فنانة تشكيلية تجسد المرأة بالطبيعة

قامشلو/ دعاء يوسف ـ

“وجه مرفوع حالم لامرأة امتدت منها فروع شجرة، حملت الأوراق، وتزينت بالزهور، فتفرعت إلى فروع عديدة، فشكلت فستاناً راقص الطبيعة، إلى جانبها لوحة لامرأة تحولت إلى زهور الأقحوان في ثوب يزيدها جمالاً” بهذه اللوحات، التي رُسمت على الورق، ولُونت على الخشب، ورقصت مع الطبيعة، جسدت الفنانة التشكيلية روان خليل معالم جمال اندماج الطبيعة بالمرأة.

استوحت من الطبيعة جمالها، فرسمت معالمها وألوانها، عشقت الخيال والغروب فصورته على الخشب، روان خليل ابنة مدينة قامشلو تبدع أناملها بريشة الفن، وتدمج الطبيعة وجمالها بالمرأة.

بالرغم من اختصاصها البعيد عن الرسم، فهي حاملة إجازة في الأدب الإنكليزي، لكنها برعت بالرسم والتلوين، فقد عبرت عن جمال الحياة ورونقها، إذ نقلت للعالم الجانب المشرق من الحرب، وهو زهور الحياة، التي مازالت تتفتح، فلوحات روان المعروضة تبث في روح المتلقي الحياة وجمالها بصورة بسيطة، وخطوط رفيعة معبرة.

ولد شغف الرسم لديها منذ نعومة أظفارها إلا أنه لم يكن الحلم، وبالرغم من عشقها له، لم تدرسه وتختصّ به، ولكنها كلما كبرت كبر شغفها بالفن والرسم؛ لذلك بدأت بتدريب نفسها على أن تكون فنانة تشكيلية محترفة: “لقد عشقت الرسم في الصغر، وكبر ليصبح حلمي في الكبر”.

وعن اللوحة الأقرب على قلب روان هي لوحة رسمت فيها المرأة على هيئة شجرة حياة والتي وصفتها بهذه الكلمات: “المرأة كشجرة ببداية الربيع وبداية الحياة، وتولد الحياة مع المرأة”.

وقد شاركت روان في مهرجان أدب وفنّ المرأة بدوراته التسع، بالإضافة إلى العديد من المهرجانات والمعارض المشتركة، فتشارك بها منذ عام 2014: “أسعى للتواجد والمشاركة في مختلف المعارض، حيث دائماً ما أحدد مشاركاتي بأعمال أخص بها هذا النوع من الحرف، والرسومات، لأنها تكون قليلة أو معدومة في المعارض، وبالأخص قسم الأعمال اليدوية”.

فيما تبين روان أنها لم تتعلم الرسم أكاديمياً، إلا أنها تنمي موهبتها بنفسها، من خلال التعلم على مواقع التواصل الافتراضي وورشات العمل، التي تشارك بها مع فنانين أخرين، وتبين أن ورشات العمل ساعدتها كثيراً في اكتساب المعرفة والخبرة، التي يحتاجها الفنان إلى جانب الموهبة.

وأن الرسم على الخشب أصعب من الورق واللوحات الفنية كما بينت روان إذ أن العملية تستمر لأيام، وعن الخطوات، التي تتبعها روان في الرسم على الخشب تقول: “الخطوات طويلة وتستمر لأيام، ففي بداية العمل نأخذ جذع الشجرة للنجار ليقطعه بالطريقة التي نريدها، ونبدأ بتأسيس الجذع، ونطليه بالغراء، وبعد أن يجف نرسم فوقه بالألوان الصور والأشكال، التي نرغب بها، وفي اليوم الثاني نضع مادة اللكر لحماية اللوحة وثبات اللون، وقد تستغرق القطعة منا أسبوعا كاملاً”.

كما تواجه روان كغيرها من الفنانين العديد من الصعوبات المادية، التي تقف عائقاً أمام أحلامهم: “إن مواد الرسم غالية جداً، وإقبال متذوقي الفن على ما نرسم ضعيف، والدعم المقدم للفنان قليل، وقد يكون شبه معدوم، وهذا يجعلنا غير قادرين على الرسم دائماً”.

وبالرغم من غلاء مواد الرسم تشير روان إلى عدم توفرها أيضاً: “ليست كل الألوان متوفرة، وهناك أنواع ريش نبحث عنها لسنوات حتى نجدها في المحافظات السورية، وقد نطلبها من الخارج، فمن الصعب توفير المواد الفنية والمواد التي نحتاجها كفنانين تشكيليين، لأنها تختلف عن المواد التي يستخدمها طلاب المدارس”.

تعمل روان إلى جانب الرسم بالنحت والأعمال اليدوية والتشكيلية، وتحاول أن تنمي موهبتها من خلال مشاركتها في العديد من المعارض، واختمت روان خليل حديثها مشجعة الشابات والشبان على الاستمرار من أجل تحقيق الحلم: “لقد وقفنا على محطات الحياة، إلا أننا لا نزال مستمرين بالرغم من الظروف الصعبة، التي نعاني منها، ونسعى لنحقق حلمنا، وحلم الأجيال من بعدنا”.