شدّد الرئيس المشترك لمكتب العلاقات الدبلوماسية لحزب الاتحاد الديمقراطي في إقليم الفرات، بكرحج عيسى، على أنّ مقاومة كوباني، انتصرت بإرادة شعوب شمال وشرق سوريا، وأكّد: أنّه في كوباني تحقّق الانتصار الكبير والتضامن العالمي، وفتحت الطريق لتحرير باقي المناطق بشمال وشرق سوريا.
في الشرق الأوسط عموماً، لا تلقى إرادة الشعوب أيّ اهتمام من قبل الأنظمة الدكتاتورية المتسلطّة على رؤوس شعوبها، لذا كان ما سمّي ( بالربيع العربي)، التي بدأ بصرخة الشعوب، ولكن انتهى بتوجيه أغلبها من قبل أجندة لهم مصالحهم الخاصة بعيدة كلّ البعد عن إرادة الشعوب ومصالحها، ولكن في، روج آفا، وشمال وشرق سوريا، كان الوضع معاكساً، حيث أنّ الثورة بدأت بكفاح شعوب شمال وشرق سوريا، دعت للحرية وأخوة الشعوب بفكر وفلسفة قائد الأمّة الديمقراطية القائد عبد الله أوجلان، بعيداً عن المصالح الخاصة؛ لتبدأ ثورة هذه الشعوب بدايةً، بتنظيميهم لأنفسهم، ومن ثمّ ترسيخ مبدأ الحماية الجوهرية، والدعوة للحرية والديمقراطية؛ لذا أصبحت ثورة روج آفا، مثالاً يُحتذى به في العالم أجمع.
المحتلُّ التركيُّ يستهدف الشعوب الرافضة لاحتلالها
ثورة روج آفا، بشكلها الديمقراطي والتشاركي، باتت تشكّل خطراً كبيراً على الدول الرأسمالية، والمعادية لحقوق الإنسان، بخاصّة الدولة التركية المحتلّة، التي تستهدف الشعوب الحرّة، كشعوب روج آفا، لأنّها تقف في وجه عنجهيتها، وتنادي بالحرية والديمقراطية؛ فتفضح بذلك دموية هذا النظام، وردّاً على المطالب المنادية بالحرية لشعوب شمال وشرق سوريا؛ عمد الاحتلال التركي إلى تنظيم أكبر عدد من المرتزقة بأسماء وفصائل مختلفة ومن أكثرها وحشية مرتزقة داعش؛ وذلك لكسر إرادة هذه الشعوب والاستيلاء على خيرات سوريا، باقتطاع أجزاء منها من خلال هؤلاء المتطرفين، الذين أذاقوا الشعوب السورية الويلات حتى بات هؤلاء المرتزقة يشكّلون خطراً على العالم أجمع، وليس على سوريا فقط.
ومن أبرز انتصارات ثورة روج آفا، كان تحرير كوباني، وانتصار مقاومتها في وجه مرتزقة داعش وداعميهم، حيث تحوّل هذا النصر إلى ملحمة بطولية استقطبت العالم، وأدرك العالم حقيقة الدفاع عن الإنسانية والقيم، التي تخصّ عموم العالم، فأصبحت بداية الانهيار الفعلي للإرهاب، المقاومة التي ظهرت في شمال وشرق سوريا، لم تكن مقاومة عادية؛ لأنّها ساهمت في حماية سوريا وشعوبها وعموم العالم.
كوباني لقّنت الأعداء دروساً في المقاومة
كوباني المدينة الكردية السورية الواقعة في شمال وشرق سوريا على الحدود السورية التركية، تقع على بعد 30 كيلومتراً، شرق نهر الفرات وحوالي 150 كيلومتراً، شمال شرق حلب، تحرّرت من قوات الحكومة السورية في 19 من تموز عام 2012، لتكون أولى المدن الكردية التي تتحرّر من سيطرتها.
وبغية كسر إرادة الشعوب في شمال وشرق سوريا؛ لأنهم نظّموا أنفسهم، وشكّلوا قوّاتٍ خاصّةً بهم، تدعو للحرية والديمقراطية، هاجمها الأعداء من كلّ حدبٍ وصوب، بدءًا بما يُسمى “الجيش الحر”، ومروراً بمرتزقة جبهة النصرة (هيئة تحرير الشام حالياً)، وصولاً إلى داعش، هاجمت أطراف عدة مدينة كوباني، لكنّ المعركة المفصلية كانت مع (داعش)، الذي شنّ هجوماً واسعاً على كوباني وقراها، في 15/16 من أيلول عام 2014، سيطروا خلالها على معظم القرى، وأكثر من نصف مساحة المدينة، إلاّ أنّ وحدات حماية الشعب والمرأة، دافعت عنها وحرّرتها بعد 134 يوماً من المعارك المتواصلة، ليتمّ طرد مرتزقة (داعش) من المدينة رسميّاً يوم 26 من كانون الثاني عام 2015.
