صَمتٌ دولي… وتصاعدٌ خطير للجرائمِ والانتهاكات التُركية

تحقيق/  شيار كرزيلي   –

---

يستمر الاحتلال التركي في انتهاكاته للقوانين والأعراف الدولية حيث يقوم بارتكاب أبشع المجازر بحق المدنيين الكرد في الشمال السوري شرقاً وغرباً

فبعد احتلال عفرين في 18/آذار عام 2018 بدأت عمليات  القتل وخطف الأهالي وطلب الفدية مقابل الإفراج عنهم تحت ذرائع عدة وسبي النساء والزواج القسري من الفتيات القاصرات والسرقة وعمليات السطو المسلح للمنازل وسجن النساء والأطفال والتغيير الديموغرافي.

ولم تتوقف أطماع جيش الاحتلال التركي باحتلاله لعفرين، بل قام بغزو شمال شرق سوريا للتوسيع من جغرافيته على حساب الأراضي السورية، حيث قام في غزوه باستخدام الأسلحة المحرمة دولياً مثل النابلم والفوسفور الأبيض على مدينة (سري كانية) رأس العين وغيرها من مدن شمال شرق سوريا، كما قام بارتكاب جرائم حرب بحق المدنيين وبالإضافة إلى إعدامات ميدانية للمدنيين.

 وقد تناقلت مواقع التواصل الاجتماعي والمرصد السوري لحقوق الإنسان والقنوات التلفزيونية مثل الحدث والعربية وغيرها من الإعلام العربي تلك الحوادث التي صورت من قبل المرتزقة أنفسهم لزرع الخوف في قلوب السكان الأصليين.

انتهاكات عفرين التي تم توثيقها من قِبل منظمة حقوق الإنسان في عفرين

ففي ذكرى اليوم العالمي لحقوق الإنسان قامت منظمة حقوق الإنسان في عفرين بإعداد تقرير عن انتهاكات جيش الاحتلال التركي ومرتزقته وما قاموا من جرائم في عفرين، و التي استهلت بذكر ما يلي: “بسبب الانتهاكات وعمليات الإبادة الجماعية بحق أهالي عفرين التي قام بها جيش الاحتلال التركي ومرتزقته، تم تهجير أكثر من 300 ألف شخص من السكان الأصليين من قراهم وبلداتهم باتجاه مناطق الشهباء ومدينة حلب والجزيرة، وتعرض المدنيين المتبقين في منازلهم للخطف وطلب الفدية والتعذيب. وقد ذكر التقرير بأنه تم خطف ما يقارب ستة آلاف شخص”.

سرقة وتدمير آثار عفرين

أما من ناحية سرقة الآثار وتخريب المعالم الأثرية ذكر التقرير ما يلي: “تم جرف وتخريب الممتلكات الأثرية مثل موقع عين دارا وقلعة نبي هوري و قرية براد الأثرية بعد سرقة آثارها وكنوزها وتهريبها إلى تركيا ليتم بيعها في الأسواق الأوروبية”.

 ويذكر بأنه تم تناقل صور المرتزقة وهم يتصورون مع اللقى الأثرية التي تم إخراجها من تل عين دارة وقلعة نبي هوري.

قطع الأشجار وتدمير البيئة

كما ورد في التقرير عن كيفية قيام مرتزقة الاحتلال التركي بقطع الأشجار التي بلغ عددها بأكثر من 150ألف شجرة من أشجار الزيتون والأشجار الحراجية وقطع قرابة 300 شجرة معمرة التي كانت مقصداً للزوار والسياح.

أما من ناحية التعليم فقد ذكر التقرير عن كيفية قيام المحتل التركي بحملة التتريك في داخل المقاطعة حيث تم فرض التدريس بالمناهج التركية في مدارس عفرين، وكذلك التعليم الديني المتطرف، وتعيين أشخاص من بقايا تنظيم داعش والنصرة كدعاة وتمويلهم من قبل الجمعيات القطرية تحت مسميات الجمعيات الخيرية.

جدار الفصل والتقسي

كما ذكر التقرير بناء جدار اسمنتي لعزل مدينة عفرين السورية من محيطها الخارجي تمهيداً لضمها لأراضيها مستقبلاً حيث إن أعمال بناء الجدار لا زالت مستمرة على القرى الواقعة على خط التماس التي لم يحتلها جيش التركي من عفرين.

الانتهاكات في ناحية شيراوا وناحية تل رفعت

في شيراوا لم يتوقف جيش المحتل التركي بانتهاكاته للقرى الواقعة على خط التماس حيث يقوم بمنع المزارعين من الذهاب إلى أراضيهم عبر قصفه للأراضي التي يتم زراعتها، كما قام بمنع  المزارعين من جمع إنتاجهم من الزيتون عبر استهدافهم المباشر بالأسلحة النارية.

 وقام مجلس ناحية شيراوا بتوثيق الانتهاكات الأخيرة من تاريخ 28/ تشرين الأول وحتى تاريخ 9/12/2019 حيث تم توثيق خلال تلك الفترة سقوط 50 قذيفة على قرى شيراوا وناحية شرا

التي كانت على الشكل التالي:

“ثلاثة قذائف على قرية كشتعار التابعة لناحية شرا وسبعة على قرية باشمرة العائدة لناحية شيراوا وكانت الأضرار مادية، كما سقطت خمسة قذائف على قرية gundi mezin)) زوق الكبير، وخمسة قذائف في قرية آقيبة وسبعة قذائف في قرية بينة وقذيفتين في قرية سوغانكة وسبعة في محيط قرية مياسة، كما سقطت ثلاثة قذائف في قرية بينة بتاريخ 26/ تشرين الثاني وفي تاريخ 28/ تشرين الثاني سقطت 11قذيفة في قرية بينة وكانت الأضرار مادية”.

