محمد عبد الله: “بالوحدة الكردية سنتصدى لمخططات الأعداء”

قال الرئيس المشترك لحركة الحرية محمد عبد الله أن دولة الاحتلال التركي استفادت من الخلافات والصراعات بين الأطراف الكردستانية فتدخّلت في الشؤون الداخلية الكردية. ولهذا؛ لم يتمكن الشعب الكردي من اتخاذ خطوات نحو بناء الوحدة الوطنية، وأشار إلى أن دولة الاحتلال التركي تحاول بشتى الوسائل إثارة الفتن والمشاكل بين الكُرد كي تتحكم بمصيرهم.

وحول هذا الموضوع؛ أجرت روج نيوز حواراً معه والذي جاء على الشكل التالي:

ـ هناك خلافات بين الأحزاب السياسية في باشور كردستان؛ لماذا لا تتفاوض الأطراف لحل الخلاف ومن هو سبب هذه الخلافات؟

إن مفهوم التجزئة والتشتت؛ ينتج من الذهنية الاستبدادية والمصالح الضيقة. بصراحة استفاد المحتلون من هذا الوضع وتدخلوا أكثر في الشؤون الداخلية بالنسبة للكرد. ولهذا؛ لم يتمكن الشعب الكردي من اتخاذ خطوات نحو بناء الوحدة الوطنية، بينما دائماً تحاول الدول المعادية استغلال الخلافات الحزبية بين الأحزاب الكردية. ورغم وجود كيان في باشور كردستان. لكن؛ الاحتلال لا يرغب بذلك ويستخدم شتى السبل لهدم هذا الكيان. لذا؛ فأن الوضع الحالي في باشور كردستان يخدم الأعداء في الدرجة الأولى؛ ما يعني ان الوحدة الوطنية هي الخطوة الأهم بالنسبة للشعب الكردي.

يجب معرفة أن حل القضية الكردية تكمن داخل البيت الكردي وليس في أمريكا أو أوروبا أو تركيا أو إيران، ومع ذلك لا يمكن للأطراف الكردية في باشور كردستان اتباع سياسة مستقلة؛ لأن الأجندات الدولية والإقليمية متحكمة بها، كما أن اقتصادها مرتهن لتركيا. لذلك؛ تقوم بتمرير أجنداتها في باشور كردستان.

ـ لماذا يتأثرون بتركيا كل هذه الدرجة، وما الحل برأيكم؟

هناك اختلاط بين العلاقات والمصالح الحزبية، كما أن جميع أجهزة السلطة تخضع لنفوذ حزبية البيشمركة والنفط والتمويل وما إلى ذلك، والكل يريد فرض نفسه على الطرف الأخر، دون الالتفاف إلى الشعب، والعلاقات مبنية على أساس العائلة والسلطة. فالحزب الديمقراطي الكردستاني لا يمكنه التخلي عن الدولة التركية؛ لأنه يعتقد في حال قطع علاقاته ستفقد نفوذها في باشور كردستان، هذا بالإضافة إلى ان الاقتصاد بيد الدولة التركية المحتلة.

ـ ما أسباب صمت حكومة باشور كردستان تجاه التدخّل والاحتلال التركي لمناطق باشور كردستان؟

هناك عدة أسباب لذلك، إحداها الخلافات المستمرة منذ سنوات بين بغداد وباشور كردستان، والأسباب الأخرى هي الصراع بين الحزبين (الاتحاد الوطني والديمقراطي الكردستاني) وهذا ما مهد الطريق أمام المحتلين.

ـ ما الهدف من التدخّل التركي في باشور كردستان؟

تهدف دولة الاحتلال التركي إلى تدمير الكيان الكردي الحر، وهذه الحرب هي ضد إرادة الشعب ومصالحه، هدف آخر للدولة التركية المحتلة هو نهب خيراتنا؛ لأن باشور كردستان مصدر للطاقة والمال، هذا بالإضافة إلى استخدام أراضيها لمحاربة حزب العمال الكردستاني عبر قواعدها واستخباراتها، وبجانب هذا تريد دولة الاحتلال التركي إشعال الفتنة والاقتتال الكردي الكردي، وبخاصة في هذه المرحلة التي تشهد مساعي لتقريب الأحزاب الكردستانية ومحاولة بناء الوحدة الوطنية وهذا ما لا تريده تركيا.

ـ برأيكم ما المطلوب في هذه المرحلة الحساسة؟

 بصراحة هناك حزبان في باشور كردستان يعملان بمفهوم ونهج مختلف عن بعضهما البعض، ولا يوجد معارضة حقيقة تمثل إرادة للشعب، ويسعى الجميع التقرب من الشعب خدمة لمصالحه، بالتالي أصبحت هذه المعارضة تحت تأثير السلطة. ومن المعروف ان الحزب الحاكم في باشور كردستان هو حزب الديمقراطي الكردستاني والأحزاب الأخرى ليس لديها موقف يذكر، وقد قامت الطائرات الحربية التركية بقصف إقليم كردستان عدة مرات، واستهدفت المدنيين، بينما لم تتخذ الحكومة ولا أحزابها أي موقف يذكر.

ـ هل هناك رسالة للأطراف الأخرى خارج الحكومة في باشور كردستان؟

لا بد أن يكون هناك معارضة حقيقية وتشكيل كتلة تقف بالضد مما يجري على الساحة، وإذا كانت الحكومة غير قادرة على القيام بمسؤوليتها والدفاع عن باشور كردستان وتحسين الظرف المعيشية وتحقيق تطلعات الوطنية، يجب تشكيل طرف ثالث مبني على قوة وإرادة الشعب.

ـ كيف بالإمكان الوقوف في وجه الغطرسة التركية؟  

لا يمكننا مواجهة المحتلين إلا بالوحدة وبناء الوحدة الوطنية، واليوم يمر باشور كردستان بأزمة اقتصادية وهذه المشاكل غالباً ما تأخذ مصدرها من السلطة، كالصراع بين هولير وبغداد نموذجاً، وعوامل أخرى كتداعيات التدخل التركي المستمر في شؤون باشور كردستان وهجماتها ضد المدنيين العزل. النقطة الهامة للحل هو تشكيل دستور ديمقراطي لباشور كردستان، ومن المهم أن يكون لديها علاقات جيدة مع الحكومة العراقية، لتتفاوض وتحل المشاكل العالقة، كما يجب حل القضايا والخلافات بين الأحزاب عبر حوار وطني يشمل الجميع.