المكان: بلدة سروج التابعة لولاية الرها (أورفا) باكور كردستان
الحدث: ارتقاء 33 روحاً فتيّة إلى السماء
السبب: تفجير انتحاري
جاءوا من مناطق مختلفة من كردستان وتركيا فرحين بما حملت حقائبهم الظهرية من ألعاب لعلها ترسم الابتسامة على وجوه أطفال كوباني، كوباني تلك المدينة الكردية التي أصبحت أسطورة بفضل مقاومة أبنائها التاريخية في مواجهة أعتى قوة وحشية فرّت من أمامها جيوش دول (العراق – سوريا). هذه المقاومة التي قادها شبان وشابات في عمر الورد، دعماً لهم ووفاءً لذكراهم تحركت الشبيبة الثورية في كردستان وتركيا وبدأت بالتخطيط والتجهيز لمبادرة شبابية تهدف إلى زرع البهجة والفرحة في أرواح أطفال كوباني من خلال تقديم هدايا وألعاب لهم اشتروها بما لديهم من أموال دونما طلب المساعدة من أحد.
البعض منهم قَدِم بالقطار والبعض الآخر بالسيارة وقسم جاء بالطائرة واتفقوا على الالتقاء معاً في بلدة سروج الكردية في باكور كردستان تمهيداً لزيارة كوباني واللقاء مع أطفالها، كانوا فرحين بما يقومون به وكأنه حلم حياتهم وسوف يحققونه، كانوا يغنون أغاني ثورية ويرقصون ويضحكون ويسهرون حتى في الباصات والقطار وغيرها وهم في الطريق إلى سروج، كانوا جميعاً منهمكين في العمل والتحضير للمؤتمر الصحفي الذي سوف يلقون فيه كلمات تُعبّر عما يختلج في قلوبهم الدافئة تجاه كوباني الأسطورة ومقاومتها العظيمة.
ذات الجدائل الحمراء تتمايل يميناً ويساراً وترقص طرباً من شدة الفرح لهذا التجمع الشبابي الجميل، وعلى إيقاع الموسيقى الثورية التي ترفع المعنويات إلى السماء وتشجع الروح على المجازفة فالحياة نعيشها مرةً واحدة فلتكن جميلة مثل أرواحنا وحرة تعانق السماء، هكذا كانت الأجساد الغضة الطرية وذات الإرادة الفولاذية في الوقت نفسه تتحرك بخطى ثابتة وبتصميم على إنجاح مبادرتهم هذه، وذاك الشاب الذي تظهر بالكاد شُعيرات خفيفة ترسم شارباً فوق شفته العليا يُسرع الخطى لتحضير الجهاز واللاقط الصوتي لإلقاء الخطابات الحماسية وبث المعنويات لدى الجماهير التي سوف تحضر هذا المؤتمر الصحفي. بينما كان قسم آخر منهمكاً في التحضيرات للمؤتمر كان قسماً آخر من الفتية يُجهز الطريق نحو الحدود، الأسلاك الشائكة التي تفصل بين باكور وروج آفا التي كانت تُرى بالعين المجردة.
لكن الطاغية كان لهم بالمرصاد. لن يسمح لهم بالوصول إلى كوباني مهما حصل، حتى لو تطلّب الأمر ارتكاب مجزرة فهو إخطبوط له أذرع وعيون في كل مكان تراقب خطواتهم منذ بداية الدعوة إلى المبادرة وتتربص بهم منتهزاً الفرصة المناسبة ليقول لهم أنا هنا أنا الحاكم الأوحد أنا الآمر الناهي مقترباً من كلام فرعون بقوله -أنا ربكم الأعلى- ولا يمكن لأحد أن يُخالف أوامري ويسير في اتجاه آخر، هذا ما كان من أمر أردوغان الطاغية الذي كان ينتظر خبر سقوط كوباني لدى الاجتياح الداعشي لها وصمت العالم كله.. لكن كوباني لم تسقط وتحت ضغط الرأي العام للشعوب ونتيجة للمقاومة الأسطورية التي قادتها وحدات حماية الشعب وحماية حماية المرأة YPG – YPJ اضطر العالم إلى تشكيل ما يُسمى بالتحالف الدولي لمواجهة الإرهاب وتقديم بعض الدعم للمقاومة، لكن الدعم الأكبر كان روح الشباب والإرادة الحرة التي اجتمعت في سروج. وما هي لحظات حتى أعلن الطاغية عن نفسه من خلال التفجير الانتحاري الذي استهدف هذا التجمع الشبابي مما أدى إلى ارتقاء 33 روحاً طاهرة إلى السماء لتشهد عند الله على جرائم إنسان بحق الإنسانية.
جاءوا من مناطق مختلفة من كردستان وتركيا فرحين بما حملت حقائبهم الظهرية من ألعاب لعلها ترسم الابتسامة على وجوه أطفال كوباني، كوباني تلك المدينة الكردية التي أصبحت أسطورة بفضل مقاومة أبنائها التاريخية في مواجهة أعتى قوة وحشية فرّت من أمامها جيوش دول (العراق – سوريا). هذه المقاومة التي قادها شبان وشابات في عمر الورد، دعماً لهم ووفاءً لذكراهم تحركت الشبيبة الثورية في كردستان وتركيا وبدأت بالتخطيط والتجهيز لمبادرة شبابية تهدف إلى زرع البهجة والفرحة في أرواح أطفال كوباني من خلال تقديم هدايا وألعاب لهم اشتروها بما لديهم من أموال دونما طلب المساعدة من أحد.
