سياسية - اجتماعية - ثقافية - عامة، تأسست عام 2011

فراخُ العصافير

صبري يوسف (كاتب وتشكيلي سوري)-

إهداء: إلى طفولتي وأُسرتي الَّتي كانت تعانقها سهول القمح أيَّام الحصاد!
أحنُّ إلى أيّامِ الحصاد، كنتُ أتوهُ بكلِّ شغفٍ بينَ متاهاتِ الحقولِ، ألملمُ النَّباتات الملوّنة بأبهى أنواعِ الزُّهورِ، تتراقصُ أمامي صورٌ ومشاهدُ مسربلة بين طيَّاتِ الغمام، عندما كنتُ طفلًا، كنتُ أعبرُ البراري الفسيحة، أركضُ خلفَ الفراشاتِ والجرادِ الأخضر، أهربُ من لملمةِ باقاتِ الحنطة، كانت أُمّي تقولُ لأسرتي: دعوهُ يفرحُ معَ عوالمِ الفراشاتِ والعصافير.
أتذكّرُ جيِّدًا كيفَ قادتني إحدى الفراشات إلى أعماقِ الحقلِ وإذ بي أمامَ عشِّ عصفورٍ، فيه فراخ صغيرة تفتحُ مناقيرَها عطشًا.. تساءَلتُ: هل هذه الفراخ عطشى مثلي، أم أنّها تتوقُ إلى أحضانِ الأمِّ؟! .. ركضْتُ نحوَ جرّةِ الماءِ، ثمَّ عدْتُ حاملًا في يدي الصَّغيرة طاسةَ ماءٍ، فقالَتْ أمّي: لمَنْ هذا الماء يا بني؟ ركضْتُ نحوَ الجهةِ المعاكسة لأهلي قائلًا: لفراخِ العصافير، ضحكَتْ أمّي، ثمَّ قالَتْ: ونحنُ ألَا نستحقُّ قليلًا من الماءِ يا بني؟! سآتي حالًا يا أمّي، .. تهْتُ عنِ العشِّ ولم أهتدِ إليهِ؛ لأنّهُ كانَ وسطَ الحقلِ، ثمَّ جلسْتُ وحيدًا وسنابلُ القمحِ تحضنُ دمعي، قَلِقَ الأهلُ عليَّ عندما طالَ بهم الاِنتظار، وخافوا أن تكونَ قد لسعتني أفعى في قيظِ تلكَ الظَّهيرة في رحابِ الحقلِ.. ثمَّ استنفروا يبحثونَ عنّي فوجدتْني أختي، زغردَتْ وقالَتْ: هو ذا صبري، ثمَّ حملتني وهي تمسحُ دمعي، فبكيتُ أكثر، سألتني أمّي: ماذا تريدُ يا ابني؟ قلْتُ لها: أضعتُ طريقَ الفراخِ! .. ضحكوا، فجنَّ جنوني وطلبْتُ منهم أن يمشّطوا الحقلَ بحثًا عنِ العشِّ، تلكَؤُوا في بادئِ الأمرِ، لكنّي بدأتُ أبكي بصوتٍ عالٍ، فما وجدوا بدًّا إلَّا أن ينصاعوا إلى أمري، وبدَؤُوا يبحثونَ عن العشِّ، أمسكَتْ أختي يدي ونحنُ نمشي. بعدَ لحظاتٍ سمعْتُ أمّي وهي تزغرد (كليليليليلي!): هو ذا العشُّ يا صبري!
ركضْتُ بفرحٍ، آهٍ .. ولكن أينَ طاستي؟ قلْتُ لأختي: اركضي، نسيْتُ طاستي هناكَ عندَ دمعتي، ركضَتْ أختي بسرعة البرقِ ثمّ جاءَتْ تحملُ رغبتي، أمسكْتُ الطَّاسة ثمَّ وضعْتُ إصبعي في الماءِ وبدأتُ أنقِّطُ قطراتِ الماءِ في حلوقِ الفراخِ وهي تفتحُ مناقيرَها الغضّة، نظرَ والدي إليَّ بتمعُّنٍ، ثمَّ همسَ في أذن أمّي، كنتُ غائصًا في عوالمِ الفراخِ، أُغدِقُ على حلوقِهم العطشى مطري، سمعْتُ والدي يقولُ لأمّي: هذا الولد “مو عادي”، فقالت أمّي: “خلّي” يفرح معَ فراخِ العصافير، فقالَ لها: “خلّي” يفرح لكنّه شديدُ الحساسية إلى درجةٍ لا يتصوّرُها عقلي، وأخافُ عليهِ من الجنونِ؛ جنونِ الحبِّ والعشقِ، جنونِ التَّواصلِ معَ اِخضرارِ الكونِ!
.. فَرِحْتُ عندما ارتوت الفراخُ، ثمَّ أمسكْتُ الفراخَ بيدي وبدأتُ أداعبُ زغبَها النَّديَّ، أتذكَّرُ أنّني قبَّلتُها .. كنْتُ أشعرُ وكأنَّها تشكرُني، كانتْ عيونُها الصَّغيرة تنظرُ إلى عيوني، هل فهمَتْ أنّني لسْتُ أباها ولا أمّها؟!
هل عرفَتْ أنّني دمعةٌ ساخنة تخرُّ على فضاءِ الرُّوحِ؟.. شوقٌ جامحٌ إلى هلالاتِ العشقِ، ومضةُ فرحٍ طريّة فوقَ جباهِ النَّسيمِ، طفولةٌ مفروشةٌ فوقَ أمواجِ البحرِ. تعالي يا طفولتي أريدُ أن أفترشَكِ فوقَ أجنحتي؛ لعلَّكِ تفتحين أمامي أبوابَ النَّعيمِ.
kitty core gangbang LetMeJerk tracer 3d porn jessica collins hot LetMeJerk katie cummings joi simply mindy walkthrough LetMeJerk german streets porn pornvideoshub LetMeJerk backroom casting couch lilly deutsche granny sau LetMeJerk latex lucy anal yudi pineda nackt LetMeJerk xshare con nicki minaj hentai LetMeJerk android 21 r34 hentaihaen LetMeJerk emily ratajkowski sex scene milapro1 LetMeJerk emy coligado nude isabella stuffer31 LetMeJerk widowmaker cosplay porn uncharted elena porn LetMeJerk sadkitcat nudes gay torrent ru LetMeJerk titless teen arlena afrodita LetMeJerk kether donohue nude sissy incest LetMeJerk jiggly girls league of legends leeanna vamp nude LetMeJerk fire emblem lucina nackt jessica nigri ass LetMeJerk sasha grey biqle