قامشلو/ علي خضير –
أكَّد محامون وحقوقيون في إقليم الجزيرة، أنَّهم منذ بداية تأسيس اتحاد المحامين، بأنهم يعملون بشكل مستمر، من خلال عقد الاجتماعات، والفعاليات، والبيانات، التي تناشد الرأي العام الدولي، والمنظمات الحقوقية، ولجنة مناهضة التعذيب ومجلس حقوق الإنسان الأوروبي، حيال سياسة دولة الاحتلال التركي تجاه القائد عبد الله أوجلان، وأشاروا إلى أن العزلة المشددة على القائد أوجلان تحولت إلى الإخفاء القسري، وكل ذلك يصنف جرائم ضد الإنسانية، حسب المادة السابعة من نظام روما الأساسي من عام 1958.
في الآونة الأخيرة وردت معلومات تؤكِّد بوصول رسائل من مصادر مجهولة، إلى القائد أوجلان في سجن إيمرالي، ومن خلالها تم تهديد حياته، بالموت عن طريق التسميم، وهذه ليست المرة الأولى التي تتخذها دولة الاحتلال التركي في محاولة تسميم القائد.
استمرار الاعتصامات لكسر جدار إيمرالي
حول ذلك تحدث لصحيفتنا المحامي، محمود أحمد خلو، عضو فرع اتحاد المحامين في قامشلو: “تسعى تركيا جاهدةً لإضعاف شعوب شمال وشرق سوريا، من خلال سجن القائد أوجلان، وممارسة العقوبات المحرَّمة دولياً بحقه، حيث وصلتنا معلومات في الفترة الأخيرة، أن هناك رسائل تهديد بحق القائد بعيدة كل البعد عن القيم الإنسانية والأخلاقية والقانونية، ومن أجل ذلك سنقوم بالاعتصامات والمظاهرات، والمنتديات، لفضح السياسات الفاشية، التي تمارسها تركيا بحق القائد أوجلان، وشعوب المنطقة”.
وشدَّد خلو: “على الحقوقيين القيام بالمظاهرات بشكل متواصل أمام مكتب الأمم المتحدة في مدينة قامشلو، كأدنى واجب عليهم، ويستمروا بالاعتصامات وإصدار البيانات، وإقامة الندوات والمنتديات، واستخدام كل ما هو ممكن لرفع العزلة عن القائد أوجلان وإطلاق سراحه”.
وأوضح خلو: “قضى القائد أوجلان 24 عاماً في سجن إيمرالي السيء الصيت، ويتعرض بشكل يومي لمعاملة غير أخلاقية وغير قانونية، لذا يتوجب علينا كمحامين، وعلى كافة المؤسسات والأفراد، الضغط على المعنيين، لرفع التجريد عنه، والمطالبة بحقه القانوني، حسب القانون الدولي المعترف به وإطلاق سراحه”.
وفي نهاية حديثه، أدان المحامي محمود أحمد خلو، المنظمات الحقوقية المعنية بتطبيق القوانين الدولية بحق السجناء السياسيين، بالقول: “القوانين الحقوقية الدولية قوانين كيفية، وهي في أغلب الأحيان غير مفعَّلة، وذلك يعود لأسباب عديدة، أهمها المصالح السياسية للدول، ومن واجبنا اليوم، وإن كانت الأبواب مغلقة أمامنا، القيام بالاعتصامات، والندوات، والمؤتمرات، والمظاهرات، لإيصال صوتنا إلى تلك المنظمات، وإلى جميع شعوب العالم، بأن القائد عبد الله أوجلان يجب أن يكون حراً ويتم إطلاق سراحه فوراً”.
حقيقة ما يجري بإيمرالي
ومن جهته، قيَّم عضو مبادرة المحامين السوريين للدفاع عن القائد أوجلان، شاهين لالي، آخر التطورات فيما يتعلق بصحة القائد أوجلان، وقال: “تقييمنا كمحامين لهذه التطورات الخطيرة الأخيرة، أن الوضع خطير في إيمرالي، بعد فرض العزلة المشددة على القائد أوجلان، واستبدال الدولة التركية عقوبة الإعدام بعقوبة السجن المؤبد، حيث يريدون تصفية القضية الكردية من خلال شخص القائد أوجلان، ومن خلال قطع التواصل معه، وعدم السماح لمحاميه وعائلته اللقاء به، وكان آخر تواصل معه قبل 28 شهراً من الآن”.
واختتم شاهين لالي حديثه: “دورنا القيام بكل ما هو ممكن من أجل إيصال صوتنا إلى كافة المؤسسات الدولية المعنية لا سيما هيئة الأمم المتحدة وكافة أجهزتها ومؤسساتها، ولجنة مناهضة التعذيب الأوروبية (CPT)، للقيام بدورها الملقى على عاتقها من أجل التحرك السريع والفوري، وإرسال لجنة تحقيق للتأكد من صحة القائد أوجلان”.
نطالب بالكشف عن صحة القائد
وبدورها بينت عضوة مبادرة المحامين السوريين للدفاع عن القائد أوجلان، المحامية، غفران خلف، مواصلتهم في إقامة المنتديات والاعتصامات وإلقاء البيانات أمام مكتب الأمم المتحدة، والاعتصام الأخير كان متعلقاً بوصول رسائل تهديد مجهولة الهوية إلى القائد أوجلان في سجن إيمرالي، تهدده بالتسميم وإنهاء حياته.
وتابعت غفران: “تُفرَض دائماً بحق القائد أوجلان عقوبات انضباطية، وانتهاكات يخرقُ من خلالها القانون الدولي والتركي، لذا نحن كمحامين، وكواجب إنساني أولاً، ووظيفي ثانياً، نجدد المطالبة بحرية القائد أوجلان، والإفراج عنه، والمطالبة من لجنة مناهضة التعذيب الأوروبية (CPT)، بالكشف العاجل عن وضع القائد عبد الله أوجلان ولا سيما الصحي”.
هذا ويستمر المحامون في إقليم الجزيرة المطالبة بحرية القائد أوجلان، ورفع العزلة عنه، ويحاولون دائماً إبراز الخروقات التركية للمواثيق الدولية في معاملته، ومنعه من حقه كسجين سياسي في لقاء أحد من ذويه ومحاميه، والكشف عن وضعه ولا سيما الصحي، من خلال الاعتصامات وإقامة الفعاليات التي يوصِلون من خلالها مطالبهم إلى المنظمات الحقوقية ذات الصلة، ويطالبون بتطبيق العدالة في معاملة القائد أوجلان في سجن إيمرالي، ومحاسبة تركيا على جرائمها وانتهاكاتها المستمرة بحق القائد أوجلان، وشعوب المنطقة”.
