الشدادي/ حسام دخيل ـ
يستقبل مواطنو الشدادي شهر رمضان بمشاعر متضاربة تختلط بين الفرح بقدوم الشهر الفضيل، وهاجس تحمّل النفقات الاستهلاكية في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة التي تمر بها المنطقة.
وكان لصحيفتنا “روناهي” جولة في مدينة الشدادي لرصد حالة السوق قُبيل دخول الشهر الفضيل، حالة من الركود تغزو الأسواق، مواطنون يكتفون بالفرجة، أسعار فلكية على عكس الأعوام السابقة. “دولار طالع نازل” بهذه الكلمات بدأ المواطن “دحام النهار” حديثه لصحيفتنا مستهجنناً على الحال الذي وصل إليه السوريين بعد عشرة أعوام من الأزمة.
رمضان هذا العام مُختلف كليّاً
وتابع النهار حديثه بالقول: “رمضان هذا العام يختلف كلياً عن رمضان في الأعوام السابقة، حيث كان الأهالي يحتفلون قبل شهر من دخول رمضان، وتتزيّن الأسواق احتفالاً بقدوم هذا الشهر الفضيل، ولكن هذا العام يبدو المشهد مختلفاً بشكلٍ كبير، حيث بات الأهالي على حيرة من أمرهم، ماذا سيقدمون على سفرة رمضان بعد الارتفاع الجنوني بالأسعار؟ وخاصةً المواد الأساسية اللازمة خلال هذا الشهر”.
أما عن ارتفاع الخضروات لا سيما البندورة، والفواكه، قال النهار: “المواطن يعلن استسلامه لارتفاع الأسعار، دون القدرة على الاقتراب من الأسواق، ويكتفي بعض المستهلكين بتتبع الأسعار بشكلٍ يومي بانتظار انخفاض الأسعار في السوق”.
أسعار خياليّة!
أما المواطن باسل العلي قال: “أذكر قبل عشرة أعوام كانت وجبة الفطور الواحدة تُكلِف بين الـ ٢٠٠إلى ٥٠٠ ليرة، وجبة كاملة ومكملة تشمل المشروبات والتمور والحلويات الرمضانية إضافة إلى الوجبات الرئيسية، أما اليوم باتت الوجبة الواحدة تكلف أكثر من ٣٥٠٠٠ ليرة سوريّة، وهذا الرقم يعتبر خيالي بالنسبة للأهالي وخاصةً ذوي الدخل المحدود، فقد ارتفع ثمن كل سلعة من ٣٠ إلى ٤٠ ضعف، بينما الدخل الشهري للفرد بقي كما هو”.
وأضاف العلي: “من المعروف أن شهر رمضان المبارك هو شهر الجمعات ولمّات الأهل، فإذا أردت أن أدعوا أهلي على وجبة إفطار واحدة خلال شهر رمضان سيكلفني ذلك عمل أكثر من شهر ونصف الشهر حتى أستطيع تغطية تكاليف الدعوة”.
وختم العلي حديثه بتساؤل أطلقه “كيف لمواطن دخله اليومي ٢٠٠٠ ليرة، أن يؤمّن مصروف شهر رمضان، الذي يحتاج حالياً أكثر من مليون ليرة؟”
“الدخل محدود والأسعار بالعلالي”
أما المواطن عمار البحو قال: “تزداد وتيرة العمليات الحسابية قُبيل دخول شهر رمضان في محاولة لموازنة مصروف الشهر الفضيل مع دخل العائلة، فمتوسط الدخل الشهري للعائلة السوريّة، والذي لا يتجاوز 20 دولار أمريكي لعمال اليومية و٥٠ دولار للعاملين في دوائر الإدارة الذاتية، لا يكفي خُمس احتياجات الأسرة الأساسية، فكيف إن كانت تلك احتياجات موائد الإفطار والسحور، والتي عادةً ما تكون زاخرة بأصناف مختلفة، من باب الاحتفاء بالشهر ومكانته في قلوب المسلمين”.
واختتم حديثه بضحكة استهزاء عريضة رُسِمت على مُحيّاه وتلت هذه الضحكة كلمة “عوجا وما تتعدل” في إشارة منه إلى عدم تناسب الدخل مع المصاريف الهائلة.
أمام هذا الواقع لا يجد المواطنون سوى رمي الكرة في ملعب الحكومات التي باتت تتجاهل الواقع المعيشي للأهالي، لا سيما الفئات الاجتماعية الأقل دخلاً، والتي تواجه أعباء مختلفة بسبب ضغط المناسبات الاجتماعية، وصعوبة تحمّل الإنفاق اليومي في ظل تدني الأسعار وعدم توفر فرص العمل وانخفاض رواتب الموظفين، التي تنخفض قيمتها الشرائية مع انخفاض قيمة الليرة السوريّة أمام العملات الأجنبية.
