مخيم “واشوكاني” جهود ذاتية وغياب للمنظمات الدولية

 تقرير/ايفا ابراهيم –

روناهي / قامشلو- برزت الحاجة الملحة لإنشاء مخيم يضم مُهجّري سري كانيه/ رأس العين، وكري سبي/ تل أبيض، بعد العدوان التركي على شمال وشرق سوريا وتزايد حدة القصف والهمجية التي قامت بها دولة الاحتلال التركي وتضاعف عدد المهجرين قسراً، وتم اختيار الموقع وتأمين وتجهيز البنية التحتية له بجهود الإدارة الذاتية.

الاحتلال التركي عمد إلى القصف العنيف والهمجي بشتى الوسائل البرية والجوية وعمد إلى الزج بعشرات الآلاف من جيشه ومرتزقته في الجبهة مما أدى لنزوح ما لا يقل عن 300 ألف نسمة من مدنهم وقراهم، وبخاصة بعد الهمجية والانتهاكات والإعدامات الميدانية الوحشية.

  وبشكلٍ طارئ ونتيجة لهذا العدوان الفاشي من قبل الغزو التركي أنشأت الإدارة الذاتية مخيم “واشوكاني” للمهجرين الهاربين من القصف والبطش.

الرئيسة المشتركة لمديرية شؤون اللاجئين والنازحين في إقليم الجزيرة كلستان أوسو، ناشدت جميع المنظمات الإغاثية والحقوقية بتقديم المساعدة لهؤلاء المهجرين الذين يواجهون أقسى الظروف الحياتية مأساةً.

ولمعرفة المزيد من المعلومات حول المخيم؛ ألتقت صحيفتنا روناهي مع الرئيسة المشتركة لمديرية شؤون اللاجئين والنازحين في إقليم الجزيرة كلستان أوسو؛ فحدثتنا قائلةً: “نظراً لتضخم أعداد النازحين من مناطق سري كانيه وتل أبيض والقرى المجاورة لها الذين يقطنون ضمن عدد من المدارس في الحسكة وقامشلو ويعيشون ظروفاً صعبة، والبعض الآخر يقطنون في مخيم نوروز، ناهيك عن الذين لجأوا إلى أحد أقاربهم في عدة مناطق، لكل ذلك كان لا بد من إنشاء هذا المخيم”.

وتابعت كلستان بأن الهجمات لم تتوقف وأعداد النازحين بالكامل وصلت إلى (300) ألف شخص، لذا قامت الإدارة الذاتية في شمال وشرق سوريا بأنشاء مخيم “واشوكاني” للنازحين، حيث يبعد المخيم 12 كلم عن مدينة الحسكة على طريق تل تمر بالقرب من مدينة توينه، وتقدر مساحته بـ 260 دونم، وقابلة لضم من 2600 عائلة إلى 3000 عائلة.

والجدير بالذكر بأن الأرض التي خُصصت لإنشاء المخيم بها غير قابلة للزراعة.

وأشارت كلستان بأن بداية قدوم النازحين إلى المخيم تم نصب عشرة خيم كبيرة لتضم كل خيمة عشرة عوائل، وبعد الانتهاء من تصميم مخطط للمخيم وتنظيف الأرض من بقايا الحجر وشق الطرقات تم نصب خيم فردية لكل عائلة، إضافة إلى أن الهلال الأحمر الكردي يقوم بتجهيز الصرف الصحي في الوقت الحالي.

وأضافت “يضم مخيم واشوكاني أكثر من 529 عائلة حتى الآن وأعداد النازحين تزداد يوماً بعد يوم”. والجدير بالذكر بأن هنالك حوالي 200 شخص من النازحين يعيشون في مخيم نوروز في مدينة ديرك.

