لا شيء.. فقط مقاومة

الشهباء/ فريدة عمر ـ

“لا شيء، فقط مقاومة”، هذه الجملة الوحيدة التي سمعناها، أثناء تجولنا ضمن مخيمات التهجير القسري في مقاطعة الشهباء، التي تعاني من انعدام أبسط مقومات الحياة الأساسية من كهرباء ومواد تدفئة وغيرها، ليؤكد المهجرون أن خيارهم في كل مرة المقاومة في وجه المخططات، التي تهدف لكسر إرادتهم.

دون أي مبالغة يعاني مهجرو عفرين، في مقاطعة الشهباء، وبالتحديد الذين يقطنون في المخيمات الخمسة “برخدان، سردم، عفرين، العودة، الشهباء”، تلك القطع البلاستيكية التي لا تقيهم لا من حر الصيف، ولا من برد الشتاء القارس، حولوها إلى لوحة فسيفسائية من ورود وأزهار توحي تعلقهم بالطبيعة، وإلى منبع للمقاومة، تستحق أن تكتب بأحرف من ذهب، في صفحات التاريخ، وأن تكون وصمة عار على جبين الإنسانية جمعاء، التي تلتزم الصمت حيال الجرائم والانتهاكات، التي تنتهك قوانين حقوق الإنسان كلها.

ففي بلدهم مهجرون، وفي بلدهم محاصرون، يعاني الآلاف من مهجري عفرين، بفعل الحصار الحكومي، على مقاطعة الشهباء، من انعدام تام لمادة المحروقات، التي تشكل أهم مقومات الحياة الأساسية، ففي ظل قدوم الشتاء، تشهد المنطقة كارثة إنسانية، من إيقاف تام لمولدات الكهرباء، وخروج القطاعات الصحية عن الخدمة، وتعطيل المدارس، وغيرها من الكوارث الأخرى، التي تنذر بالخطر عن قريب في حال استمرار هذا الوضع.

لا فرق بين تركيا وحكومة دمشق

وفي ظل استمرار انقطاع الكهرباء، والأوضاع التي تشهدها المخيمات، قامت صحيفتنا بجولة ضمن مخيم سردم، في مقاطعة الشهباء، والتقينا بعض المهجرين، حيث أشارت لنا سوزان محمد، بأن حكومة دمشق لا تفرق بسياستها عن الاحتلال التركي: “إن ما يمارسه الاحتلال التركي في عفرين المحتلة، وما تفعله حكومة دمشق بحقنا في مناطق التهجير القسري، من حصار خانق على المنطقة، جميعها سياسة واحدة تهدف إلى كسر إرادتنا ودفعنا للتهجير مرة أخرى”.

واختتمت قائلة: “إن صمت المجتمع الدولي، والجهات المعنية، عما يحدث بحق الأهالي، مشاركة في مخطط جرائم الإبادة بحقنا، جميع ما يحصل انتهاك صارخ لحقوق الإنسان وتحديدا المهجرين”.

“سنستمر في مقاومتنا”

فيما أشارت “أمينة أحمد” بأنهم على الرغم من جميع ما يحدث متمسكين بخيار مقاومتهم: “نستطيع العيش دون كهرباء وماء، لكن لا يمكننا العيش دون وطن، فهدفنا الأساسي تحرير أرضنا من رجس الاحتلال التركي ومرتزقته، وسنستمر في مقاومتنا حتى تحرير أرضنا، عار على الإنسانية محاربتنا بالماء والخبز، فكرامتنا لا تشترى ولا تسلب، ومقاومتنا لا تهزم لأننا أصحاب الحق والأرض”.