No Result
View All Result
المشاهدات 1
قال الوطني المناصر لحزب العمال الكردستاني، عزيز علي: “إن حزب العمال الكردستاني غرس في نفوس أبناء شمال وشرق سوريا، وفي مقدمتهم الكرد، القوة والإرادة والإنسانية، وبث فيهم حياة جديدة، من خلال فكر القائد أوجلان، ومقاومة مناضلي الحزب الأوائل، وحوّل الخوف إلى جسارة”، وأشار إلى أن الحزب أحيا كل شيء من حوله، وبثّ القائد أوجلان روحاً جديدة في جسد ميت، وتخلّى مقاتلوه الكريلا عن كل ملذات الحياة في سبيل الحرية والوطن.
أُسِّس حزب العمال الكردستاني على يد مجموعة من الطلبة الثوريين في باكور كردستان بقيادة القائد عبد الله اوجلان، في الـ 27 من تشرين الثاني عام 1978.
ومع تأسيس الحزب، ودخول القائد أوجلان إلى سوريا عام 1979، انتشرت أفكار حزب العمال الكردستاني بشكل أوسع بين المجتمع الكردستاني في سوريا، وتوسع تنظيمه فيها، وخاصة في روج آفا، وانضمت قوافل الشابات والشبان إلى صفوف الحزب، فيما انخرطت شرائح واسعة من المجتمع في النضال التحرري.
ومع دخول حزب العمال الكردستاني عامه الرابع والأربعين، أجرت وكالة هاوار حواراً مع المثقف الكردي، وأحد الوطنيين الأوائل في روج آفا، عزيز علي.
وإليكم الحوار كاملا:
-كيف تعرّفت على حزب العمال الكردستاني وأعضائه؟
تعرفت على حزب العمال الكردستاني عام 1987، وقبل تعرفي عليه، كنت عضواً في الحزب الشيوعي السوري، وبعد عدة خلافات، تركت الحزب، وفيما بعد سمعت أن هناك حزباً، باسم حزب العمال الكردستاني، وكانت الأحزاب كلها، تحارب هذا الحزب، وتقف ضده؛ ما شجعني كثيراً على معرفته، لأنني توقعت أن يكون أصدق وأسمى منها، حينها تعرفنا في ذلك الوقت على الشهيد عزيز، والشهيد زياد خلو.
بتعرفنا على هؤلاء الشهداء، وبعض الرفاق الآخرين، الذين يناضلون حتى الآن، أدركنا حقيقتنا الضائعة منذ سنين وحقيقة كردستان، بالإضافة إلى حقيقة أعدائنا، وتعلمنا كيفية العمل من أجل الوطن.
– هل بإمكانكم عرض نتائج الاجتماع الأوّل لك مع أعضائه، وبماذا تأثّرت؟
تعرّفت في البداية على أعضاء الحزب بشكل سري، فقد كان فكرهم وفلسفتهم مختلفين، وكان له تأثير كبير على فكري وعقلي، فهو حزب سياسي، ولكن من جهة أخرى مقاربته الثقافية والأخلاقية، كانت مثل مقاربة الأنبياء للمجتمع؛ لحل المشاكل، ما شكل لدي ارتباطاً وثيقاً به، وأثّر على شخصيتي.
ـ بماذا كان يختلف نهج هذا الحزب في التعامل مع الإنسان، وما الجوانب التي أعجبتك؟
أُسِّس الحزب على الأخلاق والتعامل بمقاييس أخلاقية مع الأفراد، فالمناقشات والقرارات، كانت تُتخذ على أساس الجهود التي يبذلها كل شخص، وكان تقييم الإنسان يتم عبر الجهود، التي يبذلها، وحسب ثقافته وأخلاقه، وبذلك حقق تأثيراً كبيرًا، كاسباً ارتباط الكثير من الناس به، لقد كان ينفذ كل ما يقوله، لذلك ترك تأثيراً كبيراً وإيجابياً على فكري واعجابي به.
