قامشلو/ سيدار رشيد ـ مشاركة نسائية لافتة وبمختلف المجالات هذا العام مقارنةً بالأعوام السابقة بفعالية الأسبوع الأدبي في إقليم شمال وشرق سوريا بنسخته الثالثة، وأكدت المشاركات بأن مشاركة المرأة بإحساسها وقلمها الحر، عدت خطوة إيجابية لإثبات دورها في المجال الأدبي.
انطلقت فعاليات الأسبوع الأدبي، والذي نظمه ديوان الأدب لإقليم شمال وشرق سوريا لعام 2024 في فندق عين ديوار بمدينة ديرك، وقد استمر على مدار ستة أيام متتالية، بدءاً من تاريخ 27 نيسان المنصرم، وانتهاءً في الثاني من شهر أيار الجاري، بمشاركة وحضور نسائي لافت.
وتُقام فعاليات الأسبوع الأدبي مرة واحدة في كل عام وكان هذا عامه الثالث، حيث تناول ثلاثة موضوعات رئيسية، وناقش المشاركون في البرامج موضوعات “قضايا التأليف والنشر، وأدب الطفل، والنقد الأدبي”، وقد تخّلل البرنامج محاضرات، وندوات، وأمسيات، شعرية وقصصية، على مدار ستة أيام، وكان للمرأة مشاركة واسعة وحضور لافت فيه.
مشاركة نسوية لافتة
وعن مشاركة المرأة تحدثت الإدارية في ديوان الأدب بإقليم شمال وشرق سوريا وعضوة اللجنة التحضيرية لمهرجان الأسبوع الأدبي لعام 2024 بوطان هوشي: “نحن لجنة تحضيرية مؤلفة من ثلاث نساء، وأربعة رجال مشاركين”.
ونوهت بوطان في تكملة حديثها، بأن مشاركة المرأة في الأسبوع الأدبي هذا العام كانت جيدة مقارنة بالأعوام السابقة رغم عدم وصولها للمستوى المطلوب.
فيما لفتت بوطان إلى أنه كان للمرأة مشاركة يومية في الفعاليات، وبمجالات مختلفة في الشعر، والقصة بكلتا اللغتين “الكردية والعربية”، منوهةً، بأن المشاركات كنَّ من مقاطعة الجزيرة حصراً، لأن بعض الظروف منعت مشاركة المرأة من خارج المقاطعة.
إثبات دور المرأة الجوهري
ولمعرفة أكثر عن دور المرأة الذي لعبته في فعاليات الأسبوع الأدبي، التقت صحيفتنا “روناهي” مشاركات عدة، وكانت من بينهم “بيريفان الفارس“، والتي تحدثت في بداية حديثها عن مشاركتها في الأسبوع الأدبي: “مشاركتي في فعاليات الأسبوع الأدبي كانت في مجال الشعر، فألقيت قصيدة بعنوان (الطفولة)، أردت من خلالها إيصال رسالة للحضور والجيل القادم بشكل خاص، بأننا لم نعش طفولتنا كما نرغب، بل عشنا طفولتنا كحلم في خوف وقلق، فلم نتعلم لغتنا ولا ثقافتنا أما الآن فإن أطفالنا يتعلمون بلغتهم وثقافتهم دون حرمان من أي حق، بعكس السابق تماماً”.
وتابعت بيريفان، أما قصيدتي الثانية التي ألقيتها، فكانت بعنوان “Kerwanê Şoreşê”، وهي تتحدث عن حب الوطن والشهداء.
وعن أهمية دور المرأة في الفعالية، أوضحت بيريفان: “إن مشاركة المرأة بإحساسها وقلمها الحر، عدت خطوة إيجابية من أجل أدب، وتراث الكرد، والمرأة ولإثبات وجوديتها وحضورها”.
وناشدت بيريفان الفارس في ختام حديثها، يجب على المرأة الكردية أن تطور ذاتها دون خوف لأنها ذات إرادة وشخصية قوية.
الجرأة والثقة
وقد شاركت فاطمة مراد من الحسكة في مجال القصة، فرغم صغر سنها حصلت على الجائزة الثانية لهذا العام من خلال قصتها بعنوان “Koçber”، وقد حصلت سابقاً على الجائزة الثالثة في مهرجان المرأة التاسع، الذي أقيم منذ عامين تقريباً خلال مشاركتها بقصة تحت عنوان “Xatona Xemgîn”.
