عفرين… غيابُ الأمانِ وثقافةُ الأسلابِ والغنائمِ

رامان آزاد –

---

تستمر استباحة منطقة عفرين في ظل الاحتلال التركيّ لها، من عمليات خطف وطلب الفديات وسرقات واستيلاء على الأشجار وقطعها، ولتستكمل خطة تدمير كل تفاصيل الحياة مع تبنّي منطق الغنائم، وفيما تضيق سبل المعيشة يبحث البعض عن سبل الفرار ليقعوا طرائد في كمائن مجموعات التهريب فيتم سلب الأموال منهم وتنتهي رحلة الهرب بين يدي حرس الحدود التركيّ، كما يستمر التنافس الفصائليّ ومن وقت لآخر تُنفذ عمليات الاغتيال بين المرتزقة أنفسهم.

سرقة وبيع كابلات الكهرباء

مرتزقة الاحتلال يسرقون الكابلات النحاسيّة المقطوعة على مسار طريق راجو، عند قرى بعدينا وقوبة وبربنا، ويبيعونها عبر وسطاء إلى شركة الكهرباء التركيّة ste energy لتقوم باستخدامها في مدّ الشبكات في حي الزيدية وطريق جندريسه، في مركز مدينة عفرين، ويُذكر أنّ الكابلات قد قطعت خلال العدوان التركي على منطقة عفرين في كانون الثاني 2018. ويهدف مشروع الكهرباء ربط شبكة منطقة عفرين بالشبكة التركية، وذلك في سياق عملية ربط عفرين بتركيا اقتصادياً.

وكانت قوات الاحتلال التركي والمرتزقة الموالين لها قد أقدموا بعد احتلال المنطقة على سرقة الآليات والمحولات الكبيرة والأبراج وتجهيزات التوتر العالي من محطة الكهرباء في مدينة عفرين ونقلوها إلى خارج المنطقة.

نصب واحتيال باسم تهريب الأشخاص

مرتزقة ما يسمّى “رجال الحرب” في ناحية راجو يقومون بعمليات النصب والاحتيال على الناس بحجّة التهريب إلى تركيا، وذلك في القرى الحدوديّة مقابل مبالغ باهظة تصل إلى ٧٠٠ دولار أمريكيّ للشخص الواحد. ويوصلون الناس من مدينة عفرين إلى قرى “ميدانو” الحدودية التابعة لراجو، حيث يستلمهم مُهرّب وهو مُرتزق تابع للفصيل نفسه، وبدوره يقوم بتسليمهم إلى حرس الحدود التركيّ الذي يعتقلهم مباشرة من غير أي مجهود.

إغلاق الطريق بين إدلب وعفرين وتهريب الحطب

يستغل مرتزقة “فيلق الشام” الأوامر التي أصدرها الاحتلال التركيّ بإغلاق الطرق الواصلة بين إقليم عفرين وريف إدلب، لتفرض مبالغ كبيرة مقابل السماح بتمرير دفعات من الحطب من الأشجار المقطوعة من غابات ناحية راجو وتهريبها إلى ريف إدلب الشمالي، عبر معبر (دير بلوط- أطمة) مقابل مبلغ خمسين ألف ل. س عن كل سيارة. وتتضمن الشحنات حطب أشجار (القطلب والسنديان والزيتون).

4 آلاف دولار فدية للإفراج عن مُسنّة كُردية مريضة

نشر موقع عفرين بوست خبراً حول المسنة الكُردية “موليدة نعمان -62 عاماً- من قرية “بوزيكيه بناحية جندريسه، والمختطفة من قبل مرتزقة الحمزة منذ عام وثلاثة شهور، بعد تلفيق تهمة التعامل مع “وحدات حماية الشعب” زوراً وبهتاناً، ويطالب المرتزقة عائلتها بدفع 4 آلاف دولار للإفراج عنها. والمسنة موليدة لا زالت أسيرة حتى تاريخه في سجن الراعي سيء الصيت، وتعاني من مرض السكري والضغط والقلب، كما يتعرض لها المرتزقة بسوء المعاملة والتعذيب.

