تقرير/ رشا علي
روناهي/ قامشلو- انطلقت حملة (دفيني لا لشتاء بارد) بمبادرة من مجموعة نسائيةwomen initiatives في بداية الشهر الحالي, لتقديم مساعدة إنسانية للعوائل المحتاجة, وخلق مجتمع قادر على مساندة أفراده بعضهم لبعض لتجاوز الصعوبات والمحن في وقت الأزمات.
انتشرت في الآونة الأخيرة الكثير من المبادرات المجتمعية الإنسانية في مناطق ومدن شمال وشرق سوريا, والتي ساهمت في دعم الكثير من العوائل التي تدهورت أوضاعها المعيشية, وساهمت في زرع البسمة في نفوس الكثيرين, كما تعتبر بمثابة نموذج يعزز ثقافة التكافل الاجتماعي لدى المجتمع, ويحثهم على الاقتداء بها لتصبح ظاهرة عامة.
“دفيني لا لشتاء بارد”
وتنوعت تلك المبادرات الإنسانية، ومن بينها مبادرة (دفيني لا لشتاء بارد) التي بدأت في الشهر الجاري, حيث قامت بها عضوات من مجموعة من النساء أطلقن على أنفسهن اسم “مبادرات نسائية”، والتي أنشأت في بداية 2020, بهدف تعزيز روح التعاون وتقديم المساعدة، وتفعيل قدرات النساء على المساعدة في المجتمع.
وتنوعت أعمالهن ونشاطاتهن؛ استجابةً للحالات الإغاثية والطارئة, وللمعرفة أكثر عن الهدف من حملتهن التي انطلقت مؤخراً التقت صحيفتنا “روناهي” مع مديرة مجموعة “مبادرات نسائية” بيريفان رسول من مدينة قامشلو، والتي حدثتنا عن مبادرتهن قائلةً: “بسبب اقتراب فصل الشتاء ولوجود الكثير من العوائل التي لا تستطيع تأمين ما يلزمها بسبب سوء أوضاعهم الاقتصادية نتيجة الأزمات والحروب التي تمر بها المنطقة, طرحنا فكرة توزيع مادة المازوت على اليتامى وبعض الأسر التي تعاني من أوضاع معيشية صعبة، وكذلك مرضى السرطان والمسنين”.
آلية التحضير للحملة
وعن آلية تحضيرات الحملة، تابعت بيريفان: “حضرنا لهذه الحملة قبل أسبوع، ووضعنا شعاراً لحملتنا, وبالتحديد في الخامس من تشرين الأول الجاري بدأنا بحملتنا, حيث وزعنا ظروفاً تحتوي على مبلغ مالي (قدره سبعة عشر ألف ليرة سورية) ثمن شراء برميل واحد من مادة المازوت, على العوائل المحتاجة”.
أما عن الصعوبات التي اعترضتهن أشارت بيريفان بأنهن تعرضن لصعوبة في حملتهن من ناحية تأمين صهريج لتوزيع مادة المازوت على العوائل المحتاجة, فلم يستطعن تأمينها رغم عدة محاولات لهن, لذا استبدلنها بمبلغ مالي لثمن برميل من المازوت على كل عائلة, وشملت حملتهن خمسة عشر عائلة في أول يوم، بحسب بيريفان.
موضحةً بأن هذه المساعدات ستشمل أربعين عائلة, وأماكن التوزيع ستكون في حي الهلالية وأطراف من حي جودي, بقامشلو.
تبرعات من قبل عضوات المجموعة
وسألنا بيريفان حول الدعم المقدم لهن للقيام بهذه الحملة؟ حيث أكدت بأنها كانت عبارة عن تبرعات من قبل عضوات مجموعتهن المقيمات في روج آفا وخارجها, مشددةً بأنهن حاولن من خلال وحدتهن سوياً خلق نوع من ثقافة التعاون والتكافل في المجتمع، لتقديم المساعدات الإنسانية.
وحول أهدافهن من هذه الحملة بينت بيريفان رسول: “تأمين ثمن مادة المازوت للتدفئة في الشتاء للأسر الذين يعانون من صعوبة في أوضاعهم المعيشية ومردودهم الاقتصادي ضعيف, وكذلك بالنسبة للعوائل المتأثرين بنكبات الحرب والنازحين والمهجرين قسراً بسبب الحروب وهجمات الاحتلال التركي، لذا قررنا أن نتكفل بهذه المهمة، لإظهار روح التعاون والتشارك بين أفراد المجتمع”.
منوهةً بأنهن سيعملن من الآن لأجل توزيع المازوت ضمن دفعة ثانية في منتصف فصل الشتاء القادم أيضاً، وستكون هذه الحملة مستمرة, مشيرةً إلى أنه كلما ازداد عدد المتبرعين والمشاركين سيزيد من وتيرة الإسراع في عملية التوزيع، كما ستشمل أعداداً أكبر من الأسر المحتاجة, وأردفت: “يوجد لدينا قائمة بيانات واضحة بأسماء العوائل المحتاجة للمساعدة, والمتبرع الذي يريد تقديم المساعدة يستطيع مشاركتنا من أجل توزيع المساعدات عليهم”.
“علينا أن نساند بعضنا”
اختتمت مديرة مجموعة “مبادرات نسائية ” “women initiatives” بيريفان رسول حديثها بالقول: “إننا نرغب في ازدياد عدد هذه المبادرات الإنسانية, وإنشاء أكبر عدد من المجموعات التطوعية لمساعدة العوائل المحتاجة, فكلنا نعلم الظروف التي تمر بها منطقتنا, بدءاً من هجمات الاحتلال التركي والذي تسبب بتهجير السكان من مناطقهم ونهب ممتلكاتهم، وانتهاءً بالأوضاع الاقتصادية الصعبة التي تعصف بالمنطقة بشكل عام، التي زادت من العبء على هؤلاء الأسر، لذا علينا أن نساند بعضنا”.
إن إطلاق المبادرات الإنسانية ضمن مجتمع ما يعني أن هذا المجتمع حي وخلاق، وليس بأمر عادي أن تجد أشخاصاً مستعدين للتضحية بأوقاتهم وأموالهم في سبيل مساعدة الآخرين، ومعظم المبادرات التي يقدم عليها شخص واحد أو مجموعات في مناطقنا بالرغم من بساطتها أو محدوديتها إلا أنها تؤدي دوراً مهماً في تقديم يد العون للكثير من العوائل المحتاجة.
