سياسية - اجتماعية - ثقافية - عامة، تأسست عام 2011

مخيمُ الهول… معضلةٌ أمنيّةٌ بانتظارِ حلٍّ دوليّ

رامان آزاد_

يصفونه بالقنبلةِ الموقوتة وأنّه أخطرُ مخيماتِ العالمِ، وأنّه يهددُ السلمَ والأمنَ الدوليين، هذا ما يتم تداوله في تعريفِ مخيم “الهول”، والمفارقةُ لا تنحصر بغيابِ الجهدِ الدوليّ لاحتواءِ مخاطره، بل إنّ أطرافاً سياسيّةً مناوئةً اتخذت منه مادةً لاستهدافِ الإدارةِ الذاتيّةِ في شمال وشرق سوريا، في تجاهلٍ متعمدٍ للحقائقِ وحجمِ المخاطرِ والحوادثِ والجرائمِ التي تقع فيه، وأنّه يضمُّ 30 عراقيّ وآلافاً من عوائل “داعش” من 54 جنسيةٍ، وراحت تتحدثُ عن معاناةِ سوريين محتجزين قسراً فيه. 
مخيمٌ يماثلُ السجونَ خطورةً
يعود تاريخ إنشاء مخيم الهول إلى عام 1991، إبان حرب الخليج، ومع تحرير قوات سوريا الديمقراطيّة منطقة الهول، من سيطرة “داعش”، منتصف تشرين الثاني 2015، استقبل المخيم نازحين سوريين من مناطق ساخنة، وفي تشرين الأول 2016 كان مقصد اللاجئين العراقيين بعد بدءِ معاركِ تحريرِ الموصل من “داعش”. وتصدّر المخيم المشهدَ، في شباط عام 2019، مع بدءِ نقل أُسرِ مرتزقة “داعش” إليه، مع بدء حملة تحرير الريف الشرقي من مرتزقة داعش والقضاء على الخلافة المكانيّة المزعومة لداعش.
يضمُّ مخيم الهول حسب إحصائيات في كانون الثاني 2022، من إدارة المخيم 57460 شخصاً، أغلبهم نساء وأطفال، موزعين على 15603 أسر من السوريين والعراقيين، ويبلغ تعداد عوائل مرتزقة داعش الأجانب 8555، ضمن 2529 أسرة، ينتمون إلى 54 جنسيّةٍ”، ويصل عدد العراقيين في المخيم، حسب الإحصائية نفسها، إلى 30738 شخصاً ضمن 8256 أسرة، يتوزعون بين “رجال ونساء وأطفال”، يُضاف إليهم وجودُ أكثر من 19 ألف مرتزق داعشي في سجونِ الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا.
مخيم الهول ليس مقرَّ احتجازٍ تُطبقُ فيه القوانين المعتمدةِ في السجونِ، بالنظر إلى وجود عوائل منن نساء وأطفال، إلا أنّ معظم قاطنيه لا تقل خطورتهم عن نزلاءِ السجونِ بالنظر إلى تشرّبهم الفكرِ المتطرفِ، ما يجعله أخطر المخيمات بالعالم، وتقع فيه من لوقتٍ لآخر حوادث القتل والاعتداء فيما بينهم أو على العناصر الأمنيّة أو الخدمة الطبيّة، ومع هذا العدد الكبير الذي يصل إلى حجم مدينة صغيرة تعيش حالة بطالة، يصعب تأمين الخدمات العامة وفي مقدمتها تأمين الأمن والحاجاتِ اليوميّةِ، من جهة أخرى أضحى المخيمُ مادةً دسمةً للإعلامِ المعادي للإدارة الذاتيّة التي تتعمدُ تجاهلُ الواقعِ، وخلفيّة نزلائه وتصفهم بالمحتجزين قسراً. فيما تغيب جهودُ المجتمع الدوليّ دولاً ومنظماتٍ لحلّ المشكلةِ وإنهاء المخيم، وتحمل المسؤوليّة في محاكمة مرتزقة “داعش”، وتتقاعس الدول في استعادة رعاياها المنخرطين في صفوف “داعش”.