اعتداء ومحاولة خطف

اعتدى مسلح بتاريخ 15/7/2020، على الخياط الكرديّ المعروف “عبد القديم إبراهيم”، طعناً بالسكين، بعدما استدرجه إلى منزله بذريعة عرض كمية من الخيوط عليه مجاناً، ومجرد دخوله المنزل أنهال عليه باللكمات وضربه بالسكين، ولكنه تمكن من الفرار والنجاة بنفسه، والوصول إلى مشفى ليتلقى الإسعاف اللازم وتقدم الخياط الكُردي بشكوى لدى ميليشيا “الشرطة المدنية” التي ألقت القبض على المعتدي في وقت متأخر من الليل.

مُسلح يقاطع خطبة الجمعة بالتهديد

اقتحم مرتزق تابع لمرتزقة “أحرار الشرقية” جامع أسامة بن زيد في حي المحمودية أثناء خطبة الجمعة الماضية عندما سمع إمام الجامع – الشيخ أمين الكُردي الأصل– يلقي الخطبة، ويقول إنّ السرقة حرام. وهدد المسلح الشيخ وقال إن ما فعلوه ويفعلونه في عفرين هو أخذٌ للغنائم وليس سرقة، وبصعوبة تم تأمين خروج الإمام من المسجد بسلام.

استيلاء وتحطيب وإتاوات

يستغل المستوطنون في منطقة عفرين المحتلة تساهل سلطات الاحتلال التركيّ وتشجيعه لمواصلة التعديات على كروم الزيتون بكل الأساليب، قطعاً وتحطيباً، وسرقة للمحصول، وكذلك استثماراً عبر عقود الضمان، أو عبر إطلاق الماشية فيها.

وذكر موقع عفرين بوست أنّ مرتزقة السلطان مراد المسيطرين على قرية قره كوليه التابعة لناحية بلبله يقومون بضمان كروم الزيتون التي تعود ملكيتها لأهالي عفرين المهجرين للمستوطنين وذلك قبل المواقيت المتعارف عليها، كما يقوم المستوطنون باستباحة هذه الكروم بتحويلها إلى مراعٍ لماشيتهم ما يلحق أضراراً مباشرة بأشجار الزيتون.

وفي سياق التعديات المستمرة على كروم الزيتون تستمر عمليات قطع أشجار الزيتون بوتيرة أعلى وغير مسبوقة في ناحية بلبله، وآخر حقول الزيتون التي اقتلاعها في الأيام الأخيرة، حقل يحوي نحو 110 شجرة زيتون تعود ملكيته للمواطن الكردي حكمت محمد من أهالي ناحية بلبله.

كما أقدم بعض المستوطنين ومسلحو الشرطة العسكريّة بقيادة المرتزق المدعو أبو الخير النعيمي على قطع الأشجار الحراجيّة والمثمرة في قرية زعرة بناحية بلبل وعرضها للبيع مقابل 180ألف ل.س للطن الواحد.

يواصل مرتزقة “الفيلق الأول/ لواء قاعدة غزل” بقيادة المسؤول الأمنيّ المدعو أبو تراب المسيطرين على قرية “مست عاشورة – بناحية “موباتا، العمل على قطع أشجار الغابات وتحطيبها من محيط القرية. وذلك بالتوازي مع عمليات قطع الأشجار في القرى المحيطة كقرية “بريمجة” في ناحية “موباتا”، وقريتي “حج قاسمو” و”ترميشا” التابعة لناحية شيه، والتي بدأت في فترات سابقة.