-هل كانت هناك أحزاب مختلفة، وما الجوانب الرئيسة، التي تميّز بها كوادر حزب العمال الكردستاني، والحزب نفسه عن الأحزاب، والمنظمات السياسية الأخرى؟
الأحزاب السياسية الكردية موجودة منذ عام 1957 في سوريا، وكان يترأسها في ذلك الوقت العديد من الأشخاص والمثقفون، منهم “أوصمان صبري، ونور الدين ظاظا، وجكر خوين، بالإضافة إلى العديد من المثقفين، الذين عملوا بجد من أجل القضية الكردية، ولكن مع الأسف تشتتت تلك الأحزاب، لأسباب شخصية وليست قومية.
أحزاب ذلك الوقت، لم تستطع تمثيل حقيقة المجتمع والعمل من أجله، وتنظيمه وتلبية تطلعاته، بل كانت تعمل بشكل ضيق، ولم يكن لها تأثير على المجتمع، غير أن حزب العمال الكردستاني، كان يقول دائماً: “إنه لا صديق لنا نحن الكرد إلا نحن، ويجب علينا أن نسعى إلى حرية شعبنا ونركّز على قوتنا الذاتية”.
كما كان فكر حزب العمال الكردستاني مختلفاً عن الأحزاب الأخرى، حيث اهتم بتدريب المجتمع؛ منذ بداية تأسيسه، وحتى الآن استطاع تحويل القروي والراعي إلى أفراد ثوريين، وسياسيين، يهتمون بقومتيهم وقضيتهم، وطوّر المجتمع بشكل كبير، والأهم من ذلك كله، دور المرأة الكبير في حركة حرية كردستان، والتي من خلالها تم تطوير المجتمع وبناؤه، وكان من مبادئ وركائز الحزب الأساسية، أنه بدون حرية المرأة لا يمكن للمجتمع، أو كردستان أن يتحررا، وهذا الأمر، الذي كانت الأحزاب الأخرى تسخر منه، وتقول:” إن المرأة امرأة، والرجل رجل، وهناك فرق كبير بينهما”.
فالقائد عبد الله أوجلان، من خلال حزب العمال الكردستاني، لم يسعَ إلى تحرير المرأة فحسب، بل مكّنها لتدير المجتمع أيضاً، واليوم نرى أن المرأة لعبت دوراً أساسياً في ثورة روج آفا.
-هل كنت خائفاً؛ لأنك كنت مرتبطاً بحزب العمال الكردستاني، ما موقف الحكومة السورية من علاقتك بالحزب، ألم يتمّ اعتقالك؟
في ذلك الوقت، كان هناك خطر وخوف كبير من النظام البعثي، لكنه لم يثنينا عن عملنا القومي، ومع ذلك توجب علينا الحيطة والحذر، إذ تم إيقافنا، في الكثير من الأحيان، في بعض الأفرع الأمنية، والتحقيق معنا لساعات طويلة، أو لعدة أيام.
لقد حاولت هذه الأفرع إبعادنا عن الحركة، لكنها لم تستطع تحقيق أهدافها، وفي عام 1994 اعتُقلت من قبل فرع الأمن السياسي التابع لحكومة دمشق في مدينة الحسكة لمدة شهرين، ليتم بعدها إيداعنا في السجن الكبير بالمدينة، لقد كانوا يمارسون قمعاً كبيراً وتعذيباً جسدياً ونفسياً علينا.
لكننا قاومنا في السجن الأساليب والوسائل كافة، كنا نتذكر مقاومة مظلوم دوغان، والشهيد خيري وكمال، وغيرهم الكثير من مناضلي الحزب؛ فهؤلاء الشهداء والمناضلين، كانوا يقاومون فاشية الدولة التركية، وكان شعارهم (المقاومة حياة)، وقد كان تأثير ذلك كبيراً على مقاومتنا.
