للمرأة الكردية حيز واسع في التاريخ، من حيث دورها المتميز في المجتمع، فدورها البارز حاضر في كل المجالات لتؤكد بأنها قادرة أن تكون في المقدمة دون منازع من الماضي للحاضر.
حققت المرأة الكردية نجاحات باهرة على جميع الأصعدة عبر التاريخ، فلم تبخل يوماً بتقديم التضحية تلو الأخرى، وكانت في الطليعة، وقفت إلى جانب الرجل وقفة عز وشموخ وإباء وحملت معه السلاح في ميدان القتال لتدافع عن وجودها ولتنتزع حرية شعبها من بين براثن ألد أعداء الإنسانية.
وعن دور المرأة الكردية عبر التاريخ التقت صحيفتنا “روناهي” مع عضوة اتحاد المثقفين في إقليم الجزيرة “كوثر مارديني” والتي أشارت في حديثها إلى أن الكرد هم أكثر من حققوا المساواة بين الجنسين، وأكثر من تقبلوا حرية المرأة ومنحوها مكانتها في المجتمع بالنسبة إلى شعوب المنطقة من الترك والفرس والعرب، وقالت: “على الرغم من أن المجتمع الكردي كان يتقبل فكرة المساواة بين الرجل والمرأة بسبب نضالهم معاً في الجبال وبعدهم عن المدينة وكانت حياتهم الدينية بعيدة عن التعصب الجنسوي، إلا أنها عانت الكثير من الصعوبات بسبب السلطة الذكورية في المجتمع”.
إرادة لا تقهر..
متابعةً بأن الفلسفة الزردشتية أكدت على أن المرأة الكردية التي ورثت قوتها من العصر النيوليتي تثبت بأنها تعيد أمجادها كما في ذاك العصر، وأردفت: “لهذا السبب نجد أن المرأة الكردية متميزة، فهي التي كانت تحكم قبيلتها أو عشيرتها وكانت لديها حاكمية مع الرجل عبر التاريخ، وشاركت في الحروب والثورات والانتفاضات، وبقيت روح المقاومة في دمها، وظلت متعلقة بأرضها ووطنها وشعبها رغم كل المآسي التي حل بشعبها”.
منوهةً بأن المرأة الكردية ناضلت حتى تمكنت من انتزاع بعض من حقوقها، لأنها كانت صاحبة إرادة وقوة، كما ضحت من أجل تحقيق حريتها، وأثبتت المرأة وجودها في المجتمع، وقالت: “ونعلم جميعاً بأن تاريخ المرأة الكردية حافل بالنضالات والكفاح، فنجد الكثير من النساء رمزاً للمقاومة في التاريخ أمثال “عدلة خانم وبسي وروشن بدرخان”.
مجابهة الاحتلال والتسلط
وأردفت كوثر قائلةً: “كان المجتمع الكردي يرزح تحت السلطة الذكورية قديماً، وعانت المرأة كثيراً بسبب ذلك، ولكنها لم تستسلم رغم جميع الصعوبات، وقاومت من أجل الحصول على حريتها، وحاربت إلى جانب عائلتها مثل قصة “قدم خير”.. أميرة فيلية ثائرة” عندما اعتقل أخوها، جمعت المقاتلين وانتفضت ضد رضا شاه في إيران ووقفت في وجهه، ومثل فاطمة رش عندما اعتقلت الحكومة العثمانية زوجها فوقفت إلى جانب عشيرتها وجمعت المقاتلين من أجل تحريره ولم تستلم، وقفت المرأة الكردية في وجه الأعداء منذ القدم وقاومت إلى جانب الرجل وشاركته في قيادة قبيلتها”.
تسير المناضلات الكرديات على نهج النضال والكفاح في وجه الظلم منذ القدم وإلى يومنا هذا، وضحت كوثر حيال ذلك: “إلى هذا اليوم و نساء الكرد لم يستسلمن، بل يسرن على درب المناضلات ويدافعن عن وطنهن، ويحملن شعلة المقاومة، ودائماً ما يكنّ في الصفوف الأمامية في الجبهات، وخير مثال على ذلك وحدات حماية المرأة YPJ، أمثال الشهيدات المناضلات آرين ميركان وآفيستا خابور، فلكثرة حبهن وتعلقهن بالوطن قاومن الاحتلال بكل جسارة ولم يقبلن الاحتلال والتسلط ودفعن أرواحهن الزكية في سبيل ذلك”.
الريادة في جميع المؤسسات
تتصف المرأة الكردية بأن روح المقاومة مغروسة في كيانها، حيث أكدت كوثر على ذلك بالقول: “تعمل المرأة الكردية في جميع المجالات بكل جدارة، وأخذت دورها الريادي في كافة مؤسسات الإدارة الذاتية بشمال وشرق سوريا، حيث نعمل في جميع المجالات السياسية والاجتماعية والعسكرية، ولدينا نظام الرئاسة المشتركة في مؤسساتنا”.
اختتمت عضوة اتحاد المثقفين في إقليم الجزيرة “كوثر مارديني” حديثها بالقول: “أتمنى حرية وخلاص المرأة الكردية من الظلام والتعرض للانتهاكات والهجمات، ونسعى أن تناضل وتعمل من أجل تطوير نفسها ومجتمعها، فهي التي تبني الأجيال، وعندما تبني جيلاً متحرراً محباً لأرضه ووطنه وشعبه فسوف نتحرر ولن نقهر”.
متابعةً بأن الفلسفة الزردشتية أكدت على أن المرأة الكردية التي ورثت قوتها من العصر النيوليتي تثبت بأنها تعيد أمجادها كما في ذاك العصر، وأردفت: “لهذا السبب نجد أن المرأة الكردية متميزة، فهي التي كانت تحكم قبيلتها أو عشيرتها وكانت لديها حاكمية مع الرجل عبر التاريخ، وشاركت في الحروب والثورات والانتفاضات، وبقيت روح المقاومة في دمها، وظلت متعلقة بأرضها ووطنها وشعبها رغم كل المآسي التي حل بشعبها”.