 

 

 

 

 

 

 

حريق في المخيم
توفيت يوم الخميس 24/3/2022، فتاة (عمرها 18 سنة) كانت قد أُصيبت بجروح في حريق اندلع الجمعة 18/3/2022، في خيمة بالقسم الرابع ضمنِ مخيمِ الهول وأودى بحياةِ طفل وإصابة ثلاثة أشخاص آخرين من الأسرة نفسها.
وسبق أن اندلع حريقٌ متعمدٌ السبت 5/3/2022، في خيم الفيز الخامس الخاص بالأسر السوريين من عوائل داعش، وأدّى إلى احتراق أربع خيم مجاورةٍ دون أن يسفرَ عن خسائر بشريّة، وكان الحريقَ متعمدٌ وعملاً انتقاميّاً واستهدف خيمة امرأةٍ ترتاد المنظماتِ والجمعياتِ العاملة بالمخيم والتي تقدّمُ الدعمَ لنساءِ “داعش” لمساعدتهن على التخلصِ من الأفكارِ والميول المتطرفة.
استهدافُ الأطباءِ والطواقم الطبية
في 12/1/2022 تعرض طبيبٌ في منظمةِ الصليبِ الأحمرِ الدوليّ لهجوم بآلةٍ حادةٍ من قبل خلية نائمة لمرتزقةِ “داعش” بقصدِ قتله، والطبيب يدعى آلاجي وهو أثيوبيّ الجنسية، وكان ذلك ثالث هجومٍ يستهدف العاملين في المجال الطبيّ، خلال أقل من 24 ساعة.
ففي مساء 11/1/2022 اُستشهد الشاب باسم محمد محمد (30 سنة) وهو مسعفٌ وممرضٌ في الهلال الأحمر الكرديّ بإطلاقِ النارِ على رأسه من قبل شخصين من خلايا “داعش” دخلا النقطة الطبيّة بزعم أنّهما مرضى أثناء وجوده في النقطة الطبيّة، والممرض باسم محمد من مواليد مدينة الحسكة متزوج وأب لطفلين، كما أقدم مسلحون مجهولون على اغتيالِ الطبيبِ الجرّاح عبد الله المفضي (40 عاماً) في بلدةِ الطيانة بريف دير الزور الشرقيّ.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

