محمد أمين بنجويني: القائد أوجلان لعب دوراً محورياً لتحقيق الوحدة الوطنية الكردية

قال الكاتب والسياسي الكردي، محمد أمين بنجويني: القائد أوجلان كان خلف الجهود كلها لعقد المؤتمر الوطني الكردستاني”، مضيفاً: زرنا، نحن أول وفد كردي باسم البرلمان الخارجي، مجلس الشيوخ الأمريكي، ونقلنا رسالة الكرد، والقائد أوجلان إليهم.

حول ذلك أجرت وكالة روج نيوز حواراً معه حول جهود القائد عبد الله أوجلان، لعقد المؤتمر الوطني الكردستاني، وموقف القوى السياسية الأخرى في باشور كردستان من الوحدة الوطنية الكردية.

وفيما يلي نص الحوار:

-هل بإمكانكم التحدث عن المبادرة الأولى للقائد أوجلان لعقد مؤتمر وطني؟

عندما التقى القائد أوجلان إدريس البارزاني للمرة الأولى، تحدث معه حول كيفية بناء الوحدة الوطنية، وكيفية بناء مؤسسة تشمل القوى السياسية الكردية، بعد الاجتماع مع إدريس البارزاني، تم إعداد مسودة للعمل معا على بناء الوحدة الوطنية، تتكون هذه المسودة من 11 نقطة، ومما جاء في بعض النقاط، أنه يجب أن تكون هناك اتصالات مفتوحة وسرية، ويجب أن يكون هناك برنامج عمل مشترك، عليهم أن يحاولوا بناء مؤسسة، تُسمى الوحدة الوطنية، أو المؤتمر الوطني، أو المؤتمر الوطني الكردستاني.

وتحدث مع فلك الدين كاكائي عن المسودة المكتوبة بين القائد أوجلان، وإدريس البارزاني، كانت إحدى نقاط المسودة هي جعل النظام الماركسي هو أساس العمل، لكن عندما عاد البارزاني، اجتمع مع المكتب السياسي للحزب الديمقراطي الكردستاني، وتحدثوا عنها، واتفقوا جميعا على أن هذه النقاط غير مناسبة لوضع وسياسات الحزب الديمقراطي الكردستاني الكردي، لهذا السبب قرروا إزالة هذه النقطة.

-كانت إحدى الخطوات الواضحة في ذلك الوقت هي “البرلمان الخارجي” والجهود الدبلوماسية، وقد كنتم من ضمنها أيضاً، هل يمكنكم التحدث عن تلك المرحلة؟

بعد ذهابي إلى أوروبا، كان من بين جهودي الرئيسية العمل في مجال الثقافة، والدبلوماسية والسياسة مع بعض البرلمانيين، الذين أتوا من تركيا مثل زبير أيدار، ورمزي كارتال، وعلي عكيد، والشيخ نظام الدين، وبعض الأشخاص الآخرين، الذين كانوا في أوروبا، وشكلنا وفدًا تنفيذيًا، وأصبحنا اللجنة التحضيرية للبرلمان الخارجي للكرد.

ـ ماذا كانت نتيجة تلك المساعي وخاصة فيما يخص البرلمان الخارجي؟

كانت الخطوة الأولى إنشاء برلمان خارجي استمر قرابة ثماني سنوات، خلال تلك السنوات الثمانية، لعب البرلمان الخارجي دورًا كبيرًا في تعريف الكرد بالمؤسسات الدبلوماسية، والسياسية في أوروبا والعالم، في ذلك الوقت قمنا بزيارة روسيا، وأمريكا، واليابان، وكنت أنا، وعصمت شريف وانلي، وعلي عكيد أحد الوفود، التي زارت الكونغرس الأمريكي، ومجلس الشيوخ الأمريكي نيابة عن البرلمان الخارجي، ونقلنا رسالة الكرد، والقائد أوجلان إلى العالم، وكان لا يمكن لأي كردي الوصول إلى تلك المؤسسات خلال تلك الفترة.

ـ ما نظام وبرنامج البرلمان الخارجي؟

كانت إحدى نقاط تنظيم البرلمان الخارجي العمل على إنشاء مؤتمر وطني، ويكون لحل النزاعات داخل القوى السياسية الكردية، ونتيجة لذلك، تم تشكيل المؤتمر الوطني، وكان القائد أوجلان وراء كل هذه الجهود، كان لدي رقم هاتف خاص للقائد أوجلان، هو نفسه أعطاني رقمه، كلما واجهت مشكلة، تحدثت إليه بالهاتف، لنضع الحلول لها.

