سياسية - اجتماعية - ثقافية - عامة، تأسست عام 2011

مآلات الأزمة السوريّة.. قراءة عن قُرب

عبدالرحمن ربوع_

 كانت سوريا “وما زالت” أحوج ما تكون لثورة تُنهي عقودًا من الفساد والاستبداد، وتمنح الأمل للسوريين ببناء وطن كريم، تسوده دولة الحقوق والقانون، ويتعايش فيه أبناؤه بتكافؤ وسلام.
أربعة عشر عامًا فاتت على اندلاع “الثورة السوريّة”. الثورة التي غيّرت تاريخ البلد وجغرافيته وتوازناته المعهودة إلى الأبد، وأرست لقطيعة نهائية مع ميراثٍ سيستغربه من يقرأ عنه من الأجيال القادمة، وسيشكرون هذا الجيل أنه أنهى هذه الحقبة وطوى صفحتها.
قد تبدو صورة الواقع قاتمة ألوانُها بسبب جبال ركام الدمار والخراب التي تسد الأفق في كل مكان في سوريا. وماتزال قابعة كأطلال لا تندثر في رُبا دمشق وحلب وحمص ودرعا والرقة ودير الزور وإدلب.. ومازال الواقع شاهدًا على الوحشية التي خالطت الصراع وصبغته بصبغتها. خصوصًا في ذروته عقب التدخّلات الخارجية. حين كانت أحدث الطائرات الحربية تجرّب أخطر ذخائرها على البيوت والأسواق والمشافي، فيما عصابات التطرف والعنصرية والارتزاق، المحلية والأجنبية، ترتكب أشنع الجرائم وأفظعها لتركيع الشعب وكسر إرادته وإثنائه عن مسيرة ثورته.
أيضاً تبدو صورة الواقع اليوم لكثيرين مُشبعة ومُتشبعة بألوان الدم والنار. وقد فشلت مليارات الأطنان من الركام في إخفاء ألوان الدماء التي سالت، والنيران التي اندلعت. كما فشلت أعمدة الدخان التي غطت وجه السماء وعين الشمس في تغييب صور الأرواح التي ارتقت شهيدة مظلومة. لكن ذلك نتيجة حتمية، وليست غريبة أو جديدة على السوريين، فبالنسبة لسوريا والسوريين، عشّاق الجوري وشقائق النعمان، فإن هذه الورود والزهور ما كانت لتزين أديم الأرض لولا ارتواؤه بمُهج الشهداء الخالدين عبر آلاف السنين. سواء وهم يقاومون الغزاة والمستعمرين، أو وهم يثورون على الطغاة والمستبدين.
ثم هنالك، في نفس الصورة، كل تلك الجحافل من الجيوش الأجنبية التي صار لها قواعد ومقرات ومراكز نفوذ وإقطاعيات وموارد بشرية واقتصادية. ومعهم معسكرات احتجاز عناصر تنظيم داعش وعائلاتهم في قلب الجزيرة السوريّة. وهي ألغام تُهدد كل السوريين كل يوم بخطر داهم لا يمكن توقع متى تندلع ناره أو يحل دماره.
لكن كل هذا السواد والضباب وعدم اليقين.. مؤقت وآني وزائل. وعما قريب سيغدو ذكرى يطويها النسيان حين تُطوى صفحة تاريخ هذا الجيل. وبقليل من الرتوش التي سيضعها السوريون “أنفسهم” بأيديهم على الصورة، ويمسحون آثار الدمار والعدوان، ويضمدون الجراح، ويجبرون الكسور.. ستغدو الصورة واضحة للعيان باقية في الزمان لبلد عظيمة وشعب يستحق الحياة والرفاه.
فعُقدة الاستبداد قد حُلّت، وصارت ماضٍ ما له عودة. وآفة الفساد قد كوفِحت ولم يعد مسؤول يجرؤ على التمادي في التوغّل في ثروة وطنية أو مال عام أو استغلال وظيفته، وإلا فالفضيحة والحساب على رؤوس الأشهاد مصيره. والتطرف والتزمّت وحشر الدين في السياسة واستباحة “المخالف” صارت مُحرمة في عهود السوريين ووجدانهم وناموسهم.
والحقوق لم يعد بمقدور أحد الاعتداء عليها أو هضمها، لأن الشعب عرف طريق انتزاع الحق وصار المشوار إليه محض نزهة. والمحتل الذي يرقد على جمر المقاومة لن يستطيع الاستمرار، وسيغادر مرغمًا صاغرًا أقرب مما يظن هو أو غيره.
لا حقوق يحصل عليها الإنسان مجانًا؛ خصوصًا حريته وكرامته. فحتى إن كانت الحقوق عطية من عطايا الله للإنسان فهو مُكلف بالحفاظ عليها وحمايتها، أو بانتزاعها واستردادها إن سُلبت منه. بل إن كل الحقوق لا تؤخذ ولا تحمى إلا غِلابًا. وقد حاول السوريون ونجحوا و”باقي على الحلو غلوة”. والجميع سيجني سلوى النصر ويذوق حلوى التغيير، وستكون صور الشهداء في البيوت مصابيح نور، وأوسمة تكريم لكل أسرة دفعت حبة من حبات قلوبها ثمن الحرية الغالي.
وهذا ليس كلامًا إنشائيًا بل هي سنّة التاريخ وديدنه. وقَدَر يتكرر بين الحقبة والحقبة، ويتعاقب عبر الأجيال كتعاقب الفصول عبر الشهور والسنين. ولا يكاد شعب يخلو تاريخه من ثورة. بل إننا كسوريين نكاد لا نحصي عدد الثورات عبر تاريخنا الأطول في العالم. وكل مرة تتم إعادة بناء الوطن أجمل مما كان، ويتم قطع دابر المستبدين الفاسدين والغزاة المستعمرين.