حوادث عنف ومحاولات قتل
في 21/12/2021 قُتل النازحُ السوريّ مصطفى عبد القادر جبلي، (33 سنة) من مدينة الباب، وظهرت آثارُ أدواتٍ حادّةٍ على جثةِ الضحيةِ في الرأس ومنطقة الفخذ.
في 19/12/2021 أصيب ثلاثة عراقيين في مخيم الهول إثر تعرضهم لمحاولة قتل، فقد تعرض اللاجئان العراقيان: منذر أسعد علي، وعمر أسعد علي في القطاع الثالث المخصص للعراقيين ضمن مخيم الهول، للضرب بالعصي وخراطيم معدنية، ما أسفر عن إصابتهم بإصابات بليغة في الرأس، وتعرض اللاجئ العراقي مزهر جدعان (31 سنة) في القطاع الأول للإصابة بطلق ناري، ليرتفع بذلك عدد المصابين خلال العام الجاري بدافع القتل إلى 44 إصابة، وكان آخرها مهاجمة خلية لمرتزقة “داعش” لقسم الاستقبال في المخيم، في 12/11/2021، أدّت إلى قتل اثنين من قاطني المخيم.
في يوم الجمعة 12/11/2021 ونحو الساعة الثالثة والنصف فجراً قامت إحدى الخلايا النائمة لداعش ضمن مخيم الهول بالهجوم على مركز الاستقبال ضمن المخيم بالأسلحة الخفيفة لتسارع قواتنا بصد الهجوم الذي نجم عنه فقدان شخصين من قاطني المخيم لحياتهما كانا موجودين في مركز الاستقبال وعملت قواتنا على البحث عن عناصر الخلية الذين انسحبوا وتَخَفوا ضمن قاطني المخيم.
ويستمرُّ وقوعُ حوادثِ القتلِ في المخيم، رغم حملات التمشيطِ الأمنيّة من قبل قوات سوريا الديمقراطية وقوى الأمن الداخليّ، وإلقاء القبض على العشراتِ على صلةٍ بالاغتيالاتِ.
اللاجئون العراقيون الأكثر عدداً
في 20/3/2022 اُعلن عن التوصل إلى اتفاقٍ بين الإدارة الذاتيّة وحكومة بغداد، لإعادة نحو 30 ألف لاجئ عراقيّ إلى بلادهم، على أن يتمَّ تدريجيّاً إجلاء الراغبين بالعودة، بإشراف مفوضية شؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة، إلى مخيم خاصٍ يقع في الأراضي العراقيّة، بينهم عدد من العائلات التي قصدت المنطقة قبل عام 2011. وكانت وزارة الهجرة والمهجّرين العراقيّة قد أعلنت وجودَ 30 ألف عراقي بينهم 20 ألف طفل في مخيم “الهول” وأوضح وكيل الوزارة كريم النوري للإخباريّة العراقية أنَّ “مخيم الهول” يضمُّ 30 ألف عراقيّ، بينهم 20 ألف طفل وإبقاؤهم هناك خطأ كبير وينبغي إعادة تأهيلهم ومنع استغلالهم من قبل الإرهاب.
وسبق أن تداول خبر الاتفاق إلا أنّ مسؤولة مخيم الهول في الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا، همرين حسن، نفت في 9/3/2022، وصول أي وفود عراقية إلى شمال وشرق سوريا، ودخولها إلى مخيم الهول، وأفادت وسائل إعلام محليّة وأخرى أجنبية نقلاً عن عضو مجلس النواب عن محافظة نينوى شيروان الدوبرداني، في تصريح إعلاميّ لوسائل إعلام عراقية، بوصول وفودٍ عراقيّة إلى مناطق الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا، استعداداً لإجلاء مواطنيها، وكشف أن الحكومة ستجلي 800 أُسرة من مخيم الهول، إلى مخيم الجدعة في العراق، على شكل دفعات، بعد وصول ودخول اللجنة الأمنية ولجنة الهجرة والمهجرين في مجلس النواب إلى مخيم الهول.
وخرجت آخر دفعة عراقية من المخيم في 8/1/2022 وشملت 113 أسرة، وضمت 403 لاجئاً عراقيّاً ودخلت الحدود العراقية عبر معبر الفاو الحدوديّ شرق ناحية الهول، واتجهت إلى مخيم الجدعة جنوبي مدينة الموصل قرب بلدة القيارة، برفقة القوى الأمنية التابعة للحكومة العراقية. في إطار استمرار إخراج الأسر العراقية من المخيم بالتنسيق مع الإدارة الذاتية. بعد وصول وفد حكومي من العراق، برفقة بعض ضباط الشرطة العراقية، والحافلات.
