تواصل المجموعات المرتزقة المدعومة من تركيا تنفيذ المزيد من عمليات الاعتقال وخطف المدنيين، حيث زادت معدلات العنف والجريمة والاعتقال والخطف في منطقة عفرين وعموم المناطق التي تسيطر عليها مرتزقة الاحتلال التركي في شمال سوريا.
جيش الاحتلال التركي والمجموعات المرتزقة المدعومة من الدولة التركية المحتلة (الجيش الوطني، هيئة تحرير الشام) تواصل ارتكاب المزيد من الانتهاكات، ولا يكترثون لدعوات وقف عمليات المداهمة اليومية، واعتقال المواطنين وخطفهم بدافع الحصول على الفدية ومنع ذويهم من معرفة مكان احتجازهم أو أسبابه ورفض عرضهم على المحاكمة ومنعهم من توكيل محامي.
وشهدت منطقة عفرين ومناطق أخرى منذ بداية العام الحالي 2023 أكثر من (85) حالة اعتقال، فيما تجاوز عدد المعتقلين خلال عام 2022 أكثر من (704) حالة اعتقال وهم من المعتقلين الذين تمكنا من توثيق أسمائهم، فيما العدد الفعلي أكثر من ذلك لا سيما أنّ هنالك أسماء تحفّظت عائلاتهم على ذكرها، إضافةً لحالات اعتقال لم نتمكن من الوصول إليها، كما وتم متابعة وتوثيق مقتل مدنيين تحت التعذيب، وحالات انتهاك متعددة.
وبات السائد في هذه المنطقة عمليات نهب منظّمة يومية، وعمليات الاستيلاء على منازل وممتلكات الأهالي ومواسم الزيتون، وقطع الأشجار وغيرها إضافةً للاعتقالات التعسفية اليومية، وخطف الأهالي كرهائن مقابل فدية مالية، والتضييق عليهم.
إطلاق فوضى العسكر وعشرات المجموعات المرتزقة، هي سياسة تركيّة متعمّدة؛ لكنّها تتم بأيدي “المجموعات المرتزقة تحت اسم “الجيش الوطني السوري” التابع للحكومة السوريّة المؤقتة/ الائتلاف، فكل ذلك يجري تحت أعين جيش الاحتلال التركي ومشاركته.
ويؤكد فريق مركز توثيق الانتهاكات في عفرين أنّه على تواصل مع عوائل ومقربين من المعتقلين وأنّ جميع الاعتقالات التي تنفذ في مناطق سيطرة الجيش الوطني السوري وهيئة تحرير الشام شمال غرب أو شرق سوريا لا تستند إلى مذكرات قضائية من المدعي العام، ومعظم عمليات الاعتقال تتم بطريقة غير قانونية، وبشكلٍ تعسفي، وأنّ هذه الاعتقالات تحتوي على سلسلة من الانتهاكات الفظيعة لحقوق الإنسان، وغالب المعتقلين لا يمكن التواصل معهم بعد احتجازهم أو معرفة مصيرهم.
ومنذ التوغل التركي في سوريا، تم رصد مقتل وإصابة 10260 شخصاً / القتلى 2790 شخصاً / فيما وصل عدد المعتقلين إلى 8965 شخصاً منذ بداية التوغل التركي في شمال سوريا، أفرج عن قرابة 6605 منهم، فيما لايزال مصير البقية مجهولاً، ووصل عدد الذين قُتلوا تحت التعذيب في السجون إلى 180 شخصاً، كما ارتفع عدد اللاجئين السوريين الذين قُتلوا برصاص الجنود الأتراك إلى 558 شخصاً، بينهم (103 طفلاً دون سن 18 عاماً، و67 امرأة).
الإحصائيات الأخيرة التي وثّقها مركز توثيق الانتهاكات جاءت كما يلي:
الأول من نيسان 2023
اعتقل جهاز الشرطة العسكرية المواطنة “دجلة حنيف جميل” البالغة من العمر 24 عاماً من منزلها في بلدة جنديرسه بتهمة المشاركة باحتجاجات تنتقد انتهاكات المرتزقة الموالية لتركيا في تظاهرة جندرسه عشية عيد النوروز.
اعتقلت مرتزقة الحمزات المسيطرين على قرية جوقة في مدينة عفرين، الشاب إبراهيم جمال مصطفى من أهالي القرية، بسبب مطالبته بمنزله وأملاكه بما فيه منزل شقيقه في مدينة عفرين، التي يستولي عليها قادة المرتزقة وتم اقتياده إلى جهة مجهولة دون معرفة مصيره.
