في تلك الفترة، سوف يرى أن المنطقة من غرب سري كانيه، وحتى عفرين، كانت تخضع لسيطرة داعش، ولم تبقَ إلا كوباني على الحدود، وكان لا بدّ من احتلال كوباني من أجل الجمع بين هذه المدن كلها، فلم يكن هناك بديل آخر لهم”.
وتابع مسلم: “الآخرون كانوا قد استسلموا، من جرابلس إلى غربها، وكانت إعزاز ومنبج في أيدي داعش، في الجهة الجنوبية كانت تسيطر على صرين والرقة، في شرقي سري كانيه، كانت كري سبي تحت سيطرة داعش، بقيت كوباني فقط، لذلك ركزوا على كوباني لمواصلة احتلالها، والسيطرة على المنطقة كلها، فقد نُفِّذ الهجوم ضمن هذا الإطار، وبعد كوباني كان المخطط بالهجوم على المناطق الأخرى، والسيطرة عليها، وبعد ذلك كانت ستتولى زمام المنطقة تركيا، والمرتزقة الأخرى التابعة لها، وكانت ستشكل حكومة حسب مصالحها، وفي ذلك الحين كان الجميع يحاول السيطرة على كوباني، تركيا، وما يسمى الجيش الحر، وداعش أيضاً”.
وأوضح مسلم بقوله: “بمقاومة كبيرة تم إفشال ذاك المخطط، فبدأت ثورة روج آفا من كوباني، وانهزمت داعش في كوباني، لذلك أصبحت كوباني رمزاً للثورة، وللنصر، واستُهدفت من قبل الجميع، حيث تم طرد النظام السوري من هناك في البداية، ولأن روسيا كانت تدعم النظام السوري أيدت هذا الهجوم، ولأن خطط الدولة التركية كلها باءت بالفشل، دعمت هذا الهجوم، ولأنها أصبحت قضية كرامة فيما يتعلق بها، ولذلك سعت الى الانتقام من كوباني، وفي كل مرة كانت تصرح: أن كوباني على وشك السقوط”.
وبيّن مسلم: كوباني لعبت دوراً مهماً من ناحية العلاقات الدولية، والعلاقات بين الكرد أنفسهم، وفيما يتعلق بالكرد أصبحت كوباني قضية كرامة، فالكرد في كل مكان، دعموا وساندوا كوباني، فأصبحت وحدة الكرد رمزاً في كوباني، ولذلك يسعون الى القضاء على كوباني، وعلى تلك الأسطورة، ولذلك يهجمون عليها بكل قوتهم”.
قواتُنا أفشلتْ مخططاً كبيراً
وحول الهجوم على سجن غويران في الحسكة، تحدث مسلم فقال: “لقد كان مخططاً كبيراً، حيث قام داعش بتسخير تجاربه كافة في القتال في هذا الهجوم، ويبدو أن الهجوم كان قد خُطط له مسبقاً، من حيث التوقيت، وكيفية القيام به وكل ما يتعلق ببدء الهجوم، ومن أين سيهربون؟ كان قد تم التخطيط لهذا الهجوم منذ أكثر من ستة أشهر، فتمت دراسة كل شيء بدقة، والذين سيهربون من السجن إلى أين سيتوجهون؟ إلى البيوت، أم إلى مكان آخر، وكيف سيدخلون الى تركيا والى سري كانيه؟ فتم التخطيط لذلك كله.
واختتم صالح مسلم بالقول: حاولوا تنفيذ ذلك كله، ولكنهم فشلوا، فمثلما تم إفشال المخطط على كوباني، كذلك فشل هجوم الحسكة، وأصبح درساً لداعش، وللذين يدعمون داعش، والمخطط الذي كان مرتبطاً بقرارات آستانا، كان من أجل إفشال مشروع الإدارة الذاتية في شمال وشرق سوريا، قبلها طبقوا الحصار، وأغلقوا المعابر الحدودية كافة، بالرغم من هجوم مرتزقة تركيا من الجهات كلها، فشل هذا المخطط، وانتصرت الإرادة، والمقاومة في النهاية.