وقد يقول البعض أو يطرح “على طريقة المبعوثين الأمميين” فكرة الانتصار للجميع. ولا غالب ولا مغلوب.. هذا الطرح لا يمت للواقع بصلة، ولا تستسيغه ذائقة السوريين. فقد تغيّرت سوريا التي حكمها الاستبداد والفساد والتمييز والإهمال والتهميش.. تغيّرت بالفعل وانتهت، ولم يعد للمستبدين أو الفاسدين أو العنصريين أو المفرّطين أو المتآمرين أو المتطرفين مكان في سُدّة مستقبل البلد. لا الشعب يقبل عودتهم، ولا العالم يقبل التعامل معهم، ولا حتى تراب البلد يرضى استمرارهم في السير عليه متجبّرين مُتَعَنْتِرين.
علاوةً على ذلك، حُكم المركز انتهى. تسلط الحزب الواحد انتهى. التمييز بكل أشكاله وأنواعه انتهى. الادعاء والتجمّل والنفاق انتهى انتهى انتهى. سلطة القوة انتهت وقوة السلطة انتهت. باختصار الثورة انتصرت وتغيّر وجه البلد للأبد. كما تغيّر الشعب وجدانًا وفكرًا للأبد. وبقايا العهد البائد هنا وهناك انتهى دورهم، ولم يَعُد يجدي صراخهم، ولم يعد يخيف أحدًا صياحهم.
كذلك انتهى عهد التهميش والإقصاء، وعادت قيم الوحدة والمساواة لتتصدّر منظومة القيم الوطنية، يطبقها ويدافع عنها الصغار قبل الكبار، والشطّار قبل الثوار. لا فضل لقومية على قومية، ولا لرجل على امرأة، ولا طائفة على أخرى. وصار بمقدور أي مواطن أو مجموعة أو فئة المطالبة بالحق بأعلى صوت. ولم يعد الشارع سلبيًا تجاه أي مظلوم أو مغبون. كما انهارت كل المقدسات أمام قداسة الحياة وقداسة الحرية وقداسة الكرامة الإنسانية، أليست هذه هي مطالب الثورة وشعاراتها وتحوّلاتها؟ أمّا المجرمون والخطّاؤون المتمترسون بكراسيهم أو مكاناتهم الاجتماعية أو المالية أو الدينية فلم يعد لهم أي سلطة أو مكانة، وصار وجودهم كعدمه، وعما قريب تحين ساعة الحساب، وتحين ساعة الرحيل.
أما ملايين المهاجرين واللاجئين والنازحين فمصيرهم العودة الطوعية الكريمة، ولا مصير غيره، فالقضية السورية ليست قضية طرفاها محتل مغتصب ومحتل غاصب؛ بل هو مجرد صراع داخلي لا يمكن إلا أن ينتهي، وتنتهي كل توابعه ومخلّفاته بمجرد البدء بحَلّه والشروع بحلحلته، مثلما انتهت كل الصراعات في العالم عبر التاريخ.
ثم هناك شعوب وحكومات الأصدقاء والأشقاء، القريبين والبعيدين، تدفع بعزم وجديّة لمساعدة هذا الشعب على عودة الاستقرار. انطلاقًا من مبدأ أساسي معلن هو القطيعة مع ما سبق الثورة. والبناء على ما بعدها، وما آلت إليه موازين القوى، وما جرى من أحداث، وما وقع من جرائم ومخالفات، وما يضمن أمن واستقرار الإقليم. بالإضافة إلى العودة الطوعية الآمنة لكل السوريين إلى مناطقهم التي اضطروا لمغادرتها جراء الصراع. وخروج كل قوى الاحتلال والتدخّل الخارجي، بما في ذلك المتطرفين والمرتزقة.
هذا فيما تيار دعم الحرب يتهاوى، سواء جرّاء تورّطه ونزيفه على الأرض السورية أو جرّاء انشغاله واستغراقه في صراعاته الخاصة داخليًا وخارجيًا. كما أن أمراء الحرب من الطرفين باتوا جميعًا مطلوبين في جرائم حرب، ولا يمكنهم البقاء طويلا مختبئين من يد العدالة الوطنية أو الدولية، وهذا يجعل أمر استمرارهم أو بقائهم مسألة وقت.
أما اللمسات الأخيرة، التي ستُخرج الجميع من عنق الزجاجة إلى رحابة الحل المستدام، فيعتمد الإسراع فيها أو البطء، والنجاح بها أو الفشل، على أهلية وقدرة وجدية الوطنيين المسؤولين المبادرين وتعاونهم وتحملهم، والتفاف أكبر نسبة من المواطنين حولهم ودعمهم.
kitty core gangbang LetMeJerk tracer 3d porn jessica collins hot LetMeJerk katie cummings joi simply mindy walkthrough LetMeJerk german streets porn pornvideoshub LetMeJerk backroom casting couch lilly deutsche granny sau LetMeJerk latex lucy anal yudi pineda nackt LetMeJerk xshare con nicki minaj hentai LetMeJerk android 21 r34 hentaihaen LetMeJerk emily ratajkowski sex scene milapro1 LetMeJerk emy coligado nude isabella stuffer31 LetMeJerk widowmaker cosplay porn uncharted elena porn LetMeJerk sadkitcat nudes gay torrent ru LetMeJerk titless teen arlena afrodita LetMeJerk kether donohue nude sissy incest LetMeJerk jiggly girls league of legends leeanna vamp nude LetMeJerk fire emblem lucina nackt jessica nigri ass LetMeJerk sasha grey biqle