روناهي/ الدرباسية –
رأى السياسي الكردي، وعضو حزب اليسار الكردي السوري، صالح شيخ صالح، أن ثورة 19 تموز جاءت ترجمة لفكر وفلسفة القائد عبد الله أوجلان، وأشار إلى أن هذه الثورة رسخت مبادئ الأمة الديمقراطية، والعيش المشترك وأخوة الشعوب.
تستقبل شعوب شمال وشرق سوريا ذكرى انطلاقة ثورتهم، والتي تُصادف يوم التاسع عشر من تموز، هذه الثورة التي جاءت ردا على معاناة طويلة من الاستبداد والقهر عاشتها في ظل الأنظمة القومية، وقد تبنت ثورة 19 تموز مبادئ الحرية والديمقراطية، وهذا ما جعل شعوب شمال وشرق سوريا ينخرطون في هذه الثورة والعمل على حمايتها من كل الأخطار، التي تُحدق بها.
وأصبحت شعوب شمال وشرق سوريا في ظل ثورة 19 تموز، أن تدير شؤونها بنفسها، والعمل على تنظيم صفوفها لخوض نضالها في وجه كل من يحاول محو هويتها، وضرب أمنها واستقرارها.
ثورة 19 تموز تُوجت بتأسيس الإدارة الذاتية الديمقراطية لشمال وشرق سوريا، والتي تُشكل المظلة الإدارية، التي تُسيّر أمور المجتمع على أساس إخوة الشعوب، وفي الوقت ذاته أُعلن عن مجلس سوريا الديمقراطية، الذي يشكل المظلة السياسية لشعوب المنطقة، فتضم الأحزاب والقوى السياسية الموجودة في شمال وشرق سوريا، وذلك على أساس الديمقراطية وحرية الرأي.
فكر القائد أوجلان منهاج الثورة
وحول معاني ودلالات ثورة 19 تموز ما آلت إليه من مبادئ وقيم ديمقراطية، التقت صحيفتا عضو حزب اليسار الكردي السوري، صالح شيخ صالح: “تُشكل ثورة 19 تموز بداية انطلاقة الثورة الفكرية بين شعوب شمال وشرق سوريا، حيث سعت هذه الثورة لإيصال فكر وفلسفة القائد عبد الله أوجلان، لشعوب شمال وشرق سوريا، وذلك من خلال التجربة العملية الملموسة على أرض الواقع، والمتمثلة بالإدارة الذاتية الديمقراطية لشمال وشرق سوريا، والتي تُعدُّ اليوم نموذجا يُحتذى به”.
وأضاف شيخ صالح: لقد جاءت ثورة 19 تموز في لحظة تاريخية هامة، فمن جهة، استطاعت الثورة إنهاء حالة الاستبداد والدكتاتوريات في المنطقة، والتي تسببت بكل ما آلت إليه الأوضاع، ومن جهة أخرى، فإن الثورة جاءت في الوقت، الذي كانت تتعرض فيه المنطقة والعالم إلى تهديد حقيقي يُهدد حالة الاستقرار الموجودة، ذلك الخطر المتمثل بداعش وأخواتها، ولولا مقاومة ثورة 19 تموز، كانت ستسيطر على كامل جغرافية الشرق الأوسط، بعد سيطرتها على مساحات واسعة من سوريا والعراق، لذلك، نستطيع القول: إن ثورة19 تموز هي خط الدفاع الأول في وجه كل المخاطر، التي تُحدق بسوريا وشعبها”.
شيخ صالح تابع: “الإدارة الذاتية الديمقراطية، أُسِّست على نتائج ثورة التاسع عشر من تموز، وهي تعمل منذ تأسيسها على تطبيقها تلك الأسس على أرض الواقع، فرسخت أسس الديمقراطية بمختلف أشكالها في شمال وشرق سوريا، وأفسحت الإدارة الذاتية المجال لكافة القوى والأحزاب السياسية للمشاركة في إدارة شؤون وشعوب المنطقة، وإن دل ذلك على شيء فإنه يدل على مستوى الديمقراطية، الذي تتمتع به هذه الإدارة”.
بتحرر المرأة يتحرر المجتمع
وأوضح شيخ صالح: “ضف إلى ذلك المساواة التي حققتها الإدارة الذاتية بين كل من الرجل والمرأة، وطبقت نظام الرئاسة المشتركة في كل مؤسساتها وعلى كافة المستويات، حيث إن نظام الرئاسة المشتركة يعدُّ خطوة أولى باتجاه ضمان واكتساب كل حقوق المرأة التي تسمح لها بالمساواة مع الرجل، بعد قرون من حالة التبعية للرجل، نتيجة سياسات التمييز بحق المرأة، التي تتبعها الأنظمة، ولا يُخفى على أحد بأن هذه المساواة جاءت استنادا لفكر وفلسفة القائد عبد الله أوجلان، الذي يعدُّ تحرر المرأة خطوة أولى نحو تحرر المجتمع، لذلك يجب التركيز على مسألة تحرر المرأة؛ كي نستطيع المضي قدما بهذه الثورة حتى تحرير المجتمع عامة”.
عضو حزب اليسار الكردي السوري صالح شيخ صالح اختتم حديثه: “نحن كحزب ثوري، نعاهد على مواصلة المسيرة، بالاعتماد على فكر الأمة الديمقراطية التي وضع أسسها القائد عبد الله أوجلان، كما إننا سنواصل المقاومة والنضال؛ حتى تحقيق حقوقنا الكاملة في الحرية والديمقراطية”.