-هل المؤتمر الوطني له علاقة بالقادة الكرد والقوى السياسية، وخاصة القوى في باشور كردستان؟

المؤتمر الوطني كان له علاقة مع الأحزاب، والقوى، والأحزاب الكردية، وانضم البعض إلى الاجتماعات أعضاء، والبعض الآخر ضيوفاً، واقترحت أن يتحدثوا مباشرة مع المسؤولين من الأحزاب الكردية الأولى والثانية، لأنه عندما يأتون إلى المؤتمر، سيكون معهم وفود، في ذلك الوقت التقينا مام جلال، وكاك مسعود وبعض القادة من الأحزاب في روجهلات كردستان.

واتفقنا جميعاً على عقد اجتماع في هولير، والسبب في انتخاب هولير، هو أن باشور كردستان في نوع من الاستقلالية عن المركز، ولها وضع وحكومة خاصة بها، تم تنظيم الاجتماع وتقرر استمرار الاجتماعات.

-ما الهدف من المؤتمر الوطني، وماذا كان رد باشور عليه؟

كان الغرض من إنشاء المؤتمر الوطني، هو أن يصبح عنوانًا للكرد، لحل المشاكل بين الأحزاب الكردية والقوى السياسية، وللوقوف دون حدوث حرب بين القوى الكردية، في ذلك الوقت، خرجت دول الجوار، وخاصة تركيا، وأبدت معارضتها لتأسيس المؤتمر الوطني.

-وحسب المصادر، اقترح القائد أوجلان أن يكون البارزاني رئيساً للمؤتمر الوطني، لكن البارزاني رفض، ما حقيقة هذا الأمر؟

أثناء اختيار رئيس للمؤتمر الوطني الكردستاني، كان هناك بعض التوتر بين مسؤولي الأحزاب، التي شاركت في المؤتمر، ووصل هذا الموضوع إلى إيمرالي، فأرسل القائد آبو رسالة، واقترح أن يتولى مسعود البارزاني رئاسة المؤتمر، وكذلك لإدارة نظام الرئاسة المشتركة، واقترح أن تكون ليلى زانا الرئيسة المشتركة أيضا، من خلال الانتخابات، سيتم انتخاب الأشخاص، الذين سينضمون إلى المؤتمر، لكن عندما وصلت شؤون المؤتمر إلى إنشاء اللجان، وتعيين مسؤوليها، قال مسؤولو الدولة التركية: إنه لا يمكن إنشاء هذا المؤتمر بأي شكل من الأشكال، وبسبب هذا التهديد من الدولة التركية، تراجعت القوى السياسية في باشور خطوات للوراء، وغادرت المؤتمر الوطني.

-أثناء محادثات السلام كانت هناك محاولة لإطلاق سراح القائد أوجلان، ماذا جرى حينها؟

كان من شروط عملية السلام، الإفراج عن القائد أوجلان، وأن يكون في مكان يمكنه أن يكون فيه على اتصال بحزبه والشعب، ولكن العدو يعلم أنه إذا تحقق هذا الشرط سيجتمع الناس حول القائد أوجلان، وسيصبح حزبه أقوى، حتى أولئك الذين عارضوه سيستطيعون الوصول معه إلى حل من خلال الحوار، وبسبب ذلك أُجهضت عملية السلام، ولم يتم تنفيذ هذه النقطة.

لأنهم عرفوا أن حرية القائد أوجلان، تعني نجاح المشروع الكردي المستقل، وحل المشكلة الكردية، لهذا السبب لم يسمحوا بإطلاق سراح القائد أوجلان، وتستمر العزلة المشددة حتى الآن، ولفترة طويلة، لا تسمح تركيا لأحد بزيارة القائد أوجلان، خاصة عائلته ومحاميه، حتى لا يصل صوت القائد أوجلان إلى الخارج.

وأكبر مشكلة تؤثر على استقلال الكرد، وتحقيقهم لأهدافهم هم الكرد أنفسهم، صحيح أن أعداء وغزاة كردستان عديمو الضمير والأخلاق، ولا يرحمون الكرد، لكن منذ بداية حكومة الشيخ محمود في جمهورية مهاباد، وحتى يومنا هذا، عندما يكون هناك وضع في مصلحة الكرد في باشور وروج آفا كردستان، فإن الذين يتسببون في إفشال أي مشروع كردي، وطني هم الكرد أنفسهم.

-ما المعوقات التي تقف حائلة دون انعقاد المؤتمر الوطني الآن؟

الآن هناك قسم من الكرد في باشور يتعاون مع المحتلين، بعضهم مع الحكومة المركزية (العراق)، والبعض منهم يقوم بعمل سري مع إيران، هذا كله لتدمير العملية السياسية في باشور كردستان، وخلال الهجوم على روج آفا كردستان، انضم جزء من الكرد إلى الجيش التركي، وقاتلوا ضد الكرد في عفرين وكوباني، هذا أيضا يظهر حقيقة أننا لا نستطيع الوصول إلى هدفنا، لأنه في المراحل كلها، لعبت الشخصيات والسلطة السياسية الكردية دورا في فشل تحقيق الأهداف الكردية.