يفرض مرتزقة “فيلق الشام” إتاوة على موسم السماق واللوز في ثلاث قرى بناحية بلبله (زركا وكيلا وجوبانا)، ويطالبون الأهالي إحضار فواتير بيع محاصيل “اللوز والسماق” ليتم اقتطاع إتاوة تبلغ 10% من قيمة المبيعات لصالح المكتب الاقتصادي العائد لهم، فيما تستمر سرقة المواسم.

بذريعة الترميم تخريب مُتعمّد للمدفن الهرميّ بالنبي هوري

أعدّت مديرية آثار عفرين  تقريراً حول الانتهاكات التي أقدم عليها الاحتلال في موقع النبي هوري الأثريّ، وأشارت إلى المساعي الاحتلال لتدمير التراث الثقافيّ المتراكم عبر الزمن في منطقة عفرين من خلال الحفريات الجائرة والتخريبيّة ونهب و سرقة القطع واللقى الأثرية الظاهرة منها والدفينة، ومن ثم الشروع بترميم هذه المواقع و الترويج لمشاريع  سياحيّة لإيهام الرأي العام بحرص الدولة التركيّة على المواقع الأثريّة والتراثيّة، حيث قامت بتسريب بعض الصور المصممة على الكمبيوتر ونشرتها على مواقع التواصل الاجتماعيّ، وتوحي الصور بمستقبل المدفن الهرميّ الرومانيّ والمباني المجاورة (الجامع و الخان).

 وأشار التقرير إلى أنّ سلطات الاحتلال سبق أن أجرت ترميمات شملت الجامع العثمانيّ والباحة والخان عام 2018 وأنشأت مبنى حديثاً بجوار البئر القديم الواقع خارج سور المجمع ومن ثم أزالت هذه الترميمات وقامت بحفريات تخريبيّة في الباحة وأزالت الجزء الأمامي من الجامع عام 2019، وفي هذا العام 2020 عمدت إلى إعادة مشروع ترميمٍ موسعٍ ليشمل المدفن الهرميّ والأبنية التي تعود للفترة العثمانيّة (الجامع والخان والسور والخان والأجزاء الواقعة خارج السور) وأنشأت مباني حديثة ضمن الموقع.

ما تقوم به سلطات الاحتلال التركيّ من عمليات حفر وتلاعب وتخريب للمواقع الأثريّة وإيهام الرأي العام بتأهيلها أثريّاً وسياحيّاً لا تصبُّ في مصلحة الآثار السوريّة ومعالم منطقة عفرين، بل الهدف منها إخفاء ودفن الجرائم المرتكبة بحق هذه المواقع على مدى أكثر من عامين من حفريات تخريبيّة ونهب وسرقة محتويات المستودعات والمواقع الأثريّة الدفينة  والتي اكتشفت خلال التنقيبات التي جرت في مواقع من منطقة عفرين ولم يُعرف حتى الآن مصير اللوحات الفسيفسائيّة المكتشفة في سيروس (النبي هوري) من قبل البعثة اللبنانية السوريّة قبل الأزمة السورية واللوحات الفسيفسائيّة واللقى المرافقة لها والتي ظهرت خلال الحفريات التخريبيّة التي قامت بها سلطات الاحتلال بالتعاون مع المدعو محمد علوش في الموقع نفسه.

التقرير أشار إلى محاولة التضليل التي كُشِفت عبر الكشف العلمي بعدة تقارير سابقة، ومحاولة السلطات التركيّة تزوير الحقائق، عبر نشر مقطع صوّر المدعو علوش ليوهم الرأي العام بأنّ مكتشفة حديثاً، وأنّ لديه ورشة تصنيع لوحات فسيفساء، هذا بالإضافة إلى اللوحات الفسيفسائية في موقعي (علبيسكة و خرابي رازا) ومصير جميع القطع واللقى الأثريّة المكتشفة أثناء حفرياتهم التخريبيّة حتى اليوم، مع عدم توقف الأعمال التخريبيّة وكذلك مصير منحوتة الأسد البازلتيّ الكبير المكتشف منذ أواسط القرن الماضي رغم ضخامته التي يستحيل نقلها وإخفاؤها دون إشراف السلطات التركيّة المباشر  ومصير محتويات المستودعات الأثريّة في منطقة عفرين من قطع ولقى أثرية  وأجهزة ومستلزمات العمل. وذكّر التقرير بالمعاهدات والاتفاقات الدولية ذات الصلة التي تم انتهاكها.