وقد عبرت عن فوزها بالجائزة: “أنا سعيدة جداً بمشاركتي في هذه الفعاليات، وبهذا العمر بين مجموعة مشاركين وبأعمار مختلفة، حيث لم أتجاوز 23 عاماً بعد”.
واختتمت المشاركة فاطمة مراد حديثها: “أقول لكل امرأة في العالم والفئة الشابة بشكل خاص، يجب أن تكون جريئة وتكسر حاجز الخوف، وعليها التمتع بخيال واسع وممارسة هواياتها بكل ثقة وحرية”.
برنامج الأسبوع الأدبي هذا العام
يذكر، أن فعاليات الأسبوع الأدبي يقام كل عام حيث أقيم أول مرة في مدينة قامشلو، والعام الثاني في كوباني، والعام الثالث “العام الحالي” في ديرك، وكان برنامج الأسبوع الأدبي لهذا العام كالتالي:
1ـ مناقشة قضايا التأليف والنشر: وذلك في تاريخ 27 من نيسان، وعقب الكلمات الافتتاحية من اللجنة التحضيرية والإدارة الذاتية الديمقراطية، عقدت محاضرة بعنوان “التأليف والنشر: الآفاق والفرص إلى جانب الصعوبات والتحديات”، وتخلّل البرنامج إلقاء قصائد باللغتين الكردية والعربية.
وفي تاريخ 28 من نيسان، عقدت ندوة بعنوان “قضايا التأليف والنشر” وسرد قصص باللغتين الكردية والعربية.
2ـ أدب الطفل: وفي 29 من نيسان، تم عقد محاضرة بعنوان ” أدب الطفل: المصطلح والنشأة، خصائصه ومضامينه “وإلقاء قصائد باللغتين الكردية والعربية.
ـ في الـ 30 من نيسان، عقدت ندوة بعنوان “أدب الطفل: تحديات ومقترحات” وسرد قصص باللغتين الكردية والعربية.
3ـ النقد الأدبي:
-في الأول من أيار، تم عقد محاضرة بعنوان “غياب النقد وتأثيره على الحياة الثقافية والأدبية” وإلقاء قصائد باللغتين الكردية والعربية.
في الثاني من أيار، عقدت محاضرة بعنوان “النقد الأدبي بين النظرية والتطبيق”، وسرد قصص باللغتين الكردية والعربية، فيما اختتم الأسبوع الأدبي في اليوم ذاته بقراءة البيان الختامي.
التوصيات…
وانتهت فعاليات اليوم الأخير بقراءة البيان الختامي، الذي تضمن جملة من التوصيات:
– العمل على إنشاء ورشاتٍ خاصة، أو أكاديمية مصغّرة، لتعليم وتدريب جيل الشباب والناشئين على أصول الفنّ الكتابي والإبداعي.
– العمل على دعم وتشجيع نشر وطباعة الكتب اللغوية أو المعاجم باللغة الكردية، وذلك نظراً للحاجة الماسة لجيل الشباب لها.
– متابعة الرقابة أكثر على الضوابط والآليات التي من شأنها الارتقاء بالعمل الطباعي، سواءً من حيث الشكل أو المضمون.
– الاهتمام بأدب الطفل في المناهج الدراسية، عدم الاقتصار على المواضيع الأدبية، وإيلاء الاهتمام لمختلف العلوم. وضع استراتيجيات طويلة الأمد فيما يخلص أدب الطفل. إصدار مجلات محكمة وموثوقة تستطيع إغناء شخصية الطفل. وإنشاء مكتبات للأطفال. وإنتاج أغانٍ مصورة للأطفال.
– التخلص من حالة النقد الانطباعي، عبر دعم النقّاد من خلال مؤسسة أو مشروع، لوضع قواعد تخص النقد الأدبي وأسسه المنهجية.
-التبنّي الرسمي لعملية النقد الأدبي في المؤسسات الثقافية والإعلامية، ومنح النقد الأدبي مساحةً مناسبة في الوسائل الإعلامية المختلفة.
– تشجيع ودعم جلسات القراءة النقدية، التي يعقدها ديوان الأدب، ودعم المبادرات النقدية في سبيل الارتقاء بالعمل النقديّ.