– كونك على علاقة مع حزب العمال الكردستاني، كيف كان تعامل الأهل والجيران معك؟
كانت العائلة والجيران، يكنون لنا الاحترام والتقدير؛ لأننا نعمل مع أعضاء حزب العمال الكردستاني، على الرغم من خوفهم من النظام البعثي، والاختلاف الفكري بيننا وبينهم، حيث كانوا يختلفون معنا في بعض الأوقات، لكنهم كانوا يحترموننا كثيراً؛ لأننا نخوض نضالاً سياسياً قويماً، لمصلحة الشعوب المتعايشة جميعها.
– ما حقيقة شعورك عندما انتسبت النساء الكرديات إلى صفوف الحزب، والقتال من أجل الشعب والوطن، وما الذي كان يتم الحديث عنه في ذلك الوقت؟
في الحقيقة إنه شعور لا أستطيع وصفه بالكلام، فهذه الخطوة لم تكن مصدر بهجة فقط، بل كانت تحقيقاً لآمال وأحلام أحمدي خاني، وجكر خوين، بالإضافة إلى العشرات من المثقفين والكتّاب الكرد، الذين كانوا يكتبون عن حرية الكرد وكردستان وحرية المرأة.
لقد حقق حزب العمال الكردستاني أحلام هؤلاء المثقفين، والكتّاب، والنقاد، ونظراً لمقاومة المرأة البطولية في الجبال، وخوضها الحرب دون خوف، كان الحديث عنها يتم بكل فخر واعتزاز حينها.
–أنتم من الشخصيات التي التقت القائد عبد الله أوجلان أكثر من مرة، ما تأثير ذلك اللقاء على شخصيتك، ولماذا أحبّ الناس القائد كثيراً؟
نعم، التقيت القائد ثلاث مرّات؛ في عام 1990 في لبنان، وعام 1991 في لبنان أيضاً، وفي عام 1995 رأيته في دمشق، رؤيتي له كانت بمثابة بثّ روح جديدة في جسد ميت، أو إرواء وردة ظمأى.
اكتسب القائد عبد الله أوجلان محبة المجتمعات كثيراً؛ ليس الكرد فحسب، بل شعوب الشرق الأوسط كافة؛ لأنه عزّز ثقافتها وصانها، وحث على حماية مكتسباتها، وقاوم كثيراً من أجل تحرير المجتمعات من ظلم الأنظمة الاستبدادية جميعها.
على كل فرد يحبّ إنسانيته، وثقافته، ومجتمعه، وأخلاقه وحريته، أن يحبّ القائد عبد الله أوجلان؛ لأنه يمثل ذلك جميعه، بل ويقاوم من أجلها.
– مقاييس الكردايتية والوطنية في ذلك الوقت، بمَ كانت تُقاس؟ ما الفروقات بين اليوم وتلك الفترة، وبمَ تحدثونا عن وطنية حزب العمال الكردستاني؟
كانت مقاييس الكردايتية الشائعة في ذلك الوقت بسيطة جداً؛ حيث كان يمكن للمرء أن يطلق الوطنية على نفسه بمجرد قراءته لمجلة أو جريدة، لكن حزب العمال الكردستاني يسير وفق المقاييس الكردايتية الحقة، ومن منظوره يتوجب قبل كل شيء معرفة جغرافية كردستان، وخيراتها، ومعرفة بتاريخ الكرد وكردستان.
الوطنية الحقيقية: هي أن نعرف وطننا ونقاوم من أجله، وحزب العمال الكردستاني يعيش هذه الوطنية، لقد تخلى أعضاؤه عن الملذات كلها، فقط يمتلكون روحاً وطنية عالية، ومتى ما طُلِبَ منهم يقاومون بكل عزيمة.
-دون حزب العمال الكردستاني، هل سيكون هناك حلٌّ للقضية الكردية؟
بعد اتفاقية سايكس بيكو وتقسيم كردستان إلى أربعة أجزاء، حاولت الأنظمة الحاكمة لكردستان، وبالوسائل والطرق جميعها القضاء على الكرد وعلى قضيتهم، ومثالها الأنفال وحلبجة، بالإضافة إلى الإعدامات المستمرة في روجهلات كردستان، ومجزرة آكري وديرسم، والتي راح ضحيتها الآلاف من الشهداء على يد النظام التركي، في تلك الفترة دفنت الدولة التركية ضحايا تلك المجازر، وكُتِبَ على المقبرة الجماعية “خيال كردستان دفن هنا”.
