روناهي/ الدرباسية –
قال نائب الرئاسة المشتركة لدائرة العلاقات الخارجية للإدارة الذاتية الديمقراطية بشمال وشرق سوريا، فنر الكعيط، إن علاقة الإدارة الذاتية مع المجتمع الدولي لا تزال تنحصر في إطار مكافحة الإرهاب، وأشار إلى إن أي اعتراف سياسي بهذه الإدارة، لا بد أن يبدأ من الداخل عبر الحوار السوري – السوري، والوصول إلى سوريا تعددية، لا مركزية.
على الرغم من افتتاح العديد من الممثليات للإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا في عواصم العديد من الدول، إلا إن هذه الإدارة لا تزال تفتقر إلى اعتراف العالم السياسي بها، حيث تنحصر علاقة هذه الدول مع الإدارة في إطار الجهود المشتركة في مكافحة الإرهاب، وهذا ما يفسر إرسال تلك الدول وفودها الرسمية إلى شمال وشرق سوريا، عندما يتعلق الأمر بإجلاء رعايا تلك الدول من عوائل داعش.
هذه الازدواجية في المعايير وفي التعامل مع الإدارة تطرح العديد من التساؤلات، أهمها تلك التي تدور حول الصعوبات، التي تمنع الدول بالاعتراف السياسي بهذه الإدارة، لا سيما أن الاعتراف من شأنه مساعدة الإدارة الذاتية في حل العديد من القضايا، وعلى رأسها ما يتعلق بملف مكافحة الإرهاب.
الاعتراف يبدأ من الداخل السوري
وحول هذا الموضوع، التقت صحيفتنا نائب الرئاسة المشتركة لدائرة العلاقات الخارجية في الإدارة الذاتية الديمقراطية، فنر الكعيط حيث قال: “فيما يخص العلاقات الدولية، هناك قوانين في كل دولة تنظم علاقة هذه الدولة مع الدول الأخرى، والإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا جزء من سوريا، والاعتراف بداية يبدأ من الداخل السوري، من خلال الحوار السوري – السوري، لإيجاد الصيغة القانونية والإدارية، وانطلاقا من ذلك، فإن الإدارة مستمرة في الحوار مع الحكومة المركزية في دمشق، لإيجاد الحل المناسب للتوافق، وهذا يسهل على الإدارة، ويوضح علاقتها مع الكثير من الدول”.
وأضاف الكعيط: “هناك ممثليات للإدارة الذاتية في الكثير من الدول، نتواصل معها بشكل رسمي في جوانب عديدة، من ضمنها ما يتعلق بعوائل مرتزقة داعش ومحاربة الإرهاب، وأيضا لدينا علاقات اقتصادية، وإنسانية مع هذه الدول”.
لا بد من حوار سوري – سوري
وتابع الكعيط: “نحن في الإدارة الذاتية يهمنا بالدرجة الأولى، أن يكون هناك حوار سوري – سوري جاد، للوصول إلى صيغة توافقية بين السوريين، وكذلك لإيجاد صيغة قانونية نستطيع من خلالها التواصل مع العالم الخارجي، وفي هذا الإطار حواراتنا مع دمشق مستمرة، وهناك فريق مختص لمتابعة هذا الحوار، كما إن أبواب الإدارة مفتوحة للتواصل مع الأطراف السورية الأخرى، حيث أن مبدأ الإدارة الذاتية يرتكز على أساس الحوار مع الأطراف السورية كلها، انطلاقا من المسؤولية، التي تحملها الإدارة الذاتية على عاتقها تجاه الشعب السوري”.
واستدرك الكعيط: “من جانب آخر، فإن حوارات الإدارة الذاتية مستمرة مع أطراف المعارضة، وخاصة تلك التي تؤمن بالحوار مخرجا لما يعيشه السوريون، بعيدا عن أي تصنيف مذهبي، أو عرقي، أو ديني، وقد التقينا مع العديد من هذه الأطراف، واستطعنا أن نخطو خطوات جدية في هذا الاتجاه”.
واختتم نائب الرئاسة المشتركة لدائرة العلاقات الخارجية في الإدارة الذاتية، فنر الكعيط حديثه بأهمية الاعتراف بالإدارة الذاتية: “نحن في الإدارة الذاتية، هدفنا هو الوصول إلى سوريا تعددية ديمقراطية لا مركزية، وسنستمر في العمل مع الأطراف الديمقراطية كافة، سواء مع النظام، أو مع المعارضة، للوصول إلى هذا الهدف، لأن تحقيق هذا الهدف سيمكن الإدارة الذاتية من التواصل مع العالم الخارجي بشكل قانوني، وبالتالي سيكون من السهل على الإدارة نيل الاعتراف السياسي للمجتمع الدولي”.