وأكد عضو مجلس ناحية شيراوا عبدو بركات قائلاً: “يعاني أهالي الناحية منذ احتلال عفرين من القصف التركي المتعمد على المناطق الآهلة بالسكان بهدف إفراغ الناحية، كما يعاني المزارعين وأصحاب الماشية من الذهاب إلى أراضيهم لأنهم يكونون عرضة للقصف التركي مما يضطر الأهالي لعدم الذهاب إلى أرضهم وهذا ما يضرهم من الناحية الاقتصادية لأن موردهم الوحيد يعتمد على الزراعة والرعي”.

وأكد عبدو بركات قائلاً: “نحن سكان شيراوا نناشد المجتمع الدولي في التدخل لحل هذه المشكلة وأن لا يبقوا في موقف المتفرج وأن يوقفو هذه الانتهاكات التي تتعرض لها الناحية”.

أما ناحية تل رفعت التي لم تسلم من انتهاكات جيش الاحتلال التركي والتي قامت بقصف الناحية أربعة مرات وكانت معظم القذائف على المنازل والأحياء السكنية.

وبتاريخ الثاني من الشهر كانون الأول من عام 2019  قام المحتل التركي بارتكاب مجزرة بحق المدنيين النازحين من عفرين والتي راحت ضحيتها عشرة شهداء وخمسة عشر جريحاً معظمهم من الأطفال. وقد قامت لجنة التوثيق العائدة لمجلس ناحية تل رفعت بتوثيق الانتهاكات والتي كانت على الشكل التالي:

بتاريخ 1/11/2019 تم سقوط قذيفة في حي الصناعة دون أن تخلف أضرار وبتاريخ 12/11/ 2019تم سقوط ثلاثة قذائف على حي الصناعة وكانت الأضرار مادية فحسب.

بتاريخ 19/ تشرين الثاني2019 سقوط ثلاثة قذائف على الناحية وكانت الأضرار مادية

وبتاريخ 21/11/2019 سقوط قذيفتين على الناحية حيث تم استهداف منزلين احدهما في الكومين التاسع العائد لعبد السلام الدج، والثاني في الكومين الخامس الذي يسكنه أحمد خليل حسن من سكان ميدان اكبس.

وبتاريخ الثاني من شهر كانون الأول تم قصف الناحية بقذيفتين مما أدى لحدوث مجزرة بحق المدنيين راحت ضحيتها عشرة شهداء وخمسة عشر جريحاً أسمائهم كالتالي.

“الشهيد عبد الفتاح عليكو العمر ثلاث أعوام. الشهيد عارف جعفر محمد العمر ستة أعوام. الشهيد محمد محمد عمر العمر سبعة أعوام. الشهيد عماد أحمد كيفو العمر تسعة أعوام. الشهيد مصطفى محمد مجيد العمر عشرة أعوام. الشهيد حمودة محمد علي العمر 11عام. الشهيد سمير عبد الرحمن حسو العمر 12عام. الشهيد محمد عبد الرحمن حسو العمر 15 عام. الشهيد علي محمود عثمان العمر 54عام. الشهيد حسين كل دادو الذي يبلغ من العمر 74 عام”.

أما الجرحى فهم:

“محمدة أحمد كيفو عمر عشرة أعوام إصابة في الساق. علي أحمد كيفو العمر تسعة أعوام إصابة في اليد اليمنى. خليل محمد العمر ثلاثة أعوام إصابة في الراس. أحمد جعفر محمد العمر تسعة أعوام إصابة باليد اليمنى والرجل اليمنى. حسن محمد عمر العمر عشرة أعوام إصابة باليد والظهر. أدهم محمد حسون العمر ستة أعوام بتر الساق الأيمن. بيرم حسن العمر عشرة أعوام شظية في العين. عبدالله توفيق حنان العمر 21عام إصابة بالخصر. أنيسة مصطفى علو العمر20عام إصابة بالرأس وخلف الأذن. هيفين محمود مصطفى العمر 30عام إصابة بالرجل اليمنى واليد اليمنى وهي حامل بالشهر السادس. دجوار أوسو إصابة بالرجل العمر 30عام إصابة خطرة بالرجل اليسرى. فاطمة عبدو معمو العمر 48عام إصابة في الظهر”.

وتحدث الرئيس المشترك لمجلس ناحية تل رفعت محمد حنان قائلاً: “المحتل التركي ومنذ أكثر من عام يقوم بقصف الأماكن السكنية كما تم استهداف عدة للمنازل إلا أن القدر شاء بأن يكون الأهالي إما في غرف أخرى أو خارج المنزل وإلا كان هنالك أكثر من مجزرة كبيرة.

  كما أكد محمد حنان: “رغم نزوحنا من عفرين نعاني من ويلات القصف التركي وبشكل مستمر وقد تواصلنا أكثر من مرة مع النقطة الروسية الموجودة في ناحية تل رفعت بصفتها الضامنة لسلامة المنطقة وطالبناهم بإيقاف هذه الانتهاكات التي تطال الأهالي النازحين إلا أن الانتهاكات تحدث أمام أعين الروس دون أن يتدخلوا لإيقافها.

ونحن نناشد مجلس الأمن والمجتمع الدولي للقيام  بوقف هذه الانتهاكات ونطالب بدخول قوات دولية لإخراج المحتل التركي ومرتزقته الإرهابيين من الأراضي السورية كي ننعم بالأمن والأمان.