فحركة حرية كردستان، أخرجت القضية الكردية من ذلك القبر، وبتضحياتها أصبحت القضية الكردية على طاولة المفاوضات، والعالم يناقشها اليوم لحلها، ومن غير الممكن حل القضية الكردية دون حزب العمال الكردستاني أو حل قضايا الشرق الأوسط أيضاً.
– بماذا تشعر عندما تسمع كلمة (الكريلا)، ما دلالات هذا الاسم فيما يتعلق بك؟
عندما أسمع باسم الكريلا أشعر بقدسية منقطعة النظير، بالأخلاق، والشرف، والثقة، نشعر بأننا، نحن الكرد، نمتلك قوة تحمينا من عنف الأعداء، نحن فخورون جداً بهم أمام العالم أجمع.
-ما الفرق الذي أحدثه حزب العمال الكردستاني في شخصيتك، بعد تعرّفك على مبادئ الحزب وأفكاره؟
بمعرفتي له عرفت ذاتي، لقد وجدت ضالتي فيه، حزب العمال الكردستاني أظهر حقيقة كل فرد وقام بتقوية شخصيته، وبفضل هذا الحزب بتنا أصحاب شخصية وإرادة حرة وفكر، نستطيع من خلاله النهوض وحدنا وسلك درب الحرية.
– بمَنْ تأثرتَ من رواد هذا الحزب وشهدائه؟ وكيف يمكنك وصف هذا التأثير؟
تأثرت كثيراً بشهداء حزب العمال الكردستاني الأوائل، في سجن آمد، أمثال الشهيد مظلوم دوغان، وفرهاد كورتاي، وعاكف يلماز، ومحمد خيري دورموش، وكمال بير وغيرهم من أوائل المناضلين، وبعدهم العشرات من المناضلين، الذين كان لهم تأثير علينا أمثال الشهيد رستم جودي، فكل شهيد من هذه الحزب له تأثير على الإنسان.
لا أستطيع وصف التأثير بالكلام، لأن تأثيرهم يرافقنا في حياتنا اليومية، فهذه الإنجازات والتطورات بفضلهم، والروح القومية والوطنية الموجودة لدينا بفضلهم، وبفضل تضحياتهم.
-ما الروح التي خلقها حزب العمال الكردستاني داخلك؟ وكيف تغيّرت حياتك بعدها؟ هل كان التغيير إيجابياً؟ وكيف توجز تأثير هذه الروح عليك؟
لقد فجّر في أنفسنا القوة والإرادة والإنسانية، وزرع الأمل والحياة من جديد بفكره، وبفلسفته المختلفة، وأحيا كل شيء من حوله، أحيا فينا الشجاعة بدلاً عن الخوف، والاجتهاد بدلاً عن الضعف، ما أثّر إيجابيّا على كل فرد.
– ما الدور الذي لعبه حزب العمال الكردستاني، من أجل القضية الكردية، وإلى أي مدى استطاع إيصال صوت الشعب الكردي إلى الرأي العام؟
قبل ظهور حزب العمال الكردستاني، كنا من الشعوب التي لم ترتقِ إلى مستوى، يمكّنها من مجاراة العالم، ولكننا الآن من الشعوب التي تُجاري العالم، لأننا نقاوم من أجل شعوب العالم جميعها، فالعالم أجمع، يتعجب من ثورة روج آفا ومن وحدة شعوبها، ومن بنائهم مؤسساتِهم المدنيةَ، والعسكريةَ، والاقتصاديةَ والثقافيةَ.
الآن أسماء شهدائنا ومناضلينا تطلق على أبناء المجتمع الغربي، كما يرتدون ملابس وحدات حماية المرأة في تعبير عن مساندتهم لبطولات مقاتلينا.
No Result
View All Result