روناهي / الدرباسية –
رأى عضو حزب الاتحاد الديمقراطي في الدرباسية عبد الوهاب تل كرم، إن أسبوع المقاومة، الذي أطلقته الحركة التحررية الكردستانية في شخص مظلوم دوغان، يعدّ أساساً متيناً بُنيت عليه ثورة روج آفا.
أطلقت حركة التحرر الكردستانية، بقيادة كاوى العصر الشهيد مظلوم دوغان، ومن بعدة الرفاق، الذين ساروا على دربه، أسبوع المقاومة، في بداية لانتفاضة شاملة، في الحادي والعشرين من آذار، وحتى الثامن والعشرين من آذار من العام 1982م، وذلك رداً على ما تعرضت له حركة التحرر الكردستانية من مجازر على يد دولة الاحتلال التركية.
وكان الشهيد مظلوم دوغان، الذي انتفض في وجه سياسة الإبادة، وانكار الحقوق الكردية، قائد هذه الانتفاضة، حيث أضرم النار في جسده ليلة النوروز، ليقول للفاشية التركية، نحن موجودون، ولن تحيدنا مجازركم وانتهاكاتكم المستمرة عن المطالبة بحقوقنا، وبذلك يحدد القفزة النوعية لبداية أسبوع المقاومة، والمنارة لكل حركات التحرر في الشرق الأوسط.
تحقيق الحركة الكردستانية وعودها
وحول معاني هذا الأسبوع فيما يتعلق بشعوب شمال وشرق سوريا عامة، والشعب الكردي خاصة، تحدث لصحيفتنا عضو حزب الاتحاد الديمقراطي في الدرباسية، عبد الوهاب تل كرم: “إن حركة التحرر الكردستاني، ومن خلال أسبوع المقاومة والصمود، أثبتت للعالم أجمع: أنها حركة تتحمل مسؤولية قرارتها، فعندما وعدت أبناء شعبها، باتخاذها قرار تحرير هذا الشعب، فلم تكتفِ بالأقوال والشعارات، بل ترجمت هذا الوعد على أرض الواقع، من خلال إطلاقها لأسبوع المقاومة”.
وتابع تل كرم: “التزمت حركة التحرر الكردستانية بتعهداتها، وهو ما جعل من هذه الحركة رمزاً للحرية، وللنضال فيما يتعلق بشعوب شمال وشرق سوريا كافة، وأيضا بالنسبة لشعوب الشرق الأوسط، كما أن أسبوع الانتفاضة، الذي أُطلق في باكور كردستان، هز عرش الدولة الفاشية التركية، فلم تكتفِ بملاحقة، وباعتقال أعضاء هذه الحركة التحررية، بل لاحقت كل من كان له علاقة بها، هذه القفزة والمقاومة البطولية حفز شعوب المنطقة بشكل عام، بما فيهم الشعب التركي، على الانتفاض في وجه العنجهية التركية، التي باتت تعيث فسادا في الأرض.
وأضاف تل كرم: “إن سجن آمد في ذلك الوقت كان مليئاً بمناضلي الحرية، الذين عاشوا أقسى أنواع الظلم، والترهيب على يد دولة الاحتلال التركية، إلا أن الشهيد مظلوم دوغان ورفاقه، قرروا رفض هذا الظلم والانتفاض عليه، لذلك قرروا في حينها أن يُشعلوا نار نوروز في وسط سجن آمد من خلال الشهيد مظلوم دوغان، الذي أضرم النار في جسده رفضاً للسياسة الإقصائية”.
بفكر القائد أوجلان كانت الانطلاقة
وبين تل كرم: “إن أسبوع الانتفاضة لم ينحصر في باكور كردستان فقط، بل إنه تحول إلى شُعلة على قمم جبال كردستان، أضاءت الأجزاء الكردستانية الأربعة، وخير دليل على ذلك كانت ثورة روج آفا، حيث اتخذت من أسبوع الانتفاضة أساسا متينا للانطلاق، وكان ذلك سببا رئيسيا في نجاح هذه الثورة، والإعلان عن الإدارة الذاتية الديمقراطية لشمال وشرق سوريا”.
وأوضح تل كرم: “إن أسبوع الانتفاضة والمقاومة لا ينحصر بالشعب الكردي فقط، بل إن كل شعوب الشرق الأوسط استمدت قوتها من هذا الأسبوع، وهذا ما دفع بشعوب شمال وشرق سوريا إلى المشاركة في تأسيس الإدارة الذاتية الديمقراطية بكافة أطيافها وأديانها ولغاتها، والذي كان سببا في بقاء واستمرار، وتقدم هذه الإدارة على الرغم من كل ما تتعرض له من خطط، ومن مؤامرات قذرة تستهدف بقاءها، وكل الأطراف المتصارعة على الأرض السورية اتفقت على محاربة هذه الإدارة لأنها تمثل روح الثورة، إلا أن هذه الإدارة صمدت لأكثر من عقد وستستمر بالصمود بمقاومة شعوبها ونضالهم”.
واختتم عضو حزب الاتحاد الديمقراطي في الدرباسية عيد الوهاب تل كرم، حديثه: “أسبوع المقاومة والانتفاضة لم يأتِ من فراغ، بل جاء من خلال التضحيات الكبيرة التي قدمت، وكان فكر القائد أوجلان المنطلق نحو المضي في طريق الحرية والمقاومة، لذلك استطاعت حركة التحرر الكردستانية أن تكون طليعة للشعوب المظلومة في الشرق الأوسط”.