تقاعس المنظمات الإغاثية بتقديم المساعدة للمخيم

وأكدت كلستان بأن الإدارة الذاتية في شمال وشرق سوريا وبالتعاون مع الهلال الأحمر الكردي ومنظمة روج آفا فقط قاموا بتجهيز كافة المخيم وتقديم المساعدات حتى الآن، وسط غياب المنظمات التي تنادي باسم حقوق الإنسان ، وشددت قائلةً: “هنالك الكثير من النواقص في المخيم ولم يتم تجهيزه بعد كاملاً بسبب إنشاءه في وضع طارئ وبأقصى سرعة ممكنة”.

وبالنسبة للنواقص ضمن المخيم قالت كلستان، بأن هنالك الكثير من النواقص منها عدم توفر الكهرباء ضمن المخيم والدراسة لتمديد خطوط الكهرباء مستمرة، إضافة لعدم وجود مكان لإعداد الطعام وكافة احتياجات اليومية للنازحين، ولكنهم بصدد إنشاء مطبخين كبيرين.

ونظراً لقدوم فصل الشتاء أكدت كلستان بأنهم في أقرب وقت سيقومون بتوزيع المدافئ إضافة إلى مادة الكاز على جميع العوائل ضمن المخيم، وذلك بتوزيعها عن طريق الكومينات التي تم تشكيلها ضمن المخيم.

أما من ناحية تقديم الخدمات الصحية من قبل الهلال الأحمر الكردي قالت كلستان بأن هنالك عيادة واحدة للإسعافات الأولية وعيادة نسائية، إضافة إلى عيادة واحدة فقط متنقلة، والآن يتم التحضير لافتتاح مشفى داخل المخيم.

وناشدت الرئيسة المشتركة لمديرية شؤون اللاجئين والنازحين في إقليم الجزيرة كلستان أوسو، جميع المنظمات النظر برؤية إنسانية إلى أوضاع النازحين والصعوبات التي يواجهونها وخاصةٍ مع حلول فصل الشتاء ومضاعفة معاناة النازحين كون غالبيتهم  من النساء والأطفال.

مساعدات منظمة روج آفا ضمن المخيم

ولمعرفة المزيد من المعلومات حول تقديم المساعدات ضمن المخيم من قبل منظمة روج آفا ألقينا مع الرئيسة المشتركة لمنظمة روج آفا نجبير عبد الفتاح، وقد حدثتنا قائلةً: “مُنذ إنشاء المخيم وبعد نصب الخيم تم توزيع السجادات وبعض الاحتياجات الضرورية على جميع النازحين، إضافة إلى توزيع سلال غذائية بشكلٍ يومي صباحاً ومساءاً والتي تضمنت مواد غذائية للفطور والعشاء”.

وتابعت نجبير: “هنالك جمعية تسمى بـ “شباب المجتمع المدني” تقوم بإعداد الطعام في فترة الظهيرة بشكلٍ يومي ويتم توزيعها على جميع النازحين ضمن المخيم”.

وأكدت نجبير بأنه تم توزيع سلال تتضمن ألبسة جديدة لمختلف الأعمار وشواحن الطاقة الشمسية، إضافة إلى حليب الأطفال.

وحسب ما ذكرته نجبير بأنه تم توزيع سلال غذائية لجميع مراكز الإيواء للنازحين ضمن المناطق والقرى، والتي تتضمن مواد مجففة وسيتم توزيعها بشكلٍ شهري.

واختمت الرئيسة المشتركة لمنظمة روج آفا نجبير عبد الفتاح بأن أوضاع النازحين تتفاقم مع حلول فصل الشتاء سيعملون على تقديم المساعدات حسب إمكانيتهم.

مع حلول فصل الشتاء والبرد القارس القادم الذي لا يفرق بين نازح أو مُهجر،  القصص بدأت والمعاناة لا تنتهي، ومنها معاناة النازحين ضمن مخيم “واشوكاني” الذين يعانون من أوضاع معيشية صعبة، نظراً لافتقادهم أدنى المقومات الحياتية في ظل تقاعس المنظمات الإغاثية بتقديم المساعدة لهم.