لفت الكاتب، والباحث السياسي من باشور كردستان لطيف فاتح فرج أن الهجمات الأخيرة لداعش على بعض مناطق كركوك، لا يمكن أن تتم بدون علم السطات، والاستخبارات التركية، وأشار إلى وجود مخطط تركي للسيطرة على مناطق من كركوك، وأكد: أن الديمقراطي الكردستاني، لم يكن ليرسل قواته على الجبهات مع الكريلا، لولا تلقيه أوامر من أنقرة.
لقد ازدادت في الآونة الأخيرة تحركات مرتزقة داعش في محيط كركوك، والتي تحولت إلى هجمات، فأسفرت الهجمات على مناطق كرميان، ومخمور وكركوك عن فقدان 25 شخصاً لحياتهم، خلال الأسبوعين الماضيين، فيما صرّحت قوات الدفاع الشعبي، أنها مستعدة لحماية المواطنين هناك من هجمات داعش.
أطماع تركيا بالنفط جرّاء ما يحدث
وحول تحرك مرتزقة داعش في محيط كركوك، وهجماتها على القرى المتاخمة لحدود كركوك، أوضح الكاتب والباحث السياسي من باشور كردستان، لطيف فاتح فرج لوكالة أنباء هاوار وقال: إن هجمات داعش الأخيرة على القرى المتاخمة لحدود كركوك، لها علاقة بالانتخابات البرلمانية العراقية، والفراغ الأمني الحاصل بعد الانتخابات، كما أن الأوضاع الأمنية المتأزمة، قبل الانتخابات أيضاً، لها دور في تنشيط خلايا داعش النائمة.
ولفت فرج إلى الأسباب، التي أدت لعودة نشاط داعش، قائلاً: هناك صراع في العراق بشكل عام، ومشاكل عالقة بين الكرد والتركمان، وأيضاً نداءات الجبهة التركمانية؛ لإخراج الكرد من كركوك، هذه الأسباب كلها، تهيئ بيئة ملائمة لداعش، كما أن العرب السنة، تحاول السيطرة على كركوك، وهنا يظهر سبب ثانٍ لزيادة الأطماع بمدينة كركوك، يتعلق بمسألة النفط، وخيرات المنطقة، حيث أن الدور التركي في ذلك كبير، أضف إلى ذلك فشل الكرد والسنة في التعايش فيما بينهم، ونفورهم من بعض ، هذه الأسباب كلها قد أدت إلى تنشيط داعش في المنطقة.
وعن تكثيف مرتزقة داعش لهجماتهم في المنطقة، أشار فرج: مرتزقة داعش ورقة ضغط كبيرة في يد الكثير من الدول، مثل الدولة التركية، وفي يد السنة، ومن المحتمل أن تقوم بعض الجهات الكردية في التعامل معها، وهم في الكثير من الأحيان يقومون بتحريك داعش، حسب مصالحهم، للضغط على بعضهم.
وشدد فرج: لتركيا الدور الأكبر والأبرز في مسألة عودة داعش، لأن لديها مطامع بمدينة كركوك، وهي مطامع تاريخية، وتمتلك الكثير من المخططات لاحتلالها، كما حدث سابقاً في شنكال، حين قامت قوات الديمقراطي، وتركيا بإرسال مرتزقة داعش لإبادة الإيزيديين، لذلك أستطيع القول: إن داعش في كركوك، يتحرك وفق أوامر من الدولة التركية، فكلنا نعلم أن الخلايا النائمة لداعش موجودة في المنطقة حتى الآن، وعندما يتاح لهم المجال يقومون بالهجوم.
مصير الأسلحة الواصلة لباشور كردستان
وعن الحملات المشتركة، التي تطلقها الحكومة العراقية، مع الديمقراطي الكردستاني، قال فرج: في الكثير من الأحيان الحكومة العراقية، وحكومة الديمقراطي الكردستاني، تعلنان عن حملة مشتركة للقضاء على داعش، فأثناء زيارة رئيس الحكومة العراقية مصطفى الكاظمي لهولير، تحدث عن عملية عسكرية مشتركة ضد داعش، ولكن إلى الآن لم يستطيعوا التنسيق فيما بينهم، للقضاء على داعش، والقوات في باشور كردستان تأخذ طابعاً حزبياً، فتتحرك حسب مصالح الأحزاب الرئيسة في المنطقة، فكلنا رأينا أثناء هجمات داعش على قرية لهيبان، قام مسعود بارزاني بإرسال بعض القوات؛ لمساندة الأهالي في المنطقة، لذلك برأيي إلى الآن الديمقراطي، والوطني، لم يتوصلا إلى إنشاء قوة عسكرية لمحاربة داعش، ولم يستطيعا أيضاً، أن يكونا مشاركين مع الحكومة العراقية، في شن حرب على داعش.
وتساءل فرج عن مصير الأسلحة، والمعدات العسكرية المرسلة من قبل قوات التحالف؛ لمحاربة داعش بقوله: منذ عام 2003 والكثير من الدول، مثل هولندا، وفرنسا، وألمانيا، وأمريكا، تقوم بإرسال الأسلحة والمعدات العسكرية لوزارة البيشمركة، وأيضاً بعد تأسيس التحالف الدولي لمحاربة داعش ، فإن التحالف على الدوام يقوم بإرسال الكثير من الأسلحة والمعدات لحكومة باشور، و لكن على الدوام وزارة البيشمركة، تشتكي من قلة المعدات العسكرية، في حين أننا نرى أن الكثير من هذه المعدات، التي يتحدثون عنها تباع في أسواق باشور كردستان، ما يثير الكثير من الشبهات والتساؤلات، عن مصير هذه المعدات والأسلحة.
وتطرق فرج، إلى الحديث عن إرسال قوات الديمقراطي الكردستاني؛ لمساعدة تركيا بمهاجمة قوات الكريلا فقال: إرسال الديمقراطي الكردستاني قواته إلى مناطق تواجد قوات الكريلا، جاءت بأوامر تركية، وهي جزء من مخططاتها الاستعمارية في المنطقة، فالدولة التركية على الدوام، تسعى إلى توسيع نفوذها عن طريق المؤامرات للسيطرة واحتلال المناطق، كقبرص، وروج افا، وإرسال المرتزقة إلى ليبيا، ودورها في الحرب بين أرمينيا وأذربيجان، فهي تحاول الآن احتلال باشور كردستان أيضاً، لذلك برأيي الشخصي إرسال الديمقراطي قواته إلى مناطق تواجد الكريلا، جزء من مخطط الدولة التركية في المنطقة.
