شيوخ وعشائر شمال وشرق سوريا: عقيدتنا الراسخة، ووحدتنا، تقفان ذودًا عن أرضنا العاصية في وجه الغزاة الطامعين بها

قامشلو/ دعاء يوسف ـ

أكد شيوخ وأعيان شمال وشرق سوريا، أنهم يدينون التهديدات التركية بشدة؛ لأن هدفها الاحتلال، وإعادة أمجاد العثمانية البائدة، وبينوا وقوفهم صفاً واحداً من كرد، ومن عرب، ومن سريان، وأعربوا عن تكاتف شعوب المنطقة كلها ضد ما تسعى إليه الدولة التركية المحتلة.

يبقى حلم الاتراك بعودة الخلافة العثمانية، هو المسيطر على عقل الرئيس التركي أردوغان، الذي يسعى بكل ما أوتي من قوة، تحقيق حلم أجداده العثمانيين، الذين سقط حكمهم المروع منذ مئة عام، مستخدما شتى الوسائل السيئة الممكنة؛ لتحقيق حلمه الزائف على حساب أمن وأمان، وتهديد مستقبل جيرانه في منطقة البلدان العربية، التي لم يشبع أجداده من نهبها، ومن سلبها قديماً، ويسيل لعابه لاستنزافها واحتلالها مجدداً، حيث يتخذ الذرائع بهدف الاحتلال، حتى ولو كانت ورقة أجداده البالية المعروفة باسم «الميثاق الملي».

تختلف الحجج والذرائع الواهية، التي تخلقها دولة الاحتلال التركي، ليعود لإطلاق التهديدات تجاه مناطق شمال وشرق سوريا، بهدف احتلال المزيد من الأراضي السورية، بعد احتلاله مناطق عدة في شمال وشرق سوريا، على مدار الأعوام المنصرمة، وقد هددت تركيا مؤخراً باحتلال المزيد من المدن في شمال وشرق سوريا.

الوحدة الوطنية الحل لإفشال خطط الاحتلال

وبهذا الخصوص، التقت صحيفتنا بشيخ عشيرة السادة الحياديين، الشيخ علاء الدين الشيخ محمد، والذي أدان واستنكر الاعتداء التركي على المناطق الآمنة، بحجج، وبأوهام واهية، مدعياً إقامة منطقة آمنة تحت راية الاحتلال وتابع: “إن ما تعيشه المناطق المحتلة كل يوم على يد الاحتلال التركي، وعلى يد مرتزقته من جرائم تضع المنطقة وأمن شعوبها في خطر دائم، واليوم عبر تهديداته؛ يريد القضاء على الاستقرار، الذي تنعم فيه المنطقة، وإعادة أمجاد السلطنة العثمانية، فكل ما يقوم به من خطط للسلام، وإقامة المستوطنات، ماهي إلا حجج واهية، والمنطقة الآمنة التي يتحدث عنها، ماهي إلا منطقة يسودها القتل، والنهب، والاغتصاب”.

وبين الشيخ محمد: “الحرب لا تميّز بين مدني وعسكري، ولا عربي، أو كردي، فتسفك فيها الدماء أينما حلت، والتهديدات المتكررة لتركيا، لن يفشلها سوى تكاتف، وتوحد أبناء المنطقة، وعندما تدق أجراس الحرب؛ ستحرق كل من يقف في طريقها، فبتكاتفنا ووقوفنا صفاً واحداً من كرد، ومن عرب، وسريان، وإيزيديين أمام أجراس الحرب، التي تدقها تركيا عبر تهديداتها وهجماتها، سنحقق النصر المؤكد”.

وأكد الشيخ محمد تكاتف شعوب المنطقة منذ الأزل، ومع بداية الثورة زاد تماسكهم، وتكاتفهم ليكونوا يداً واحدة وقال: “لقد ازددنا تمسكاً وقوة؛ لنقف معاً في وجه هذه الاعتداءات، التي تريد النيل من كرامتنا وعزتنا، وسنقف صفاً واحداً وشعباً واحداً خلف قواتنا المسلحة، ولن نقبل التدخل التركي في شؤوننا الداخلية”.

واختتم شيخ عشيرة السادة الحياديين حديثه قائلاً: “لقد استطعنا دحر داعش، ولم نسمح لدولة الاحتلال التركي اغتصاب أراضينا، واليوم نقف معاً في وجه دولة من أقوى الدول، لكننا لم نتخلَّ عن مبدئنا بالعيش الحر، فما زلنا صامدين؛ لأن أصحاب الحق لا يخافون”.

مُبتغى الدولة التركية احتلال جديد

وفي السياق ذاته، تحدث عضو هيئة الأعيان في شمال وشرق سوريا حكم خلو: “استغل أردوغان انشغال العالم بالحرب بين أوكرانيا وروسيا؛ ليهدد الاستقرار، الذي تنعم به المنطقة خاصةً في شمال وشرق سوريا، وليعيد أمجاد السلطنة العثمانية”.

وتابع خلو: “إن الاحتلال يكشّر عن أنيابه بتهديد المنطقة، محاولاً اقتطاع أجزاء أخرى من سوريا، معيداً بنود الميثاق الملي، التي عفا عليها الزمن، واندثر، إلا أن أردوغان من خلال سياسة حكمه، وتهديداته يريد إعادة صياغة التاريخ، كما تشتهي نفسه”

وناشد خلو العالم كافة، والسوريين، والدول الضامنة بشكل خاص، أن تكون وفية لعهودها تجاه المنطقة: “نناشد الأمم المتحدة والمنظمات الدولية، ومؤسسات المجتمع المدني الوقوف في وجه العنجهية التركية، والقيام بأي هجوم يخلق حالة من الفوضى والتشريد، والقتل، ويعيد إحياء داعش؛ ليضرب المنطقة من جديد”.

وأوضح خلو: “إن الحلول، التي تطرحها الإدارة الذاتية، هي التي تضمن وحدة وسلامة سوريا أرضاً وشعباً، وبناء دولة ديمقراطية تعددية، لا مركزية لشعوبها كلها، وعلينا الوقوف إلى جانبها في التصدي لهذه التهديدات”.

واختتم عضو هيئة الأعيان في شمال وشرق سوريا حكم خلو حديثه: “نقف صفاً واحداً مع قواتنا، لنؤكد للمجتمع الدولي والعالم، أن شعوب مناطق شمال وشرق سوريا يداً واحدة، وتعيش حالة من السلم، والاستقرار، وأن هذا التدخل يسبب أزمات كثيرة؛ لأن الهدف اقتطاع الأراضي السورية، وضمها لتركيا؛ وفق بنود الميثاق الملي”.