كوباني/ سلافا أحمد ـ
كان فجراً عصيباً مرَّ على أهالي مدينة كوباني وقرية برخ باتان، فجر الـ 25 من حزيران/ يونيو 2015، تعلم أبناء المدينة التي قاومت أعتى آلة إرهابية في المنطقة منها كيفية تنظيم الذات والذود عن مدينتهم، رغم ما دفعوه من أثمان باهظة.
استيقظت مدينة كوباني وقرية برخ باتان الواقعة جنوب المدينة بنحو 27 كيلو متراً على وقع فجر دموي، حيث تسلل عناصر من مرتزقة داعش يستقلون 12 سيارة عسكرية (ثماني منها إلى كوباني وأربع إلى برخ باتان)، وبدأوا بجرائم قتل عشوائية لكافة المدنيين من أطفال وشيوخ ونساء ممْن صادفتهم العين.
تعتبر مجزرة كوباني وبرخ باتان التي راح ضحيتها 233 مدنياً بينما أصيب مئات آخرين بجروح صادمة بالنسبة لأهالي المنطقة الذين لم يشهدوا مجزرة مماثلة، وفق أبناء المنطقة بأنها ثاني أكبر مجزرة ارتكبها داعش في سوريا بعد شنكال.
ووفق المعلومات التي انتشرت وقتها عن آلية وصول المرتزقة إلى كوباني والتي تُشير إلى تسللهم من منطقة صرين التي كانت محور الاشتباكات بين مرتزقة داعش ووحدات حماية الشعب والمرأة وغرفة بركان الفرات وقتها، والهدف من ارتكاب المجزرة هو زعزعة الأمن والاستقرار التي كانت تعيشه المنطقة بعد كسر شوكة مرتزقة داعش في مدينة كوباني ومحاولة كسر خطوط الدفاع الخلفية.
وصلت أربع سيارات يستقلها عناصر داعش إلى قرية برخ باتان، وثماني إلى مركز مدينة كوباني، متنكرين بزي الجيش الحر ووحدات حماية الشعب، وتسللوا في فجر 25 حزيران إلى المناطق الاستراتيجية في المدينة وأهمها: حي مكتل، كاني كردان، حي الجمارك القريب من حدود الفاصلة بين باكور كردستان وروج آفا، حي بوطان غربي وشرقي وحي كانيا مرشدا، والعديد من المناطق الأخرى.