في ذكرى المجازر المُرتكبة بحق الأرمن… تركيا تاريخٌ حافل من الدماء والمجازر بحق الشعوب
على الرغم من مرور 107 عاماً على الإبادة الجماعية التي ارتُكبت بحق الأرمن، لا تزال الدولة التركيّة الفاشية تعمل بنفس العقلية لإبادة الشعب الكردي.
المذابح ضد الشعوب المتطلعة للحرية لوّنت صفحات التاريخ بالدماء، وحتى الآن يستمر الخوف من تكرار المجازر بحق الشعوب، كالإبادة الجماعية للأرمن، الهولوكوست في جنوب كردستان “باشور كردستان”، المجازر بحق الكرد في الأنفال والأسلحة الكيماوية، المجازر في شمال كردستان “باكور كردستان”، ديرسم، آمد، أكري، وادي زيلان وروبوسكي، مذبحة ضد الكرد الفيليين، الإبادة ضد الإيزيديين وعشرات الجرائم ضد الإنسانية من قبل دولة الاحتلال والفاشية، حيث قُتل آلاف الأشخاص في هذه المجازر.
تاريخ الأتراك والأرمن كقوميتين مليء بالمذابح، حيث لم تقبل السلطات التركية دائماً وجود الأرمن، لأكثر من ألف عام، ارتكبت كل حكومة تركية مجازر بحق الشعب الأرمني.
بحلول بداية القرن الحادي عشر، كانت القبائل التركية من آسيا الوسطى، والمعروفة باسم السلاجقة، قد انتقلت بالفعل إلى الشرق، حيث تعرض الأرمن للهجوم مرتين عام 1048 و1049 وقُتل الآلاف منهم ودُمرت مواطنهم.
مرةً أخرى في 1054 بدأ الأتراك تحت حكم السلطان تورغول بك بارتكاب عمليات السلب والنهب والقيام بالمجازر من أتراباتكا إلى أرمينيا.
في عام 1064، غزا السلطان ألب أرسلان، وهو مواطن من تورغول، أرمينيا للمرة الرابعة، ففي عام 1071 تم اتخاذ حملة جديدة ضد الأرمن وانتصر السلاجقة على الرومان في ملاذ كرد، أدى ذلك إلى احتلال الأتراك لجزء كبير من أراضي أرمينيا.
في القرن الثالث عشر، غزا المغول والتتار أرمينيا وفي عام 1236 استولى جيش قوامه 20 ألف مقاتل على منطقة جارمقان والقوقاز وأرمينيا، حكم المغول أرمينيا لما يقارب من 200 عام، أدى الاحتلال المغولي إلى تدمير أرمينيا ونهبها.
في نهاية القرن الرابع عشر، غزت القبائل التركيّة أرمينيا مرةً أخرى تحت قيادة تيمور لنك. نتيجة لذلك، في عام 1390 غزت أرمينيا بأكملها ودمرت مدنها وقتلت شعبها.
تقسيم أرمينيا بين الصفويين والعثمانيين
في عام 1514 اندلعت حرب بين الصفويين والعثمانيين في جالديران، نتيجة لذلك في عام 1555 تم إبرام أول معاهدة رسمية بين العثمانيين والصفويين، وفقاً لهذه الاتفاقية، تُركت أرمينيا الشرقية للصفويين وتركت أرمينيا الغربية للعثمانيين.
في 1574 احتل العثمانيون تحت حكم الشاه عباس غرب إيران والقوقاز، أمر الشاه عباس بنقل الأراضي الأرمنية إلى إيران، وأدى ذلك إلى ارتكاب مجزرة أخرى ودُمِّرت أرمينيا.
المجزرة الكبرى بحق الشعب الأرمني
عندما كانت الحرب العالمية الأولى تقترب، كانت الإمبراطورية العثمانية على وشك الانهيار، تنهار يوماً بعد يوم، كان اتحاد الترقي الذي استولى على الإدارة العثمانية عام 1908 وتورطوا في أعقاب تلك الأيام، وكانوا يبحثون عن مخرج.
أدى اندلاع الحرب العالمية الأولى عام 1914، وبقيادة اتحاد الترقي، إلى مذبحة بحق الأرمن بحجة “افتعال التوترات”. في البداية أرادوا تشويه صورة الأرمن، قالوا عنهم أنهم يقفون إلى جانب روسيا، ويريدون إقامة دولة مستقلة، وحملوا السلاح ويشنون الهجمات، كانت هذه كلها جزءاً من الاستعدادات لارتكاب المجزرة، في 24 أبريل 1915، بدأت تركيا الإبادة الجماعية ضد الأرمن واستمرت لمدة عامين.
وبحسب المصادر، تم ذبح 1.5 مليون أرمني في مدن مختلفة من تركيا وباكور كردستان، أي في المناطق الواقعة تحت السيطرة العثمانية، ونزح حوالي 500 ألف أرمني.
بين عامي 1915 و 1923 هُجِّر مع الأرمن، أيضاً 500000 سرياني و 750.000 من اليونانيين.
الاعتراف بالإبادة الجماعية للأرمن
على الرغم من مرور 107 سنوات على الإبادة الجماعية بحق الأرمن، فإن تركيا لم تعترف بعد بالمجزرة ولا تعتبرها مجزرة، في جميع أنحاء العالم حتى الآن، اعترفت 31 دولة على أنها إبادة جماعية، بعض هذه البلدان هي الأرجنتين وألمانيا وبلجيكا وفرنسا وهولندا وقبرص والسويد وسويسرا وإيطاليا وكندا ولبنان وروسيا وسلوفاكيا وأوروغواي واليونان وبولندا وفنزويلا وتشيلي، في الولايات المتحدة، قبلت 36 ولاية من أصل 50 ولاية بهذه الإبادة.