وبعد هذا النصر الكبير، والذي عدّ مكسباً من مكتسبات التاريخ النضالي في وجه أعتى القوى الظلامية والوحشية والمتمثلة بمرتزقة (داعش)، حيث سطّر المدافعون عنها ملاحم بطولية في المقاومة، وفي معارك الكرامة التي خاضتها مدينة، كوباني، تضامنت معها شعوب العالم جميعها، واتّحد الرأي العام العالمي لمساندة مقاومة كوباني؛ لتصبح بذلك رمزاً للمقاومة، وأيقونة للسلام، فأُعلِن الأوّل من شهر تشرين الثاني يوماً عالمياً للتضامن مع كوباني.
تضامن العالم لم يأتِ من فراغ
وحول المقاومة الباسلة لشعوب، روج آفا في ملحمة، كوباني حدّثنا الرئيس المشترك لمكتب العلاقات الدبلوماسية لحزب الاتحاد الديمقراطي في إقليم الفرات، بكر حج عيسى وقال: بدايةً ننحي إجلالاً وإكراماً أمام بطولات أبطالنا في جبهات القتال، والشهداء الذين ضحّوا بدمائهم الطاهرة من أجل أن تحيا شعوبنا بسلام في ملحمة كوباني ومقاومة عفرين، وسري كانيه، وكري سبي، وكلّ بقعة من شمال وشرق سوريا.
وأوضح حج عيسى: سطّرت وحدات حماية المرأة والشعب ضد همجية (داعش) أروع ملاحم البطولة في مقاومة، كوباني؛ لذا تضامن مع هذه المقاومة شعوب العالم؛ لأنّ هذا الانتصار لم يكن اعتيادياً؛ ففيه هُزمت أعتى المجموعات الراديكالية المتطرّفة، الذين كانوا يشكّلون بإرهابهم خطراً على العالم أجمع، وبهذا النصر بات العالم مديناً لقواتنا.
وتابع حج عيسى: ملحمة قلعة الصمود، كوباني، بالرغم من الهجوم عليها من قبل المرتزقة، الذين دعمهم أردوغان ومددهم بالأسلحة الثقيلة، والذي كان يأمل بأن تسقط في أيديهم خلال ساعات قليلة كما صرّح، استطاعت أن تفشل مخططات هذا النظام الفاشي فشلاً ذريعاً، وعلى رأسهم أردوغان من خلال المقاومة الباسلة التي أبدتها قواتنا، لذا تضامن العالم مع هذه المقاومة، وأُعلن عن يوم التضامن العالمي مع كوباني في الأوّل من تشرين الثاني.
واختتم الرئيس المشترك لمكتب العلاقات الدبلوماسية لحزب الاتحاد الديمقراطي في إقليم الفرات، بكر حج عيسى حديثه قائلاً: في هذا اليوم نقدّم خالص امتناننا لشعوب شمال وشرق سوريا كلّها، التي قامت بدورها وواجبها بعد ثورة روج، آفا ومقاومة شعوب شمال وشرق سوريا، وضحّت للحفاظ على مكتسبات هذه الثورة، التي تحقّقت بفضل دماء شهدائنا؛ لذا نناشد شعوبنا، أن يستمرّوا على الوعد والعهد والسير على خطى هؤلاء الشهداء، والاتحاد مع دماء الشهداء وثورة الحرية، التي كانت من نتاج فكر وفلسفة قائد الأمّة الديمقراطية القائد، عبد الله أوجلان، ونؤكّد أنّ ملحمة كوباني كانت في أساسها ثورة أخلاقية وإنسانية؛ لذا كان النصر حليفها، كما نأمل في هذا اليوم من الشعوب، التي تضامنت معنا، أن تساندنا، وتبدي موقفها من الهجمات المستمرّة لدولة الاحتلال التركي على شعوب شمال وشرق سوريا”.
في الشرق الأوسط عموماً، لا تلقى إرادة الشعوب أيّ اهتمام من قبل الأنظمة الدكتاتورية المتسلطّة على رؤوس شعوبها، لذا كان ما سمّي ( بالربيع العربي)، التي بدأ بصرخة الشعوب، ولكن انتهى بتوجيه أغلبها من قبل أجندة لهم مصالحهم الخاصة بعيدة كلّ البعد عن إرادة الشعوب ومصالحها، ولكن في، روج آفا، وشمال وشرق سوريا، كان الوضع معاكساً، حيث أنّ الثورة بدأت بكفاح شعوب شمال وشرق سوريا، دعت للحرية وأخوة الشعوب بفكر وفلسفة قائد الأمّة الديمقراطية القائد عبد الله أوجلان، بعيداً عن المصالح الخاصة؛ لتبدأ ثورة هذه الشعوب بدايةً، بتنظيميهم لأنفسهم، ومن ثمّ ترسيخ مبدأ الحماية الجوهرية، والدعوة للحرية والديمقراطية؛ لذا أصبحت ثورة روج آفا، مثالاً يُحتذى به في العالم أجمع.