تردد ومماطلة عراقية
منذ بداية نيسان 2021 أبلغت الحكومة العراقية عبر وفد حكومي من وزارة الهجرة والمهجرين العراقية وبعض المنظمات التابعة للأمم المتحدة، إدارة مخيم الهول عن موافقتها على عودة 500 عائلة عراقية إلى الأراضي العراقية، ممن وصلت سجلاتهم من إدارة مخيم الهول للحكومة العراقية عام 2018. وجاء الإبلاغ خلال زيارة للوفد الحكومي والمنظمات لمخيم الهول، بعد سلسلة زيارة سابقة للوفد إلى المخيم، وبعد جهود مشتركة بين الطرفين، ومباحثات امتدت لأكثر من عامين، بعد توقف رحلات عودة العراقيين منتصف عام 2018، حسب ما أكده عضو مكتب الخروج في مخيم الهول منير محمد في 7/4/2021. “بعد تدقيق ثبوتيات الأشخاص، والحصول على الموافقات الأمنية، الإدارة ستستمر في تسيير الرحلات على دفعات كل دفعة 100 عائلة حتى الوصول إلى الـ 500 عائلة التي تمت الموافقة على استعادتهم من قبل الحكومة العراقية”.
ومع وصول الموافقة بدأت إدارة مخيم الهول، بعملية تجديد تلك البيانات على الفور، المرفوعة مسبقاً للراغبين بالعودة، والـ 500 عائلة التي تم الموافقة عليها، ونفس المصدر، إلا أنّ الحكومة العراقيّة عادت مجدداً للمماطلة في إجلاء رعاياها رغم موافقة الإدارة الذاتية على شروطها ورغم تأكيد الأمم المتحدة لرعايتها لموضوع الإجلاء ومتابعة أوضاعهم ضمن الأراضي العراقية.
واشترط الجانب العراقي تسليم العوائل سراً، دون الإعلان رسميّ وبعيداً عن وسائل الإعلام، ورغم موافقة الإدارة الذاتيّة على شروط الحكومة العراقيّة، في إجراءِ التسليم بعيد عن وسائل الإعلام وعدم التحدث لوسائلِ الإعلام حول هذه الرحلات، بعد تأكدها بأنّها ستسيّر برعاية الأمم المتحدة، ومتابعة أمور العائدين في الأراضي العراقيّة، عادت الحكومة العراقيّة لرفض البدء بالإجلاء.
وجاء تأكيد إلغاء الحكومة العراقية إعادة العراقيين من مخيم الهول إلى الأراضي العراقيّة، بعد بيان نشره عضو البرلمان العراقي ورئيس لجنة الأقاليم والمحافظات النيابية شيروان دوبرداني، على موقعه الرسميّ على التواصل الاجتماعيّ، قال فيها “الحكومة العراقية تلغي قرار نقل عوائل “داعش” من مخيم الهول بسوريا إلى مخيم الجدعة في الموصل إلى إشعارٍ آخر”.
وفي اليوم الذي من المقرر تسيير أول رحلة، وجّه محافظ نينوى نجم الجبوري في 6/5/2021 رسالة إلى رئيس مجلس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي، مطالباً إياه بالتريث بإعادة العراقيين من مخيم الهول، موضحاً أنَّ قرارَ إعادتهم إلى مخيم القيارة في نينوى لاقى رفضَ وجهاء العشائر في محافظة نينوى ووجهاء المناطق التي من المقرر أن تستقبل العائدين فيها.
أثار تغيّر موقفِ الحكومة العراقيّة سخطاً في أوساط الأسرِ العراقيّة بالمخيم ووصفته بغير المسؤولة والفاشلة، وفتح ذلك باب التساؤلات. لتبقى المسألةَ معلّقة بانتظار عودة الحكومة العراقيّة عن قرارها وقبولها عودة مواطنيها.
2021 العام الأكثر دمويّة في المخيم
ذكر تقريرٌ نشرته وكالة هاوار في 16/12/2021 أنّ عام 2021، كان الأكثر دمويّة في مخيم الهول، إذ شهد وقوع 128 جريمة قتل، و41 محاولة قتل، أدّت لإصابةِ المستهدفين، عبر أسلحةٍ وأدواتٍ حادةٍ، وخنقاً، وتم إحراق 13 خيمة عمداً. في مؤشرٍ واضحٍ على قابليّة انفجار القنبلةِ الموقوتة التي لطالما يتحدث عنها المجتمع الدوليّ، بعد تصعيدِ خلايا “داعش” تحركاتها، رغم جهود القوى الأمنية لضبطها، مع غياب تحرك دوليّ حقيقيّ للتعاون.