سور وبوابة وكلمة سر للعبور

ذكرت منظمة حقوق الإنسان في عفرين نقلاً عن مصادر محلية، بأن مرتزقة ما يسمّى السلطان مراد ولواء الشمال باشروا بأعمال إنشائيّة في محيط الملعب البلدي تتضمن أبنية ومحلاتٍ تجاريّة في مدينة عفرين ليتم استثمارها أو تأجيرها لصالحهم وتملكها لاحقاً، وتتواصل أعمال الحفر والإنشاءات باستغلال الأماكن الحيويّة والمرافق العامة.

قامت مرتزقة فرقة الحمزات التابعة للاحتلال التركي بفتح مدينة مصغرة شرق مركز ناحية جندريسه، وفي قريتي فقيران وكوركان بُني جدار إسمنتيّ، فيما يضيّق الخناق على السكان المدنيين وتفرض عليهم إتاوات العبور ذهاباً وإياباً.  ويحتوي الجدار مدخلاً واحداً، ما يجبر أهالي القرية للمرور عبره ويُطلب من السكان عند الدخول من باب المدينة المصغرة كلمة سر للتعارف.

ومع جهل الأهالي لكلمة السر يقوم مرتزقة فرقة الحمزات بتوقيف الأهالي ومنعهم من الدخول، حتى يحضر أحد المسؤولين عن الحاجز ويسمح لهم بالعبور، ما يسبب إزعاجاً وضغوطاً على الأهالي لسوء المعاملة. فيما يضطر الزوار والضيوف للانتظار ساعات طويلة على الحاجز حتى يؤذِن لهم في الدخول.

عبوات ناسفة واغتيال

تفجير بعبوة ناسفة في يوم الأحد 19/7/2020 ضمن سيارة، ووقع التفجير قرب الجسر الجديد، واستهدف القياديّ في مرتزقة فيلق الشام المدعو حسين بدرة، وهو قائد فصيل، وقد زُرعت عبوة ناسفة في سيارته، ما أدى إلى مقتله، وإصابة 12 آخرين. وتأتي هذه التفجيرات في سياق التنافس الفصائليّ، والفلتان الأمنيّ، وبعد أيام قليلة من الأمر الصادر بإخراج الفصائل من مدينة عفرين.

 ووقع تفجير آخر بعد ظهر اليوم الثلاثاء 21/7/2020 على طريق جندريسه على أطراف مدينة عفرين في محيط مركز الشهيد رفعت، حيث كان يستخدم مركزاً لتدريب مسلحي الميليشيات التابعة للاحتلال التركيّ، واقتصرت على المادية، ولم ترد معلومات عن خسائر بشريّة. بحسب منظمة حقوق الإنسان ـ عفرين

محاكمة إعلامي مُستوطن وصف مرتزقة الاحتلال بالعبيد

أحالت ميليشيا “الشرطة العسكرية” يوم الثلاثاء 21/7/2020 مستوطناً يعرف باسم “محمود الدمشقي” يعمل ناشطاً إعلاميّاً للقضاء في مدينة عفرين للمحكمة، ووجهت له تهمة “إضعاف الشعور الثوريّ والتحريض على الأتراك”، بسبب نشره منشوراً على صفحته على الفيس بوك، انتقد فيه وضع مرتزقة الاحتلال التركيّ وما يسمون “الجيش الوطني” ووضعهم أعلاماً تركيّة على صدورهم خلال تخريج دورة عسكريّة، وصفهم إياهم بالعبيد.