الثاني من نيسان 2023
داهمت مرتزقة (السلطان محمد الفاتح) في (الجيش الوطني السوري) عدة منازل في قرية معملا أوشاغي بناحية راجو في منطقة عفرين، واعتقلت عدداً من المواطنين مطالبةً إياهم بفدية مالية مقدارها (ألف دولار للإفراج عنهم) وعُرِف من المختطفين: حسين مصطفى كرك، سربست بريم، إبراهيم بكو، إدريس بكو، حسين عثمان ترنجو، فوزي عثمان، قازقلي أمين، فارس علي، محمد جعفر بطال، مصطفى زيبار.
الثالث من نيسان 2023
اختطفت الأجهزة الأمنية في الجيش الوطني السوري ثلاثة مواطنين في مدينة عفرين، بزعم عدم صيامهم خلال شهر رمضان، والمواطنين الثلاثة وهم (فاروق كرك، مصطفى زنكي، آزاد بيرم) تعرضوا للشتم والضرب والاحتجاز غير القانوني لمدة ثلاثة أيام في أحد المراكز الأمنية، حيث تم تعذيبهم بشكلٍ قاسٍ وتعسفي.
الرابع من نيسان 2023
اعتقل جهاز “الشرطة العسكرية” الشاب محمد العوجان، بعد مداهمة منزله في حي المنبطح في الجهة الغربية من مدينة تل أبيض بريف محافظة الرقة وتم اقتياده لجهة مجهولة.
الخامس من نيسان 2023
داهمت مجموعة مرتزقة من الجيش الوطني السوري منزل المواطن علي محمد أغرش 40 عاماً في قرية سنارة بناحية شيه في ريف عفرين وتم الاعتداء عليه واقتياده لجهة مجهولة.
داهمت مجموعة مرتزقة من جهاز الشرطة العسكرية قرية كتخ في ناحية معبطلبي بريف مدينة عفرين، وقامت بحملة اعتقالات وعرفنا من المعتقلين: ثلاثة مواطنين بينهم امرأة هم: (جهاد عمر حيدر وعبدو علي حيدر وآسيا أحمد حيدر) و(آسيا أحمد حيدر) سبق واعتقلت ثلاث مرات، في كل مرة كان يُفرج عنها بعد دفع فدية مالية.
اعتقال المواطن “محمود حسين جاسم” (18) عام من قبل جهاز الشرطة بعد اقتحام وتفتيش منزله ونقله لجهة مجهولة.
السابع من نيسان 2023
اعتقل جهاز مكافحة الإرهاب في الجيش الوطني الشاب القاصر مصطفى يوسف عياط في مدينة صوران بريف حلب أثناء مشاركته في تظاهرة شعبية حيث تم اقتياده لجهة مجهولة.
الثامن من نيسان 2023
اعتقال المواطن بدرخان بدر الدين محمد من قبل جهاز الشرطة العسكرية المنتشرين في الحاجز الكائن في مدخل بلدة راجو من جهة قرية مامولا، وهو من أهالي بلدة ميدان أكبس في ناحية راجو، بتهمة المشاركة في الاحتجاجات التي أُقيمت في بلدة جندريسه، عشيّة إيقاد شعلة نوروز ومقتل أربعة مدنيين كُرد من قبل جيش الشرقية.
التاسع من نيسان 2023
اعتقلت مرتزقة الحمزات المواطن إبراهيم جمال مصطفى من أهالي قرية جوقة، بعد مطالبته بمنزله وممتلكاته في القرية التي صودرت من قبلهم.
تحويل حقل زيتون في عفرين إلى مستوطنة
لم تقتصر الانتهاكات على الاعتقالات والتعذيب للحصول على الفديّة وترهيب أهالي وسكان عفرين الأصليين، بل أن مسلسل نهب الآثار والخيرات ما زال مستمراً، وبخاصةٍ فيما يخص مزارع الزيتون التي تُعدُّ المصدر الأساسي لاقتصاد العفرينيين، وهي تحتل مكانة مُقدسة في حبهم للطبيعة وتعلقهم بأرضهم كأشجارهم، ويحتل الزيتون مكانة مرموقة في ثقافتهم المجتمعية، وإمعاناً في كيل العداء ومحاولة في كسر شوكة المقاومة لأهالي عفرين، باشرت دولة الاحتلال التركي في ناحية جندريسه بمدينة عفرين المحتلة بإنشاء مستوطنة جديدة، عقب قطع 325 شجرة زيتون مُعمرة.
أفاد مصدر في ناحية جندريسه بمدينة عفرين المحتلة من قبل تركيا ومرتزقتها، بتحويل دولة الاحتلال التركي بدعم وتمويل من قبل بعض المنظمات الخليجية، حقل زيتون معمر إلى مستوطنة، لتوطين عوائل المرتزقة فيها. وبحسب المصدر، فإن الحقل تعود ملكيته للمواطن نبيه خليل مراد من أهالي قرية كفر صفرة التابعة لناحية جندريسه، وقُطِعت فيه 325 شجرة زيتون مُعمرة.