ولجأت نسوة داعش لتكريس الفكر المتطرف والتكفيريّ، وإلزام قاطني المخيم به، ومعاقبة من يحاولُ الابتعادَ عنه، وأنشأن “المحاكم الشرعية، والحسبة”، ونفذن أعمال الجلد، وأحرقن الخيم، وقمن بجرائم القتلِ.
وشهد مخيم الهول، مساعٍ حثيثةً لضبطه والقضاء على خلاياه في المخيم، وأُطلقت في 28/3/2021 عملية أمنيّة واسعة النطاق، سُميت “حملة الإنسانيّة والأمن” ونفّذت وحدات مكافحة الإرهاب، عمليات نوعيّة، كل منها على حدة، استمرت لمدة 10 أيام، وشملت تمشيطَ كاملَ قطاعاتِ المخيم المؤلفة من 8 قطاعات، وتفتيشِ الخيمِ، وإعادة تدوين سجلاتِ قاطني المخيم، وتوثيقها عبر فحوصات الحمض النوويّ DNA، نظراً لامتناع معظم أسر “داعش” عن الإفصاحِ عن أسمائهم الحقيقيّة، مع قدومهم إلى المخيمِ، وأسفرتِ العملياتُ الأمنيّةُ، عن اعتقالِ 158 مرتزقاً ممن جُندوا كعناصر ضمن خلايا “داعش” في المخيم، من عراقيين وسوريين. كما أدّتِ العمليات الأمنيّة لمقتلِ 3 مرتزقة، خلال اشتباكاتٍ مع القوى الأمنيّة.
وأحبطتِ القواتُ الأمنيّة في المخيم، أكثر من 27 محاولة فرار، حاولت من خلالها نساء “داعش” الفرار برفقة أطفالهن من المخيم، باتجاه المناطق التي تحتلها تركيا في سوريا.
وفي بيانها الذي صدر في 13/11/2021 رأت قوى الأمن الداخليّ لشمال وشرق سوريا في مخيم الهول معضلة دوليّة، في تقييمها للأحداث الأخيرة ضمن المخيم، وأشارت إلى ضرورةِ تحمّلِ الدولِ المعنيةُ مسؤولياتها.
خروجُ الرحلةِ 49 من المخيمِ
​​في 10/10/2020، أصدرت الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا قراراً بناءً على اجتماع عقدته مع مجلس سوريا الديمقراطية وهيئة الشؤون الاجتماعية والعمل وهيئة الداخلية، في 5/10/2020 يتضمن إخراج النازحين السوريين من مخيم الهول على دفعات، وفي 16/1/2022 خرجت الدفعة الـ 49 للسوريين من أهالي مناطق شمال وشرق سوريا، القاطنين في مخيم الهول، ضمت 217 شخصاً، ضمن 53 عائلة، من أهالي الريف الشرقي والشمالي لمدينة دير الزور الواقعة ضمن مناطق شمال وشرق سوريا، ويأتي تسيير الرحلات ووصل عدد الرحلات الخاصة بأهالي دير الزور إلى 23 رحلة، وأنها الرحلة الأولى خلال العام الجاري.
وكانت الدفعة 48 من السوريين قد خرجت ​​​​​​​في 13/12/2021 وضمّت 200 شخص ضمن 50 أسرة، وهي الرحلة 20 لعودة أهالي مدينة منبج وضواحيها، وفي 24/11/2021 غادرت 19 أسرة من مخيم الهول ضمت 65 شخصًا، ضمن 19 أسرة ممن هم من قرى وبلدات ونواحي مقاطعة الحسكة.
kitty core gangbang LetMeJerk tracer 3d porn jessica collins hot LetMeJerk katie cummings joi simply mindy walkthrough LetMeJerk german streets porn pornvideoshub LetMeJerk backroom casting couch lilly deutsche granny sau LetMeJerk latex lucy anal yudi pineda nackt LetMeJerk xshare con nicki minaj hentai LetMeJerk android 21 r34 hentaihaen LetMeJerk emily ratajkowski sex scene milapro1 LetMeJerk emy coligado nude isabella stuffer31 LetMeJerk widowmaker cosplay porn uncharted elena porn LetMeJerk sadkitcat nudes gay torrent ru LetMeJerk titless teen arlena afrodita LetMeJerk kether donohue nude sissy incest LetMeJerk jiggly girls league of legends leeanna vamp nude LetMeJerk fire emblem lucina nackt jessica nigri ass LetMeJerk sasha grey biqle