ظاهرة التشليح ـ1ـ

كوثر مارديني-

تُعد السرقة إحدى العادات السلوكية السيئة التي يكتسبها الإنسان من محيطه الخارجي، وهي عادةً مكتسبة من المجتمع المحيط بالفرد، وتنتشر بكثرة بين المراهقين والشباب، وتعد جريمة في كل الأديان السماوية والقوانين، وهناك أسباب كثيرة تدفع بالشخص إلى السرقة ومنها الانتقام أو والغيرة أو الحرمان أو لإشباع حاجات معينة للحصول مثلاً على المال لشراء المخدرات والمشروبات الكحولية، أو مرافقة أصدقاء السوء أو نتيجة الدلال أو القسوة للطفل والمراهق من قبل الأهل.

 أما أهم الأسباب الرئيسية للسرقة في جميع أنحاء العالم الفقر الذي يعاني منه الكثيرون بسبب الأوضاع الاقتصادية المزرية، وصعوبة الحصول على العمل، وتفشي البطالة بين الشباب، كل هذه أسباب تدفعهم إلى السرقة، وفي الفترة الأخيرة نسمع ونقرأ عن انتشار واسع لظاهرة التشليح كثيراً في مناطقنا، وخاصةً في مدينة الحسكة، بل تعدت إلى القتل للحصول على بعض المال، شبان ومراهقون يركبون دراجات نارية يجوبون الشوارع ويخطفون حقائب يدوية من أيادي النساء، وإن حاولت إحداهن التمسك بحقيبتها التي من الممكن أن يكون بداخلها مصروف شهر كامل لأسرتها أو ثمن دواء لها أو لأحد من أفراد أسرتها، يسحبونها مع الحقيبة مما يعرضها لبعض الكسور والرضوض، أو حتى المرور بجانب شخص يحمل هاتفه الخليوي بيده ويقومون بخطفه من يده بلمح البصر، ويهربون دون أن يتمكن أحداً من الإمساك بهم، لأنهم أصبحوا متدربين على ذلك.

فعملية التشليح لا يقوم بها شخص واحد بل شخصان أو أكثر، تتم العملية بسرعة وبنجاح وأغلب المرات تتعرض النساء لهذه الحوادث، وسمعنا كثيراً عن قصص نساء تعرضن لمثل هذه الحوادث، ولكن بدأت تتطور وتتخذ طريقاً جديداً وخطيراً إلى أن وصلت حد القتل، فقصة الفتاة من ذوي الاحتياجات الخاصة التي اختُطفت بسبب الهاتف الخليوي الذي كان بيدها، وطعنها عدة طعنات بكل سهولة وبدم بارد، وقصة سيدة أخرى تُقتَل على طريق الحسكة ـ عامودا بسبب مصوّغاتها، وغيرها الكثير من هذه الحوادث المنتشرة خاصةً في أطراف الأحياء، عدا التسلل إلى البيوت في الليل أثناء نوم العوائل فوق الأسطح في فصل الصيف وسرقة كل ما يجدونه أمامهم.